عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
30

المشاهدات
15302
 
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي


ايوب صابر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
12,766

+التقييم
2.39

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7857
10-04-2010, 09:16 AM
المشاركة 1
10-04-2010, 09:16 AM
المشاركة 1
افتراضي عبده خال ...أتقن الحديث عن ثنائية الموت والحياة
عبده خال ...يقول " لكل تجربة جرح ما".... فما هو جرح عبده خال؟

لم يسبق لي أن سمعت باسم عبده خال قبل قراءة خبر فوزه بجائزة البوكر وفورا فتشت عن حياته على الانترنت وافترضت أن عبده خال كأي مبدع عبقري لا بد أن يكون مصنوع من فجائع الموت كونه فاز بهذه الجائزة التي بدت لي مرموقة وتمكنت روايته " ترمي بشرر" من الفوز على الروايات الأخرى.

وفورا أدرجت اسم عبده خال دون تردد هنا ضمن سلسلة ( سيرة وتحليل ) بهدف وضع سيرته الذاتية وأعماله وأقواله وما قيل عنه من قبل الآخرين ... تحت المجهر لنتعرف عليه أكثر ونحاول تحديد إذا ما كان الموت فعلا هو الذي صنع عبقرية عبده خال كما تقول نظرية تفسير الطاقة الإبداعية وأي نوع من الموت ذلك الذي صنعه... أم أن السر في قدراته الإبداعية لها مصدر آخر؟؟؟....وكان ظني أن الموت هو حتما صانعه موت يخصه هو فأعماله ونشاطاته الأدبية وانجازاته من خلال ما هو موضح عنه في المواقع المختلفة تشير إلى عبقري يمتلك حالة إبداعية في حالاتها العليا...وليست مجرد حالة إبداعية عادية...

وبعد النبش فيما هو مدرج عن عبد خال على الانترنت والغوص فيما توفر من أعمال له على الانترنت خاصة التعليقات من هنا وهناك نجد أن عبده خال قد أتقن الحديث عن ثنائية الموت والحياة في جل أعماله تقريبا خاصة الروائية منها على الأقل، كما أتقن بعبقرية السرد البليغ المؤثر للغاية...وكان لأعماله وقع سحري شديد في نفس المتلقي...وهذه طبعا إحدى ميزات العباقرة الذين فجر الموت في ثنايا أدمغتهم ينابيع من الطاقات وهي حينما تخرج على شكل منتج إبداعي يكون المنتج مهولا مزلزلا وله سحر ووقع شديد ....

ويبدو أن كل أعمال عبده خال يمكن وصفها بهذا الوصف فرواية " ترمي بشرر" رغم أنها لم تتمحور حول ثنائية الموت والحياة تحديدا لكنها وكما وصفتها لجنة مسابقة القصة "هي عبارة عن لوحة سوداوية بالغة القتامة وتكاد تخلو حتى من مساحات رمادية أو ظلال ألوان ...لا بل هي صوت المهمشين... والرواية مسرح لمشاهد التحلل الإنساني والفساد والشر....وهو واقع يشبه الخيال في بشاعته ويشبه الكابوس في أجوائه المرعبة".

ويبدو أن عبده خال أراد وبصورة واعية "إيصال مقولة فلسفية تعميمية مفادها أن النفس ليست سوى مخزن قاذورات"....ويصر الكاتب على ذلك من خلال استبعاد أي ملامح مشرقة في شخصياته وحتى تلك الشخصيات المشرقة مرت سريعا عبر المشهد كأنها أطياف اختار لها الكاتب الرحيل المبكر عن المشهد وعن الدنيا على حد سواء..
أو ربما هي تعبير غير واعي يعكس مرارة تشكلت في النفس كنتيجة للظروف التي يبدو ا ن الموت كان سيدها منذ سنوات الطفولة المبكرة...

أما أعماله الأخرى والتي سبقت الرواية الفائزة فهي تتطرق بصورة مباشرة لفكرة الموت حتى في عناوينها....فروايته "الموت يمر من هنا" لا بد أنها تروي تجارب عبده خال مع الموت.

ويبدو أيضا أن الم الموت قد ترك بصمته على كل أعمال عبده خال بشكل أو بآخر "فليس هناك ما يهج" و"من يغني في هذا الليل" و"مدن تأكل العشب" و"الأوغاد يضحكون " و"الأيام لا تخبئ احد" و"فسوق " و "القبر"...الخ من أعمال إنما هي عناوين لأعمال سواء تم اختيارها بصورة واعية أو غير واعية تشير بوضوح إلى إنسان يرى الحياة بسوداوية وظلامية وحزن واغتراب وألم.....ولا بد أن ذلك كله ينبع من مخزون ألمه الذي لا بد انه بحجم الكون....وهو يرى بأن رواية ترمي بشرر "لا تمثل إلا سوداوية ما يحمله البعض في صدورهم"....

يصفه احدهم بأن "عبده خال احد الذين ابتعدت بهم الكتابة صوب القمم" والصحيح أن عبد خال هو احد الذي صنعهم الموت حتما...ودفع بهم نحو القمة...

نعم لقد فجر الموت في ثنايا ذهن عبده خال براكين من الطاقة فكانت الكتابة عنده كما يصفه احدهم " أشبه بشد الحبل الذي ينتهي بطرف يحمل حوتا وليس بسمكة" ...

ويصفه آخر "هو إنسان يعذبك هذا العذاب كله ويشقيك هذا الشقاء عبر رواية...فهو لا بد انه روائيا موهوبا..تحبه لموهبته وتكرهه لأنه يذكرك بالمأساة الإنسانية" .... ولكن هل كان بإمكان عبده خال أن يكون له هذا التأثير لولا انه اكتوى بنيران مأساته الإنسانية التي تتمثل في موت أحبته حتما؟؟؟

نعم حتى أن عبده خال نفسه يخبرنا بأن " لكل تجربة جرح ما..." وهو يذهب إلى ابعد من ذلك