عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2013, 02:27 AM
المشاركة 65
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
يال قُيودي من قُيودٍ ثِقالْ=أَرْسُفُ منها في لُغُوبٍ شديدْ!
كأَنَّني أَحْمِلُ منها الجِبالْ=ولَيْسَ لي عن حَمْلِها مِن مَحِيدْ..!
كأَنَّني أَحْمِلُ منها الرِّثاءْ=لعالَمٍ يَشْقى بما يَصْنَعُ..!
ما كانَ أَحْرَاهُ بِصُنْعِ الهَناءْ=فالرَّوْضُ لا يَفْضُلُه البَلْقعُ..!
قُلتُ لِنَفْسي وهي تّذْرِي الدُّمُوعْ=وما تَرى في جَنبِها مِن رَفِيقْ..!
تَبَصَّري في كلِّ هذي الرُّبوعْ=أَثَمَّ فيها غَيْرُ هذا الطَّريقْ؟!
هذا الطَّريقُ الوعر ما يَسْتَوِي=عليه.. رَغْمَ الدّجْنِ يَلْوي المَسِيرْ!
إلاَّ الذي غامَرَ ما يَنْتَوِي=إلاَّ التَّسامي. وشُموخَ المَصِيرْ!
ما أَرْهَبَ الدَّرْبَ على أنَّه=درب-وإنْ أَظْلَمَ– دَرْبٌ قَوِيمْ!
مَشى به قَوْمٌ فَأَلْفَيْنَهُ=يُفْضي –وإنْ أَضْنى– بهم للنَّعِيمْ!
سَلَكْتُهُ والنَّاسُ حَوْلي تَرى=أنِّي عَمِيٌّ.. وهُمُ المُبْصِرون!
يا لَيْتَني أَرْقى لِشُمِّ الذُّرى=به.. ولّوْ كانَ شَمُوساً حَرُون!
أُحِسُّ في غَوْرِ ضَمِيري هَوىً=إلى نَقاءٍ من ضروب السَّوادْ!
كانتْ رُكاماً من أَثامٍ ثَوى=به. فأشْقَتْني وخِفْتُ المَعادْ!
قامَ صِراعٌ بَيْنَنا عاصِفٌ=ما بَيْن نَصْرٍ وانْهِزام مُخِيفْ!
أَنا به مُنْطَلِقٌ.. راسِفٌ=وَطِربٌ حِيناً. وحِيناً أسيفْ!
وقُلْتُ. هل أَغْدو بهذا الصِّراعْ=شلْواً.. وإلاَ فأَنا الظَّافِرُ!
هذا مَصِيري.. وَيْلَ صَرْعى النَِزاعْ=من حُفْرَةٍ يَثْوِي بها الخاسِرُ!
وقُلْتُ.. يا رُبَّتَما خاسِرٍ..=.. أَحْظَى من الرَّابِحِ في بَعْضِ حينْ!
إنْ كان لا يَيْأَس من حاضِرٍ=يَنالُ منه الرِّبْحَ. رِبْحَ اليَقينْ!
فَرُبَّ رِبْحٍ كان فيه الطَّوى=لِلرُّوح. والتخمَةُ للهَيْكَلِ
ومَا أَرَى فِيه لِمثْلِي اعتلاءْ=.. بَلَ إنّه المُفْضِي إلى الأَسْفَلِ
فَلَيْس رِبْحُ الأرْضِ مِثْلَ السَّماءْ=وليْسَتِ البُومةُ كالأَجْدَلِ!
مَنْ أنا يا نَفْسي. لقد هالني=مما أُقاسِيهِ شُواظُ اللَّهيبُ!
لَشَدَّ ما يَقْسُو الذي نالَني=من حَيْرةٍ تَدْفَعُني لِلْقَلِيبْ!
فهل أَنا وَحْدِي الَّذي أَنْتَهي=دُونَ سِوائِي لِلْعماءِ الرَّهِيبْ؟!
أَعْرِفُ ما يَنْفَعُ.. ما أَشْنَهِي=وأَنْثَنِي عنه إلى ما يُرِيبْ!
يالَ قضاءِ القادِرِ العاجزِ=مِن يَوْمِهِ.. من غّدِهِ المُلْتَوى!
فَليْس بالرِّاضي ولا النَّاشِز=وليس إلا الواهِمَ المُكْتَوى!
هل ثمَّ في الدُّنيا كهذا الجوى=يُذِيبُ مَن لم يحْتَفِلْ بالهوى؟!
ما ذاقَه لُقْيا.. وذاقَ النَّوى=فما اهْتَدى يَوْماً.. ولكنْ غوى!
أَحْسَبُني لُغْزاً فما يَهْتَدي=لِحَلِّه بَرُّ ولا فاجِرُ.. ..!
أَوَّلُه يَسْدُرُ في غَيْهَبٍ=وما لَهُ في مَشْمِسٍ آخِرُ..!
فهل له في مُلْهِمٍ يَسْتَوِي=بِفِكْرِهِ فَوْقَ مَسارِ النُّجومْ؟!
يَشْفِي الفُؤادَ اللاغب المُنطوِي=على كُلُومٍ فَتَّحَتْها السُّمومْ!
لو أَنّني أَلْقاهُ أَعْطَيْتُهُ..=.. نَصْفَ حَياتي. وهو شِعْرٌ هَزِيلْ!
وإنْ أَبى الصَّفْقَة أَغْرَيْنُه=بها جميعاً. فهي حَمْلٌ ثَقِيلٌ!
رُبَّ حياةٍ أصْبَحَتْ نِقْمَةً=على الذي عانى بها شِقوَتَيْنْ!
عانى بها نَبْذَ الهوى مَرَّةً=والغَيِّ أُخْرى فَهوى مَرَّتَيْنْ

.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....