عرض مشاركة واحدة
قديم 11-26-2019, 12:48 PM
المشاركة 22
ممدوح الرفاعي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: كلمة السر.. لماذا ترضى أمريكا عن التصوف؟
الأستاذ الفاضل ممدوح الرفاعي..

أحسن الله إليك وثبتك وإياي على عقيدة السلف الصالح، بعيداً عن الحزبيات البغيضة التي لا يعرف البعض غيرها، ولا يتعامل مع الأخرين إلا من خلالها، لأنه غارق حتى أذنيه فيها، فما ظنك بمنهج الصوفية المتحزبين لطرق ما أنزل الله بها من سلطان، ويخالفون منهج السلف الذي يجمع الكل على معتقد واحد ومنهج وصراط مستقيم لا عوج فيه.. وهم كما يقال عندنا في مصر : كل شيخ وله طريقة..
فكم بيننا وبينهم..
استفدت كثيراً من مشاركتك بخصوص تلك الحقبة التاريخية الشائكة في بلاد الجزائر، واتمنى لو ترسل لي بعض المراجع والمصادر للاستزادة..

***

الّإخوة الأفاضل..
الموضوع بخصوص علاقة الرضا بين الغرب بزعامة الأمريكان وبين الصوفية..
طرحت أسئلة للنقاش وحاول البعض الرد بأن سبب الرضا هو سلمية التصوف، ورردت بنموذج حاضر
لسلمية الصوفية وهو أن جماعة الإخوان المصنفة إرهابية خرجت من رحم صوفية حصافية.. وذكرت نموذج أخر طازج، وهو أن أحد المحاورين الأجلاء المدافعين عن التصوف في هذا الموضوع يفتخر بتكفيره لطوائف من المسلمين على نفس طريقة ومنهج داعش.. ثم يتكلم عن أن الإرهاب والتكفير وداعش نبتة سلفية.. وهي من الأمور المضحكات.. لكنه ضحك كالبكاء..
والموضوع مازال مطروحاً للنقاش.. لمن يريد..
بورك في الجميع..

أخي عمرو مصطفى لاتجهد نفسك كثيرا في إقناع البعض لأنهم لايريدون الإقناع بل يريدون تطبيق مقولة ( لاأريكم إلا ما أرى)

بالنسبة لبعض مصادر الحديث عن حقبة العثمانيين في الجزائر فأحيلك إلى العبارات أدناه وهو ما يذكره الباحث الجزائري محمد بن مبارك الميلي في كتابه "تاريخ الجزائر القديم والحديث"، في جزئه الثالث المخصص للفترة العثمانية، حيث كتب "كانت محاولات وغزوات الإسبان ضد الجزائر، من بين الأسباب المباشرة التي مهدت لاستقرار الحكم التركي بالجزائر".

النجدة وقتل سلطان الجزائر

يعود سبب الوجود العثماني في الجزائر إلى الخطر الإسباني، إذ كان الإسبان يريدون القضاء على المسلمين الفارين من غرناطة، حتى لا يعودوا مرة ثانية إلى هناك.
ويذكر محمد الميلي، هذه الحادثة قائلا "عندما دخل عروج إلى الجزائر استقبله الشيخ سالم التومي وسكان المدينة استقبال الفاتحين، وسارع عروج بنصب عدد من المدافع تجاه جزيرة صغيرة يسيطر عليها الإسبان، وبعث إلى قائد الحامية الإسبانية يأمره بالاستسلام، لكن القائد الإسباني رفض، فأطلق عروج نيران مدفعيته على المعقل الإسباني، إلا أن ضعف مدفعيته لم تمكنه من تحقيق الانتصار المنتظر".

ويضيف الميلي "سقطت هيبة الأتراك في أعين سكان الجزائر، يضاف إلى ذلك أن سكان ميناء الجزائر بدأوا يتضجرون من تصرفات الأتراك الذين كانوا يعاملون الجزائريين معاملة فظة، وبدأت تظهر بوادر التمرد.. إلا أن عروج ذهب بنفسه إلى منزل السلطان سالم التومي وقتله بيده في الحمام حيث وجده، وخرج على جنده وأعلن نفسه سلطانا على الجزائر".

والأمر نفسه حدث في مدينة تلمسان، فعندما أنقذ عروج المدينة من الإسبان فرحوا به لكنهم فضّلوا أن ينصّبوا أبا زيّان- وهو جزائري- حاكما عليهم، فقتله عروج، وفرض على أهل المدينة ضرائب.

كما عمل الأتراك على "حرمان الجزائريين من مناصب الإدارة والحكم.. وفرضوا ضرائب على السكان، ما تسبب في ثورات شعبية عديدة عليهم"، مثلما يتفق على هذا كثير من المؤرخين.

"احتلال من أول يوم"

وتعليقا على طبيعة الوجود العثماني في الجزائر، قال الباحث الجزائري المتخصص في الفترة العثمانية، محمد بن مدور، إن "كل الدلائل تؤكّد على أن ذلك الوجود كان احتلالا".

ويمضي بن مدور متحدثا عن تلك الفترة قائلا "صحيح أن الجزائريين هم الذين طلبوا النجدة منهم في بداية الأمر ضد الإسبان، لكن الغريب أنهم بمجرد ما وصلوا وطردوا الإسبان قتلوا سلطان الجزائر! فما الذي يعنيه هذا!؟".

ويضيف بن مدور في تصريحه أن العثمانيين هدموا كثيرا من المساجد والزوايا "هل يُعقل أن يهدموا مساجد وزوايا ويبنوا أخرى ويسمُوا مسجدا بنوه باسم حيوان، فمسجد كتشاوة يعني المعزاة!، ثم إنهم واجهوا ثورات رفضت حكمهم للبلاد، لأنهم أهانوا السكان وفرضوا عليهم ضرائب".

استنجد سلطان الجزائر وقتها، وهو سالم التومي، بالعثمانيين فأرسلوا له القائدين البحريين المشهورين، الأخوين خير الدين وعروج بربروس، لطرد الإسبان.