عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2010, 11:21 PM
المشاركة 14
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الرمح اليهودى .. والضربة الفارسية


نبدأ فى دراسة الدور الفارسي للتشيع والذى يعد هو الدور البانى والمرسخ لشتى عقائد الشيعة بكل فرقها ـ عدا الزيدية ـ والبداية من عند قول عالمهم الممقانى
( إن ما كان قديما من يسميه قدماء الشيعة غلوا أصبح الآن من أصول عقائد الإمامية )
وهذا صحيح تماما ,
فقد سبق أن بينا كيف أن عقيدة التشيع تطورت من سيئ إلى أسوأ حتى وصلت إلى أعلى درجات الغلو فى العصر الخومينى , وليس كما يظن البعض أن الغلو والنزعة الإنتقامية إنما هى مواريث الماضي ,
فالمطلع على بذرة التشيع يجد العكس , أنك كلما أوغلت فى التاريخ القديم كلما وجدت الشيعة أحسن حالا من عصرهم المتقدم والدليل على ذلك أن العقيدة الشيعية تشكلت شيئا فشيئا حتى اندثرت معظم الفرق وورثت الفرقة الاثناعشرية معظم عقائد الفرق الشيعية الأخرى التى كانت نفس فرق الإمامية تعتبرها فرقا خارجة عن الإسلام
فصارت الشيعة فى عهد الدولة الصفوية قبل خمسمائة عام عبارة عن دين آخر تماما لا علاقة له بالإسلام وجاء الخومينى منذ أربعين عاما ليمضي قدما بالتشيع إلى مرحلة أشد سقوطا ليصبح التشيع هو أعدى أعداء الأمة الإسلامية

والقصة بدأت عندما كانت فارس القديمة قبل الإسلام قد ألقت بثقلها إلى الدولة الساسانية , وساسان المؤسس كان هو خازن النار والكاهن الأكبر لدين المجوس ,
فتمكن من مكان نفوذه أن يضع ولديه فى قلب قيادة الجيش للإمبراطورية الفارسية وهما برويز وأردشير , واللذان قاما بانقلاب عسكري تأسس على إثره عهد الدولة الساسانية ,
ومنذ ذلك الحين تعود الفرس عامة وخاصة على أن بيت الملك هو ذاته بيت الدين وأن هذا البيت منزه عن كل خطأ ويتمتعون بأنهم من طينة أخرى تختلف عن عوام الناس وأنهم مقدسون وأنهم أنصاف آلهة ويتحكمون فى الكون إلى آخر تلك العقائد التى ميزت ديانة المجوس فى العهد الساسانى

وينبغي التركيز على طبيعة تلك العقيدة لأنها هى نفسها التى شكلت عقيدة التشيع لأننا لو نظرنا إلى مفهوم الإمامة عند الشيعة لوجدناه مطابقا تماما لمفهوم ضرورة انحصار الدين والملك فى بيت واحد مقدس منزه ,
ثم ظهر الإسلام وقاد عمر بن الخطاب الحروب الطويلة فى إسقاط دولة فارس فكان سقوطهم مدويا من جميع النواحى وصادما لهم إلى أقصي حد , لعدة أسباب
أولها : أنهم كانوا الدولة العظمى الثانية فى العالم مع الروم , وقوتهم العسكرية كانت فوق الخيال العربي وهى قوة تمكنت من كسب عدة مراحل من مراحل الصراع على الروم بكل جحافلها ووصلت قواتهم فى بعض العهود إلى تهديد أوربا نفسها
ثانيها : أن هذا السقوط جاء على يد العرب والفرس تنظر للعرب بنظرة تاريخية معروفة وهى دونية للغاية فى مجملها حيث تراهم أقل من أن يكونوا لها عبيدا ,
ولهذا فإن كسري قتل رسول النبي عليه الصلاة والسلام عندما جاءه داعيا للإسلام رغم أن الرسل لا تقتل , ولكن كسري لم يكن ينظر للعرب بنظرة الند أو ما تحت الند حتى يمكن له أن يتصور العرب داعين له لدين جديد

ومع امتزاج السببين تولد الحقد العاتى لدى الفرس من العرب بسبب سقوطهم الذريع والسريع على يد العرب الذين لا يملكون من الخبرة العسكرية شيئا يذكر ,
وأضيف إلى ذلك أن سقوطهم كان تاما فلم تقم لهم قائمة , بعكس الروم الذين ظلت دولتهم قائمة كإمبراطورية منذ سقوط الشام والأندلس وحتى سقوط القسطنينية فى عهد العثمانيين
لكن الفرس انكسروا فى القادسية وانمحت دولتهم من على وجه التاريخ فى معركة نهاوند فكان سقوطا مهينا يصحبه إحساس الفرس بالعار الكبير الذى لحق بهم من أتباعهم ورعاياهم السابقين ,
وكان لابد لهم من اللجوء للعمل تحت الأرض بعد أن صار العمل المعلن ضربا من المستحيلات , فكان أول انتقامهم أن قتلوا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الذى أطفأ نار المجوس , على يد أبي لؤلؤة المجوسي الذى يتمتع بقداسة لدى الشيعة الإيرانيين حتى اليوم وله مقام كبير باسم ( مقام بابا شجاع الدين ) موجود فى مدينة كاشان الإيرانية وهو عندهم مؤمن مجاهد وولى من أولياء الله الصالحين !

هذا فضلا على تخصيص عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأكبر قدر ممكن تخيله من اللعن والسب والشتم والاتهامات المخجلة وجعل تلك اللعائن من أساسيات المعتقد لدى كل شيعى وعمدوا إلى تلقين كراهية عمر بن الخطاب لدى صغارهم وتدشينها لدى كبارهم بالترويج للقصص المختلقة الواضحة الوضع والبهتان , مما فضح بجلاء أنهم يقصدون عمر بالذات باعتباره ماحى النار المجوسية ,
وجعلوا يوم استشهاده عيدا مسمى عندهم بعيد الغفران ووضعوا فى فضل هذا العيد عشرات الأحاديث التى تعد الشيعة بالغفران المبين كلما زادوا فى صب اللعنات على أعدل الخلفاء الراشدين ,
وقاموا بحشر أهل البيت فى الموضوع فشوهوا تاريخ الخلفاء والصحابة وقرروا أنه لا ولاء إلا ببراءة من الأعداء وأولهم عمر وثانيهم أبو بكر , وهكذا تنجلى الصورة الخادعة التى ألفتها المجتمعات السنية البعيدة عن الشيعة باعتبار الشيعة تصب اللعن فقط وتخصه بمعاوية وحده رضي الله عنه لأنه صاحب الخلاف الظاهر
ولكن الشاهد من كتبهم وأفعالهم يقول بالعكس أن عمر عندهم أشد عليهم من إبليس إلى درجة ابتكارهم لدعاء الحشر مع أبي لؤلؤة المجوسي والسعي للدفن قرب مقبرته المزعومة فى كاشان !
وصار الدين الشيعي قائم على لعن الصحابة جميعا وتكفيرهم وتخصيص أبي بكر وعمر بمزيد من الوباء الذى ينجرف فى صدورهم ثم أبانت العقيدة الشيعية عن نفسها أكثر وأكثر فأصبح الجنس العربي كله على طاولة اللعن والتكفير والتخصيص بالاعتداء , وهى الصورة التى لا تدع لأى عاقل شكا فى أن منبت التشيع وأساسه وبناءه فارسي خالص
وبعدها استغلوا أحداث الفتنة التى وقعت بعد مقتل عثمان رضي الله عنه وتلقفوا بن سبأ ومشروعه حول الإمامة والوصاية وتفرقوا شيعا كل فرقة تدعى أنها شيعة أهل البيت وتعمل بأسلوب خفي ومن هنا جاء اسم الباطنية حيث لم تكن دعوتهم فى العلن بل كانت تعمد على أسلوب العصابات
فشاركوا فى الفتن التى توالت على الإسلام تباعا حتى جاءت فتنة مقتل واستشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه والجناه كانوا هم أنفسهم مدعو التشيع حيث غرروا بالحسين وأرسلوا له الكتب والمراسلات تحضه على الحضور إلى الكوفة موطن التشيع ثم قام أهل الكوفة أنفسهم بقتله وأهل بيته واتفق على ذلك المؤرخون سنة وشيعة فما شارك فى قتل الحسين رضي الله عنه أحد خارج الكوفة التى هى باتفاق المؤرخين موطن التشيع وبذرته "12"
وقد اتفق مؤرخو الفرق وأهل الحديث على أن الفرس تستروا بالتشيع لأهل البيت وبثوا عقائدهم فى الإمامة والوصاية والملك فى دعوتهم الباطنية وهناك من المؤرخين وأصحاب الفرق من جعل أصل التشيع كله فارسي خالص كما هو عند بن حزم فى الملل والنحل , والمقريزى فى خططه , والشيخ أبو زهرة فى تاريخ المذاهب الإسلامية ,
إلا أن الرأى الصحيح والمتفق عليه هو أن بذرة التشيع يهودية تطورت بفكر فارسي كما نقل الدكتور ناصر القفاري فى كتابه ( أصول مذهب الشيعة الاثناعشرية )
وتعتبر البداية الحقيقية للمؤامرة الفارسية عند مقتل الحسين رضي الله عنه حيث انجرفت العواطف فى العالم الإسلامى تجاه هذه الواقعة المفجعة ووجد الشيعة آذانا مصغية لدى العامة لدعوتهم الباطنية
وتتابعت الحقب والشيعة تتشكل فى الكوفة ويدعون على الناس أنهم يأخذون العلم عن الأئمة فى المدينة وأشهرهم محمد الباقر وابنه جعفر الصادق الذين تم الكذب عليهم بشكل لم يُسبق إليه ,
فمن المعروف أن إقامة جعفر الصادق وأبيه كانت فى المدينة المنورة طيلة حياته , ولئن كان قد خرج للعراق فقد حدث هذا مرة واحدة لم تتكرر عندما زار الصادق الخليفة أبي جعفر المنصور ,
لكنهم بالكوفة وعلى أيدى كبار رواة الشيعة مثل زرارة بن أعين وجابر بن يزيد الجعفي وبريد بن معاوية وغيرهم تشكل مذهب الغلو واستغلال العوام باسم الدعوة لآل البيت حتى اشتهر أمر الكوفة بأنها أصبحت مصنعا لتزييف الأحاديث النبوية والمكذوبات على جعفر الصادق حتى قال فيها الإمام مالك أنها أصبحت مثل دار ضرب السكة
وأجمع أهل الحديث على إنكار أحاديث الكوفيين لما فيها من التزييف والإختلاق الظاهر والمستحيل فى بعض الأحيلن , وبلغت كمية الكذب على جعفر الصادق رضي الله عنه أن راويا واحدا كزرارة بن أعين افترى على الصادق فى مائة وخمسين ألف رواية كلها مكذوبات وموضوعات ! "13"
وبمثل هذا العدد ونحوه افترى جابر بن يزيد الجعفي وبريد بن معاوية وهؤلاء هم أوثق رواة الشيعة اليوم والمطالع لكتب الرجال عند الشيعة يجد أن هؤلاء على أعلى درجات التوثيق رغم أن كتبهم كرجال الكشي تنقل بعض الروايات المنسوبة إلى جعفر الصادق وهو يلعنهم أشد اللعن لا سيما زاراة بن أعين ,
فمن هنا جاء دين الشيعة الاثناعشرية , وليته اقتصر على المكذوبات التى افتراها الراوة فقط بل تعدى الأمر ذلك أن الشيعة فى العهد الصفوى أضافوا كتبا كاملة إلى الكتب الموجودة دون أن يفصحوا من أين لهم بتلك الكتب المحشوة بروايات الكفر والخرافة واعتمدها علماؤهم منذ العصر الصفوى وأقرهم الجيل المعاصر عليها وصارت الآن من ضروريات المذهب "14"

التنظير الفارسي للطائفة الإثناعشرية ,


اعتمد التشيع الإمامى الاثناعشري فى عقيدته على الفرس قلبا وقالبا فأصبح دينا مستقلا فضلا على كونه دينا عنصريا هدفه الأسمى ترصد العرب أولا ثم ترصد أساسيات الإسلام وهدمها واحدا تلو الآخر ,
يتضح ذلك فى جلاء عندما ننظر نصوصهم حول مخالفيهم من بقية المسلمين ونصوصهم الخاصة فى الجنس العربي بالتحديد
كذلك عندما ننظر إلى طريقة تعاملهم مع المصادر الأساسية للتشريع فى الدين الإسلامى ,

أولا : موقفهم من المخالفين والعرب
عندما واجهت التشيع الفارسي مشكلات الدعوة لهذا المذهب أمام العامة وأهل السنة , ابتكروا لها الحلول المسبقة وكانت أول المشكلات هى كيفية الدعوة للمذهب بكل شناعته وكفره الصريح وفى نفس الوقت الحفاظ على نطاق السرية والكتمان المضروب حوله ,
وكان الحل العبقري الذى توصلوا إليه يتمثل فى مبدأ التقية , وهى التى تجعل لزاما على كل شيعي أن يعتقد فى باطنه غير ما يظهره لا سيما أمام أهل السنة الذين هم عند الشيعة كفار مخلدون فى النار تحل دماؤهم وأموالهم
ولكن فى حالة عدم وجود الفرصة للغدر فإن التقية تكون هى الخيار العبقري الذى يجعل الشيعي يتعامل بدعوى الوحدة والإتحاد مع المسلمين ومداهنة المخالفين وهو ما تسبب فى خداع الكثيرين حتى بعصرنا الحالى رغم دروس التاريخ المريرة التى أوضحت طبيعة هؤلاء المتدينين بقتل العرب والمسلمين
وقد لعبت التقية دورا كبيرا جدا فى إخفاء هوية التشيع الفارسي عن العيون ولا زالت تلعب هذا الدور اليوم حيث يجد الشيعة ممن فى قلوبهم مرض من أهل السنة سواء بجهل أو بتحريض وسوء نية من يدافع عنهم باعتبارهم فرقة من المسلمين أو أنهم مذهب إسلامى رغم أنهم لا يمتون للإسلام بصلة سواء فى مصدر التشريع أو حتى الثوابت العقائدية ,

والسبب هو اتساع رقعة التقية الفضفاضة التى تسمح لهم حتى بالحلف كذبا فى سبيل مداراة مذهبهم أمام المخالفين وعظموا أمر التقية إلى درجة غير طبيعية حتى هددوا كل شيعي عبر تلك النصوص أنه سيخرج من الدين إذا تركها
فى نفس الوقت مثلت التقية حلا عبقريا آخر فى حل أزمة الإقناع أمام العامة بتلك التناقضات التى وقع فيها الشيعة , فمثلا إذا ظهر السؤال التلقائي عن الإمام علىّ كيف بايع وصاهر أبا بكر وعمر وهم كفار مرتدون يكون الجواب بأنه فعل ذلك تقية واستجاب المغفلون والمغرضون للتبرير المضحك الذى يطعن أول ما يطعن فى شجاعة الإمام وأهل بيته ويتهمهم بالنفاق صراحة رغم أنهم يدعون أنهم شيعة أهل البيت ,
كما مثلت التقية حلا مضمونا للتغلغل داخل المجتمع الإسلامى عن طريق المداهنة والنفاق إلى الحد الذى سمح للخومينى والسيستانى أن يعلنا بأن الشيعة أشقاء السنة فى نفس الوقت الذى تحفل كتبهم ومحاضراتهم وأفعالهم بالعكس على طول الخط ويفعلون هذا بلا حياء أو خوف من أن يظهر هذا التناقض أمام العوام ,
لأن تبرير التناقض موجود وجاهز وهو أنهم فعلوا ذلك وقالوه تقية

وطبيعة التقية كما عرفتها كتبهم كما يلي :
يعرفها مذهب الإثناعشرية فيقول
{ التقية هي كتمان الحق، وستر الاعتقاد فيه، وكتمان المخالفين، وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررًا في الدين أو الدنيا
شرح عقائد الصدوق: ص261 (ملحق بكتاب أوائل المقالات) }

ومثل هذا التعريف للتقية لم يعرفه الإسلام الذى عرف التقية عبر آيات القرآن الكريم أنها تكون فى مواجهة فى الكفار إذا كان المسلم يخشي على حياته منهم
أو عندما تواجهه أخطار الموت والتشريد وغيرها من الضرر البليغ
يقول عز وجل
[لَا يَتَّخِذِ المُؤْمِنُونَ الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ المَصِيرُ] {آل عمران:28}
أى أن القرآن الكريم حصرها كرخصة فى مواجهة الكفار وعند الضرورة أى ليس فى مطلق الأحوال حتى مع الكفار
بينما تعريفهم يصرح بأنها فى مواجهة المخالفين لا الكفار وهذا ما تم تطبيقه بالفعل عبر نداءات الوحدة الإسلامية التى يستغلها أصحاب العمائم طريقا لمختلف الأغراض
وهذا لمعلومة القراء من ضروريات مذهب الشيعة الاثناعشرية وأحد ركائزها الأساسية , وركز عليها علماء الإثناعشرية عبر مختلف العصور وبالذات فى عصرنا الحالى حتى يتفادوا صداع مناقشة مذهبهم والطعون عليه وكشفه أمام عوام الشيعة أنفسهم وليس أمام السنة فحسب
كما أن التقية تمثل المهرب الرئيسي لهم عندما يحشرهم أى قائل فى أى مسألة دينية يخالفون فيها صريح القرآن وحتى أقوال أئمة آل البيت بأن يحملوا أقوالهم على التقية لعجزهم عن تفسير التضارب فى مذهبهم
فمثلا العلاقة الوطيدة بين أئمة آل البيت والصحابة ولمصاهرات والتزكية التى قالها الإمام على رضي الله عنه فى حق جميع من سبقوه تقف حجر عثرة أساسي أمام منهج الاثناعشرية فى الطعن بالصحابة وأمهات المؤمنين ,
لهذا قالوا أن التقية من أساسيات الدين وأن أول من مارسها هو الإمام علىّ

وهذا فضلا على أنه طعن رهيب فى شجاعة الإمام إلا أنه أيضا تناقض أكثر ظهورا منه كطعن , لأن الإمام على فى نهج البلاغة ـ وهو أوثق مراجعهم ـ زكى الصحابة جميعا ولم يصرح بنص أو وصاية وكان ذلك إبان خلافته هو أى أنه حتى لو تم قبول مبدأ التقية فمن المستحيل أن يكون الإمام قد طبقه وهو فى أوج قوته لا يخشي من أحد
لكن العمائم السوداء والتى أرادت تحقيق أهدافها المختلفة بستارة أهل البيت ما كان لها أن تقف ساكنة ففسروا كل شيئ يظهر فيه تناقض المذهب بأنه تقية واجبة حتى وصل الأمر أن يجعلوا تاركها كتارك الصلاة
يقول بن بابويه القمى
(اعتقادنا في التقية أنها واجبة، من تركها بمنزلة من ترك الصلاة") الاعتقادات: ص114)