عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2015, 09:36 PM
المشاركة 2
أ محمد احمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حرب السيوكس. (1854-1890م).

على إثر المناوشات الصغيرة التي جرت في فورت لارامي، بدأت حروب السيوكس التي استمرت بين سنتي 1854 و1890م. وفي سنة 1862م، قاد ليتل كرو حملة في منطقة مينيسوتّا وارتكب الهنود مجزرة قتلوا أثناءها مئات من المستوطنين في نيو أولم قبل أن تصل إليهم القوات الحكومية وتسيطر على الوضع.

تقاطر المستوطنون إلى المنطقة للبحث عن الذهب والفضة دون اعتبار لحقوق الهنود المقيمين فيها، وصدرت أوامر عسكرية تفرض على الهنود السكن في مواقع خاصة بهم. غير أن رؤساء القبائل رفضوا الانصياع لهذه الأوامر الجائرة واستعدوا للحرب.

في يونيو 1876م، باغت الهنود السيوكس والشايان قوات الحكومة بقيادة الجنرال جورج كروك بهجوم كاسح وهزموها في معركة روزبد جنوب مونتانا، وسحق الهنود بعد ذلك قوات الكولونيل جورج كستر.
حدثت الانتفاضة الأخيرة للهنود السيوكس سنة 1890م عندما أمر أحد القواد بإلقاء القبض على أحد زعمائهم وقد انتهت تلك الحركة بسحق الهنود تمامًا.


السهول الجنوبية (1860-1879م):

حدثت بعض المعارك في السهول الجنوبية في كنساس، وكولورادو، ونيو مكسيكو وتكساس، بسبب تحديد سكنى الهنود في مناطق معينة لم يرضوا بها، وانتهت بهزيمة الهنود بعد معارك طاحنة وارتكاب بعض المذابح في القرى الهندية واستمر هذا الوضع من سنة 1860 إلى 1879م.

في الشمال الغربي

حدث الشيء نفسه في منطقة الشمال الغربي، وفي حروب كايوس التي اندلعت إثر ارتكاب البيض مذبحة ضد هذه القبيلة الهندية حيث لم ينج منهم إلا نفر قليل، كما حدثت تجاوزات ومظالم كثيرة ضد الهنود خلال حروب نهر روج في الخمسينيات من القرن التاسع عشر. ومن الحروب الأخرى في هذه المنطقة حرب مودوك في شمالي كاليفورنيا وجنوب أوريجون (1872-1873م) وحرب نيز بيرسي (1877م) في وادي أوريجون.


في الصحراء

كان الأسبان في الجنوب الغربي قد سمحوا للهنود بالبقاء في محالّ إقامتهم الأصلية، ولكنهم كانوا يرتكبون المذابح في قراهم إذا خالفوا أوامرهم، وكان كثير من المستوطنين يطبقون هذه الأساليب العنيفة في التعامل مع الهنود، وكانوا يفتعلون بعض الحوادث ثم يدعون القوات الحكومية لكي تتولى أمر التخلص منهم.

مصادمات نافاجو. (1846-1864م)

كان أفراد قبيلة نافاجو في أريزونا ونيومكسيكو قد تخلقوا بأخلاق البيض بسهولة؛ ولكنهم كانوا أحيانًا يغيرون على مستوطنات الأمريكيين والمكسيكيين والهنود الآخرين. وتقوم الحكومة بإخماد حركاتهم في كل مرة. ولكنهم كانوا يعاودون الهجوم بعد ذلك. وأخيرًا أمكن التغلب عليهم في سنة 1863م بعد أن تم تدمير مزارعهم وقتل مواشيهم وأخذهم أسرى ليسجنوا في نيو مكسيكو إلى عام 1868م.

حروب الأباشي. (1861-1900م)

كانت قبائل الأباشي قد أرهبت منطقة واسعة في أريزونا ونيو مكسيكو لمدة 40 عامًا؛ إذ لم يكونوا راضين عن تحديد مواقع إقامتهم، فشكل عدد من زعمائهم، مثل كوشيز، وفيكتوريو، ومانغاس كولوراداس، وجيرونيمو، عصابات صغيرة من محاربين أشداء للقيام بهجمات مباغتة على المخافر الأمامية.

فقررت الحكومة إرسال حملة ضدهم. وأمر الجنود بقتل أي هندي مؤهل لحمل السلاح. وأخيرًا استسلم جيرونيمو ورجاله في 1886م، غير أن جماعات أخرى واصلت القيام بالغارات حتى سنة 1900م.

حدثت عمليات إبادة جماعية لأهالي القارة الأميركيةالأصليين استمرت أكثر من 150 عاماً! ونشير هنا أن نتائج تلك العمليات أسفرت عن إبادة أكثر من 80 مليوناً من الأهالي

سكان البلاد الأصليين( الهنود الحمر)، منهم 8.5 مليوناً في المنطقة المعروفة اليوم باسم الولايات المتحدة الأميركية!

في عام 1730 أصدر البرلمان الأمريكي للبروتستانت الأطهار تشريعا يبيح إبادة الهنود الحمر، ليس فقط بل وأصدرت قرارا بتقديم مكافأة مقدارها 100 جنيه مقابل كل فروة مسلوخة من رأس هندي أحمر، و50 جنيه مقابل فروة رأس امرأه أو فروة رأس طفل.. ً

لم يمت الهنود بالشكل المرضي للأمريكيين فأمر القائد الأمريكي (البريطاني الأصل) جفري أهرست في عام 1763 برمي بطانيات كانت تستخدم في مصحات علاج الجدري إلى الهنود الحمر بهدف نشر المرض بينهم مما أدى إلى انتشار الوباء الذي نتج عنه موت الملايين من الهنود، في حرب جرثومية مبكرة جدا..

مؤلف محترم اسمه منير العكش ألف كتاب اسمه "حق التضحية بالآخر" ذكر فيه أن عدد الهنود الحمر كان 112 مليون إنسان وصل بعد عمليات الإبادة خلال 3 قرونإلى 4.1 مليون فحسب !!!

بعد أن مل الهنود من حصدهم بشكل حيواني لجأوا إلى الطاولة الامريكية للمفاوضات – يبدو أن الذل والفناء حليفا الجالسين عليها- ، وأرغم رؤساء القبائل على التوقيع على ورقة لا قيمة لها ثم يقومون وفقا لهذه الورقة بإبعاد القبيلة كلها من أرضها.

وقد وصف بلاك هوك زعيم قبيلة سوك ، الذي عاش في أوائل القرن الـ19، بقوله: "كل ما فعلته هو أنني لمست الورقة بريشة إوزة دون أن أعرف أنني وبتلك الفعلة كنت أوافق على التنازل عن قريتي". طبعا لم يكن هوك يعرف القراءة ولا الكتابة لكن مصير أحفاده لا يزال يتحكم فيه حتى الآن ريشة الإوزة...وتم نقلهم إلى أراضٍ مقفرة وموبوءة لم يكن الرجل الأبيض يريدها، وهي الأراضي التي أُطلق عليها فيما بعد اسم "محميات"
الهنود الحمر..

يبلغ عدد الهنود الحمر الآن 4.1 مليون نسمة، يمثّلون فقط 1.5% من إجمالي تعداد السكان في الولايات المتحدة..ينقسمون إلى 556 قبيلة معترف بها فدراليا.. لاحظ أن هناك قبائل لم يعترف بها الأمريكان..
يقول تقرير نشر في مجلة هاي – الأمريكية طبعا- مايو 2004 أنه من بين كل أربع قبائل تعيش قبيلة واحدة بأكملها في فقر... ويعيش أكثر من نصف مليون منهم في محميات مستقلة" وتفسر المجلة هذا الاسم الذي يطلق على أماكن تجميع الحيوانات – بأنها: "عبارة عن مساحات من الأرض أَرْغَمت حكومة الولايات المتحدة هذه القبائل على الانتقال والعيش فيها قبل أكثر من قرن من الزمان"

ويمضي التقرير قائلا: " وتنتشر البطالة وإدمان الكحول في هذه المحميات، كما أن الانتحار والأمراض منتشرة على نطاق واسع أيضاً، والقليلون منهم فقط هم الذين يهربون من هذا الواقع الأليم ويعيشون حياة أفضل"
هذه المحميات حسب وصف صحفي أمريكي هو نِك كولاكاوسكي أسوأ من كثير من المناطق الفقيرة في العالم... كلاب ضالة.. ورش صغيرة تنفث الدخان.. سيارات قديمة... خرابات لاستنشاق المخدرات.

ويشير كولاكاوسكي في تقريره أن نسبة الحاصلين على شهادات جامعية بين السكان الأصليين 11 %، وأن 50% منهم لا يتمتعون ببرامج الحكومة... وتقول جنيفر تاريولي23 عاما من قبيلة كريك، والبالغة من العمر 23 ربيعا: "إنه لأمر صعب أن يجد المرء عملا في هذه الأنحاء، وتشير إلى أن 80% من السكان لا يجدون عملاً على الإطلاق".
من مظاهر التمييز العنصري ضدهم أن لهم إدارة خدمات طبية خاصة لهم –كأن أمراضهم غير الأمراض- هذه الهيئة اسمها هيئة الخدمات الصحية للسكان الأصليين، يقول كريج فاندرواجن مدير الهيئة: " توجد عيادة صحية للسكان الأصليين تزدحم أيام الجمعة، مرضى وممرضات .. أطفال يصرخون .. جروح تتطلب العلاج وإصابات... وتقع هذه العيادة المحلية في الطابق السفلي لأحد مساكن الطلاّب التابعة لجامعة ولاية أوكلاهوما"!!!
فرضت الحكومة الأميركية، ولعقود عديدة، سياسة الدمج على قبائل الهنود الحمر، حظر عليهم الحديث باللغة الأصلية، وارتداء الزي القومي كما تم حظر الاحتفالات التي تقام بها الطقوس القبلية مثل احتفال "رقصة الأشباح" لقبيلة السيوكس .

هذه السياسة الاستيعابية أمر مروّع كما ترى كارين بيرد- الأستاذة في جامعة كاليفورنيا وتضيف: إنه استعمار... نحن ببساطة ضحايا الاستعمار الداخلي. فالناس ينسون جذورهم، ويخامرهم الشعور بالعار إزاء هويتهم الحقيقية. لدينا أعلى معدل للانتحار بين الشباب بسبب أزمة الهوية إن العرب، والمسلمين عموماً، معنيون أكثر من أية أمة أخرى بالتأمل في مصير شعوب القارة الأميركية، لأن قوى الإبادة والاستيطان ذاتها ما زالت تحاول تكرار التجربة الرهيبة في بلادهم، ولأن هذه المحاولة تأخذ راهناً وضعاً جدّياً ميدانياً، في فلسطين خاصة، وفي العراق وأفغانستان، وفي أكثر من قطر عربي وإسلامي آخر. إن الإباديين هم أنفسهم، بعقيدتهم الإجرامية ذاتها، وهي العقيدة التي تقوم على ثوابت خمسة:

1- أن الله اختارهم بصفتهم عرقاً متفوقاً 2- أنهم الإسرائيليون العبرانيون الجدد (الإنكليز) الذين أعطوا أميركا معناها الإسرائيلي التوراتي 3- أن الله كلفهم بدور خلاصي للعالم أجمع 4- أن التوسع اللانهائي هو قدرهم 5- أن لهم حق التضحية بالآخر! أما الاختلاف فهو في طبيعة الأمة التي يهاجمونها اليوم، من حيث تكوينها وموقعها التاريخي والجغرافي، إضافة إلى الإختلاف في الزمان.من يملك الأرض والبحار والسماء ؟!

غير أن الكثيرين من الساسة والمفكرين العرب والمسلمين ما زالوا يعوّلون على ألاسكا وبحر الشمال وسيبيريا في مواجهة الأخطار الماحقة التي تتعرض لها أمتهم وبلادهم، فترى رؤوسهم مشرئبة إلى الأميركيين والإنجليز والأوروبيين، يرون الدنيا بعيونهم ويفهمونها بعقولهم، ولا يخطر في بالهم أبداً أن أمتهم جديرة برؤية خاصة وبقرار خاص! إن أمثال هؤلاء هم الذين يسهّلون للعدو الفتك بأمتهم مثلما فتك بالهنود الحمر، غير أن أداء ومقاومة الشعب الفلسطيني والشعب العراقي، وقبلهما الشعب الجزائري، برهن أن الفشل والخيبة والهزيمة في هذه المنطقة سوف تكون من نصيب المعتدين والمعجبين بهم.

في أواخر حرب الإبادة الضارية، وقف أحد زعماء الهنود الحمر يخاطب مفاوضيه من الحكومة الفيدرالية الأميركية، فقال ما معناه:

- "تطلبون مني أن أتنازل لكم عن الأرض؟ ولكن، هل أنا أملك الأرض حتى املك حق التنازل لكم عنها؟ من يستطيع الزعم أنه يملك الأرض والبحار والسماء؟! أنتم، عندما وصلتم إلى بلادنا، رحبنا بكم، وعلمناكم كيف تبدأون حياتكم الجديدة على أرض تجهلونها، وتطلّعنا إلى التعلّم منكم، لكنكم رحتم تبيدون قطعان المواشي، وتدمرون الغابات، وتقتلون الناس! نحن نأخذ من القطعان حاجتنا، ونأخذ من الغابات ما يلزمنا، فلماذا تبيدون القطعان وتدمّرون الغابات ؟! أشعر أنّ قلبي يدمى!

لقد أرغم الهنود الحمر، عبر مسيرة الإبادة والاستيطان الطويلة، على توقيع 370 معاهدة مع الحكومة الفيدرالية الأميركية.

إن أرشيف الحكومة الأميركية يحتفظ بملفات تلك المعاهدات التي تبدو كل واحدة منها مستكملة لجميع الشروط الأصولية والقانونية، وتبدو كأنما هي المعاهدة الأخيرة غير القابلة للانتهاك والنكوص، غير أنها انتهكت جميعها الواحدة تلو الأخرى، وتحوّلت إلى مجرّد حبر على ورق، وصار واضحاً أن عقد كل معاهدة كان الهدف منه تثبيت الأمر الواقع لصالح الإباديين المستوطنين، وتجميد الوضع الراهن عند الحدّ الذي بلغه لصالحهم أيضاً، وأنها مجرّد خديعة هدفها إنهاك مقاومة الضحايا كي يتحقق القضاء عليهم في الجولات التالية بأقل تكلفة، وأقل جهد، وأقصر وقت!


المستوطن الهمجي، والهندي الإنسان

ان تدفق المستوطنين الاوربيين الى القارة الامريكيه الجديدة ترافق مع خطوات السيطرة الاستعماريه المباشرة ونهب الثروات الطبيعيه , واسوأ تجارة رقيق أفرغت سكان غرب ووسط افريقيا .

وقد تزامن ذلك مع ابادة سكان امريكا لاصليين , وتدمير سبل معيشتهم لذلك فقد ارتبط تاريخ الهنود الحمر في القرون الاربعة الماضيه , مع تاريخ الارهاب الامريكي الاستيطاني . وقد توالت اكتشافات كريستوف كولومبس بين سنوات 1492 و 1502 في خمس رحلات متتاليه . وفي اعتقاده انه ادرك شواطيء اسيا الشرقيه , من خلال دوران الكرة الارضيه .

ومنذ البدء اشفق كولومبس على سكان امريكا الهنود الاصليين , وانحاز اليهم ضد بطش المستوطنيين الاوربيين الذين تدفقوا خلفه الى القارة الجديدة . فكتب الى ملك ولكة اسبانيا , يصف الهنود الحمر ( وهم ليسوا حمراً بل سمراً كانوا يصبغون بشرتهم بصباغ احمر , ويشكون ريش الطيور على رؤوسهم كتقليد محلي بدائي ) بهذه العباراة الرقيقه : " هؤلاء الناس طيبون جداً , ومسالمون جداً .

بحيث أني أقسم لجلالتيكما , انه لاتوجد في العالم امة أفضل منهم . انهم يحبون جيرانهم أكثر مما يحبون انفسهم . كما أن حديثهم دائم الحلاوة واللطف , ويرافق دائماً الابتسامه ورغم انهم فعلاً عراة الا ان سلوكهم محتشم وجدير بالاطراء ". وللتدليل على صدق أقواله , احضر معه كلومبس الى اسبانيا عشرة افراد من قبيلة " التانيو ".

ولكن انسانيته وعطفه على الهنود الحمر , وفضحه لتصرفات الغزاة الوربيين الوحشية , اغاضت ملك اسبانيا . فحنق عليه بدسائس مساعديه اليهود ومنع عنه كل مساعدة , فمات فقيراً حزيناً منسياً سنة 1506 . ويقال ايضاً بأنه قتل قتلاً على أيدي اليهود تحديداً .

الا ان مكتشفاً ايطالياً اخرعقب كلومبس وطور اكتشافاته ووسع دائرتها وكان يدعى " اميركو فاسبوتشي " فأطلق اسمه على القارة الجديده , بينما لم يطلق اسم كولومبس الا على كولومبيا فقط .

بعد ذلك تدفق المستوطنون الاوروبيون بعشرات الالوف , من بيرطانيين واسبان وبرتغاليين وهولنديين وغيرهم فارتكبوا المذابح الفضيعه ضد سكان هذه القاره البدائيين البسطاء , قضى منهم في القرون الخمسة الماضيه مالا يقل عن عشرة ملايين شخص وسلبوهم اراضيهم قطعة قطعه وما فيها من مواد خام , وخيرات الطبيعه وباعو الكثير منهم كعبيد .

وقد عرف الهندي الاحمر بعلاقته الحميمه بالطبيعه والتصاقه بالارض وما عليها فلايؤذي حيواناً ولا يصطاد منه الا الضار , ومجتمعه أمومي اذا للمرأة فيه الكلمة الأولى في تعيين المسؤول عن القبيله وهي المرجع العائلي الأول .

قاوم الهنود الحمر الغزاة الشرسين بكل شجاعة واستبسال وسلاحهم قوس ونشاب ورمح وسكين . ثم اخذوا يوقعون معاهدات سلم مع قادة المحاربين , الذين كانوا اعضاء في شركات سكك الحديد ومناجم الذهب ومناشر الاشجار .

كانت هذه المعاهدات حبر على ورق مايكاد يجف حتى كان الغزاة يخالفونها فيحاصرون الهنود ويهجرونهم ويبيعونهم بلا رحمه فيتناقص عددهم باستمرار . وكانت هذه المجازر تتكرر حيثما يمر قطار او شيدت قلعة او اكتشف ذهب حتى لم يبقى للهنود الحمر الا اعالي الجبال الجرداء المكسوة بالثلوج . ولم ينفع الحوار مع المستوطنين البيض , ولا الاتفاقات .

بتاريخ 29 نوفمبر 1864 تعرضت قبيلتان من قبائل الهنود الحمر في مقاطعة كولورادو الى مذبحة هائله على يد الامريكيين وتسمى هذه الواقعه بمذبحة " تشيفنغتون " نسبة الى الضابط الامريكي الذي نفذها , وتعرف ايضاً بمذبحة " ساند كريك " .

هكذا ابيدت شعوب هندية بأكملها , واندثرت لغاتها وحضاراتها وما بقي منها الا البستها وازيائها , تعرض في المتاحف والأفلام السينمائيه من انتاج " هيليود " خاصة . والقلة الباقيه منهم , وهي دون المليون نسمه . انها في الواقع ابادة لشعب اصلي في امريكا , تحاول امريكا اليوم ان تصّدر هذه الظاهره في الوطن العربي , لابادة الشعبين العربي في فلسطين والعراق عن طريق احفاد أولئك اللذين غدروا بكلومبس وبالهنود الحمر ذاتهم .

اسس الهنود الحمر سنة 1977 " حركة التحرير الهنديه الامريكيه " فقبلت عضواً في هيئة المنضمات غير الحكوميه التابعه للامم المتحده .

عقد مؤتمر سنة 1977 في جنيف لبحث التمييز العنصري الذي تتعرض له الشعوب الاصليه في امريكا فدرس تقريراً قدمه المجلس الدولي الخاص بمراعاة الاتفاقات المعقودة مع قبائل الهنود الحمر , وفي نفس المؤتمر قالت رئيسة حركة الهنود الحمر الامريكيين انه " تجرى في الولايات المتحده على اطفال الهنود الحمر تجارب طبيه , وكأنهم خنازير " وقدمت ادلة على ذلك كان قد جمعها السناتور ( اللبناني الاصل ) جيمس ابو رزق .

يقدر عدد الهنود الحمر الأصلي , أي قبل مجيء الاوربيين , بحاولي خمسة عشر مليون نسمه . اما اليوم وبعد الابادة المتمادية فقد تدنى عددهم الى مايقارب المليون نسمه ولم يعد لهم الاراضي التي كانوا يستغلونها سوى 4% من مساحتها .

بلغت عدد المعاهدات التي عقدوها مع حكومة الولايات المتحده اكثر من ثلاثمائة وقليل منها احترم او طبق بالتمام . وحالياً يتم استخراج المواد الاوليه لصناعة القنبله الذريه وتحضيرها غالباً في الاراضي التي يشغلها الهنود مما يسبب لهم افدح الاضرار الصحية بهم وبمستقبل اجيالهم .

ان التمييز العنصري في الولايات المتحده الأمريكيه متجذر فيها منذ أن استباحها المستعمرون الاوربيون , مدّعو المدنية والحضارة والديمقراطيه . لكن العالم كله يدرك من اقصاه الى اقصاه تماماً عن اية مدنية وحضارة يتكلم هؤلاء العنصريون .

وهل هناك ديمقراطية الابادة البشريه . وحضارة القتل والنهب ومدنية المتجارة بالانسان كسلعة تباع وتشترى في اسواق النخاسه .؟

وفوق ذلك كله يعودون ليوقعوا على شرعة حقوق الانسان وحرياته .

وعندما يتأمل المرء في الطرفين المتقابلين على مائدة المفاوضات، المستوطنون والهنود الحمر، يجد الهنود متفوقين على خصمهم روحياً ونفسياً وإنسانياً تفوقاً تاماً، لكنهم متخلفون عنه مادياً تماماً، ويجد المستوطنين متفوقين مادياً تفوقاً تاماً، لكنهم متخلفون روحياً ونفسياً وإنسانياً تماماً! إنه لمن الواضح أن الإنسان يجلس على مقاعد الهنود، والهمجي المتوحش على مقاعد المستوطنين، بعكس كل ما قيل ويقال على طول الخط! إن الرقة والعذوبة والشفافية، والهواجس الإيجابية الرائعة، والتعاطف مع الإنسان والطبيعة، موجودة في الجانب الهندي، وإن القسوة المجانية، والظلام والغموض، والأفكار الشريرة والنوازع الحيوانية الوحشية، ومعاداة الإنسان والطبيعة، موجودة عند الإباديين المستوطنين! كيف نفسّر هذه المفارقة الظاهرية،

وقد اعتاد كثير من الناس، نتيجة التضليل الطويل المركزي الأوروبي الأميركي، رؤية المشهد معكوساً ويا للأسف والعار؟! التفسير بسيط، وهو أن الهنود الحمر في قارتهم شبه المجهولة كانوا لا يزالون يعيشون في المراحل الأولى لتشكل الحياة المجتمعية التي عاشتها المنطقة العربية قبل أكثر من خمسة آلاف عام! كان عهد الهنود يقابل العهود السومرية والبابلية والكنعانية والفرعونية الأولى! إن منطق الزعيم الهندي يذكرنا بمنطق جلجامش السومري العربي، ببراءته وحرارته، وبتفتحه الأول على الحياة الذي يعكس شغفاً فطرياً بالمعرفة لا تحدّه حدود. لقد كان الهنود مثل أطفال أبرياء وقعوا في قبضة منحرفين كباراً أدمنوا القتل! لقد كانوا مثل جلجامش! ومن يجرؤ على قتل جلجامش سوى الوحوش الضارية المفترسة؟!










منقول