عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-2020, 07:59 PM
المشاركة 1504
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ ....

التخدُّع : التواري ، والْمَخْدَعُ من هذا أخذ ، وهو
بيتٌ في جَوْفِ بيتٍ يُتَوَارى فيه ، وقالوا في الضبِّ
ذلك لتواريه وطول إقامته في جُحْرُه وقلة ظهوره .
وقال أبو علي لكذه : خدع الضب إنما يكون من
شدة حَذَره ، وأما صفة خدعه فأن يعمد بذنبه باب
جُحْره ليضربَ به حيةً أو شيئاً آخر إن جاءه ،
فيجيء المحترشُ فإن كان الضب مجرباً أخرج ذنبه
إلى نصف الجُحْر ، فإن دخل عليه شيء ضربه ،
وإلا بقي في جحره ، فهذا هو خدعه ، قال الشاعر :

وَأَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ إذَا جَاءَ حَارِشٌ
أَعَدَّ لَهُ عِندَ الذّنَابَةِ عَقْرَبَا


وذلك أن بيت الضب لا يخلو من عقرب ؛ لما بينهما
من الألفة والاستعانة بها على المحترش ، هذا قول
أهل اللغة .
وقال بعض أصحاب المعاني : العربُ تذكر الضبَّ
والضبع والوحر والعقربَ في مجاري كلامها من طريق
الاستعارة ، فأما الضبُّ فإنهم يقولون : فُلانٌ خَبٌّ
ضَبٌّ ، فيشبهون الحقد الكامن في قلبه الذي يَسْرِي
ضَرَرُهُ بخدع الضب في جحره ، وأما الضبع فإنهم
يجعلونها اسماً للسنة الشديدة ؛ إذ كانت الضبعُ أفْسَدُ
شيء من الدواب ، فشبهوا بها السنة الشديدة التي
تأكل المال ، وأما الوحر فإنه دُوَيْبَةٌ حمراء إذا جَثَمَتْ
تَلْزَق بالأرض فيقولون منه : وَحِرَ صَدْرُ فُلانٍ ،ذهبوا
إلى التزاق الحقد بالصدر كالتزاق الوَحِرِ بالأرض ،وأما
العقرب فإنهم يقولون : سَرَتْ عقاربُ فلانٍ ، وفلانٌ
تَدِبُّ عقاربه ، إذا خَفِيَ مكان شره .
قلت : والمثل أعني قولهم " أخدع من ضبٍّ " يضرب
لمن تطلُبُ إليه شيئاً ، وهو يَرُوغُ إلى غيره .