عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-2014, 10:42 PM
المشاركة 85
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
من الأخطاء الشائعة
* قولهم : "أعوذ بالله من كلمة أنــا "
ما أكثر الكلمات التي يقولها من يقولها تقليدًا لمن يسمع، بلا برهان من العقل، ولا دليل من الشرع، والمقلِّد ذاهل فيما يقلّد عن الحقيقة والصواب، ومن هذه ( أعوذ بالله من كلمة أنا) وهي نوع من التواضع المزخرف ، ولا ذنب للفظة ( أنا ) إلا أنّ إبليس قالها في الاحتجاج على فضله على من خُلِق من تراب وهو آدم " عليه السلام "، وذلك حين قال: ( أَنَا خَيْرٌ مِّنه )
وهذه المقولة من البدع اللفظية المعاصرة المتكلّفة؛ لأمور لا تخفى على أولي الألباب.

أحدها: أنه لا معنى لأن يستعيذ المرء من لفظة بريئة من السوء والفحشاء في ذاتها ، ولا يفهم منها معنى إلا بتركيب..وهم يقولونها بعد النطق بها ، وفي كل سياق حتى لو كان الكلام في خير ، بل هو الغالب، بل الواقع يشهد أنها لا تقال إلا قبل كلام حسن .
الثاني: إما أن يكون قائل ذلك صادقا فيما يقول وإما لا يكون، فإن كان صادقا فلا معنى له، وحمد الله على تسديده في القول أولَى ، وإن كان كاذبا فاستعاذته تلبيس من تلبيس إبليس.
الثالث: إن كان إبليس قد قال:( َنَا خَيْرٌ مِّنْهُ) فقد قال النمرود:(أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ) وهو أشد منه، وقال فرعون:( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) وهو أفظع منه.
الرابع:قال موسى كليم الله:(وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)، وقال قبله إبراهيم خليل الله:( وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ )، وقال نبينا أنا النبي لا كذب)، وإبليس كاذب، ورسل الله صادقون، وهذه المقولة تقال في مقام الصدق لا في مقام الكذب، ولم يقولوها .
الخامس: ما بالهم لا يقولون: أعوذ بالله من كلمة (عندي)، ومن كلمة (لي) وهن ملزوزات في قرَنٍ، وكذلك (نحن) و( إنا) وتاء المتحدِّث؟
السادس: لم تحفظ – فيما يُعلم – هذه الجملة عن صاحب من صحب النبي ولا عالم أو فاضل متقدم، ولا يخلو كلام من ينطق باللسان العربي من( أنا) فهل غفلوا عنها أم الخلف أهدى ؟
السابع: إن كان في الألفاظ المفردة ما يصح الاستعاذة منه فهو كلمة (لو) التي تفتح عمل الشيطان، وأما (أنا) فبريء مما يقولون!