عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2013, 02:22 AM
المشاركة 63
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ما أراني من بعد ما شِخْتُ إلاَّ=طَلَلاً بالِياً جَفَتْهُ العُيُونُ!
كان رَوْضاً تَرْعى الحسانُ مَجالِيه=شّذِيّاً تَرِفُّ فيه الغُصُونُ!
وأراني أشِيحُ عن رُؤُيَةِ الغِيدِ=وقد كانَ لي بِهنَّ جُنُونُ!
يال حُزْني على الصِّبا ومغانيه=فقد أجْهَزَتْ عليه السِّنونُ!
كانَ فينا الوَرِيقَ.. هل صَوَّحَ=الرَّوضُ. وقد عَطْعَطَتْ عليه الحُزُونُ؟!
ولَئِنْ كانَ فهو ماضٍ وَضِيءٌ=فيه راياتُهُ. وفيه الحُصونُ!
لا نطيق العُزُوفَ عنه ولو شاخَ=فإن العِقْدَ الثَّمِينَ. ثَمِينُ!
لن يَهُونَ الكريم فينا.. ولن نَجْحَدَ=كَلاَّ. فهو السَّريُّ المَصُونُ!
وتَنادَيْنَ فانْتَهَيْنَ إلى النَّجْوى=وفيها مِنِّي الهوى والشُّجُونُ!
وإذا بي أرى ويا طيبَ مَرْآيَ=لِمَغْنىً تَرِفُّ فيه اللُّحونُ!
من نَشِيدٍ ومن غُناءِ شَجِيٍّ=فأنا مِنْهم الغَوِيُّ الرَّصِينُ!
أَيُهذا الفاني العَجوزُ تحامَقْتَ=فما أنْتَ بالغَرامِ قَمِينُ!
لم تَعُدْ بالهِزَبْرِ. فالغاب أَهْوى=بعد كان َ عامراً.. والعَرينُ!
هذه صَبْوةٌ تُرَدِّيكَ لِلْقاعِ=فأنت المُصَفَّدُ المسجونُ!
ماجِنٌ أًنْتَ إنْ صَبَوتَ. وقد=يَسْخَرُ منكَ الهوى. ويَلْهُو المُجونُ!
وَيْ كأَنِّي بين الأنامِ غَرِيبٌ=ليس لي بَيْنَهُمْ فْؤادٌ حَنونً!
قلتُ للدَّهْرِ وهو يُسْرعُ في الخطو=تمادّيْتَ أيّهذا الطَّحُون
راعَني ما لَقِيتُه من سِنيني=فكأَنَّ السِّنين! مِنْكَ قرونَ!
وكأَنِّي مَجَلَّلٌ بالسَّمادِيرِ=يَقيني أجَلُّ منه الظُّنُونُ!
قِيلَ عَنِّي أنٍّي بما كانَ=فَوَيْلي إذْنْ بما سَيَكُونُ!
أيكُونُ الجُنونُ؟! كلاَّ فإِنِّي=عَبْشَمِيٌّ يَرْتاعُ منه الجُنُونُ؟!
وبدا لي الصَّوابُ فانْصَعْتُ=إليه.. بعد الضَّلالِ المُبِينِ!
كنْتُ في غَفْلةٍ نسِيتُ بها=الشَّيْبَ فأفْلَتُّ مِن عذابٍ مَهِينِ!
كيف يَرْضَيْنَ بالثَّعالِبِ يَزْحَفْنَ=ويَنْأَيْنَ عن ليوثِ العَرِينٍ!
رُبَّما جِئْتُهُنَّ يَوْماً فَقَهْقَهْنَ=وأرجعنني بِقَلْبٍ حَزِينِ!
ولقد يَرْتَجي العجوز بمَجْدٍ=وحُطامٍ نَوال حُسْنٍ مَشِينِ!
لَسْتُ هذا أنا. فإِنَّ شبابي=فاز بالحُسْنِ خاضِعاً. والحَنِينِ!
لم أَكُنْ بالرهين يَوْماً فَعِنْدي=من سَراةِ الحِسان ألفُ رَهينِ!
حَسَدُوني الرِّفاقُ.. حتى لقد كِدْتُ=غرُوراً.. أَقُولُ. أَيْنَ قَرِيني؟!
آهِ من هذه الحياة فَكَمْ مَنَّتْ=وضّنَّتْ.. بِشَدْوِها والأَنِينِ!
كم سقَتَنْي الأُجاج صَبَاحاً=فَتَجرَّعْتُه مَشُوباً بطين!
ثُمَّ جاء المساءُ مِنها بما لم=أَتخَيَّلْهُ مِن زُلالٍ مَعِينِ!
لَسْتُ وَحْدِي. وما أَلُومُ=فقد عِشْتُ سعيداً بِشَكّها واليَقِينِ

.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....