عرض مشاركة واحدة
قديم 08-19-2010, 03:52 PM
المشاركة 5
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
* ما زلت .. هنا
حامت الهواجس بصخب بليد كخفاش يعتلي صارية عتمة و تتوسط أزقة يضيق عليها اللامنظور ..
أرخيت الوعي مليا وجفني يرف كقبضة من أثر رجفة باتت تترصد هلعي ..
فنن هش كسير .. ألقت به الريح في يوم عصيب ..غصن يسقط من خميلة الروح ويتهاوى إلى قاع سحيق ..
يا لسوء التوالي الغائرة في المدن استبدادا وتتماهى على الطريق كمجهول شطرته العتمة ..يا للريح المنطفأة في أنفاسك وهمسك المدنس بالتلعثم حين يُقصي الجوى ..
يا قلبي الذي فر من جوانحي وهرع يستجير بك حتى رافقه حدقي وتعلق في عينيك فأجده يشخص إلي ولا يراني ..
" أسافر في كل مكان وطريق إليك وعر .. لا أستطيع أن أبلغك "
أناوش وجومي ببسمة مارقة ولا تلبث إلا قليلا .. أتنحنح .. وكأني ألطم الصمت بزفرة مدججة بالرياء ..
يخفق ذاك الوخيم حافيا فيدوس جرحه ويتوقف هنيهة ويعود ينبض صارخآ بالوجع ..
الفؤاد .. يرتجف في زمهرير غيابك .. وبرودة الألم لا يجعل للشموع جدوى ..
لا تفارقني أيها المتوشم بي ..ولن تبارحني تعاريفك للهوى الذي قولبته بقانونك الخاص ..
" ترفقي بي ..فأنا عشقت روحكِ ورواحكِ "
كم أرنو إلى الإخضرا في الأشياء الماكثة أمام مدمعي .. سئمت الرمادية .. ولا مناص من البياض .. فقط بارقة عابرة وكفى ..
أستقل الشرود .. وأتمطى في حافلة الهذيان .. أمتطي الذكرى حيث طريقك ملغم بالكثبان ,, ملبد بضباب يكتم أنفاس السفر ..
يتعذر علي أن أطأطئ للريح .. فيلوذ الوهن بصدري ويتوارى خلف ستائر الهوس ..
" سأعاقب نفسي لأنني خدشت مسامعك بقسوتي "
تتسائلك الروح .. كلما تزايلني هواجسي لتتربص بي خلفي وتركل ظلي .. أنا منذك أستعير الجلد ولا أجده مقاسي ..
سقيم شعرك .. فضفاض كمرفئ لعذارى الكلم ولست وحدي من جاسه نهارا ..يحايلني شوقي ويسوقني إليك ..
" أنا لم أقترف كبيرة حتى تنهالي علي بالمقت "
لا بأس ..كل شئ بات غير مرئي .. حتى أنت لا أراك ..
أُنيخ إنكساري وأفلته حتى طوء التراب .. سأدعّي بأني أتسع للإنتظار فليس أمامي إلا أن أرأف بي أنا الخاوية من الحياة وأنت المنفي على سفح الرحيل وتظن أني وطنك ..
ويزداد إيماني بالفردوس المغيب .. وآه لو أستريح تحت تيك الظلال الوارفة ..وليت شعري ذلك الدفء بين طيات عالمك ..
وتعاند رغم سعل الحقيقة كحمى تجوس خلال الشرايين وتتمكن من النزع :
" لا لم أرتكب الزلل .. وافعلي ما شئتِ "
سرمدي أنت بلا طائل من محوك وأنا أرمق فراشات تنقض على القنديل لتحترق .. سرمدي بعنفوانك حين تترفع عن الأسف
ينحسر الفجر عن مخاض متهالك لسراج الصبح الهش وميضه .. وأفياء النهار يبهت وارفها منذ اللحظة ..
قبيل غفوتي أمسك بوجهك وأدسه في عيني ..وأتناسى صرير عنادك ..
فألقي تملصك في حاوية صممي حين بوخزني الشوق..
أنا بخير عدا أن الهم نهبني وسرق نفائسي المنكمشة في صندوق ذاكرتي الفاخر..
أنا أعقد خيوط الوقت على ابهام نعاسي .. أريد أن أفرغ الألم من شرودي المتخم بالخمول..
أود أن أمشي إلى غيهب يغيب حواسي ..
أريد .. فقط .. أن أنام

تحيتي