الموضوع
:
الفضائيات العربية ومشكلة غياب المرجعيات
عرض مشاركة واحدة
10-10-2011, 10:42 AM
المشاركة
32
أصايل جمعة
من آل منابر ثقافية
تاريخ الإنضمام :
Sep 2011
رقم العضوية :
10424
المشاركات:
36
وَ أَمَّا عَنْ سِنِّ الطُّفُولَةِ ... لاَ نَسْتَطِيعُ تَحْدِيدَهَا لاِعْتِبَارَاتٍ عِدَّةْ ... أَنَّ سِنَّ الطُّفُولَةِ مَحْكُومٌ بِمَدَى قُدْرَةِ
الفَرْدِ عَلَى تَحَمُّلِ المَسْؤُولِيَّةْ ... ثُمَّ أَنَّ البِيئَةُ المُحِيطَةُ بِالفَرْدِ إِجْتِمَاعِيًّا وَ ثَقَافِيًّا وَ اقْتِصَادِيًّا كَفِيلَةٌ بِأَنْ
تُبْقِي الفَرْدَ طِفْلاً إِلَى مَاشَاءَ اللَّهُ أَوْ أَنْ يُصْبِحَ شَابًّا أَوْ رَجُلاً وَ هُوَ لَمْ يَتَعَدَّى العَاشِرَةََ مِنَ العُمُرْ ...
فَالمُجْتَمَعَاتُ تَخْضَعُ لِنِسْبِيَّةِ المَعَايِيِرْ ... وَ لِكُلٍّ ظُرُوفُهُ المُحِيطَةُ بِهِ ...
سَيِّدِي الكَرِيمَ فَاسْمَحْ لِي :
عِنْدَمَا أَقْرَأُ أَحْيَانًا عَنْ تِلْكَ الدِّرَاسَاتِ وَ نَتَائِجِهَا فِي أَيِّ مُجْتَمَعٍ غَيْرِ عَرَبِيّْ أَوْ غَيْرِ إِسْلاَمِيّْ ...
أَتَأَكَّدُ أَنَّ مَا تَوَصَّلَتْ إِلَيْهِ تِلْكَ الدِّرَاسَاتُ إِنَّمَا تَدْعُوا مُجْتَمَعَاتَهَا إِلَى التَّرَابُطِ الأُسَرِيِّ الَّذِي تَفْتَقِدُهُ تِلْكَ
المُجْتَمَعَاتْ أَوْ كَانَتْ ... لِحَلِّ مَشَاكِلَهَا الاِجْتِمَاعِيَّةِ وَ الاِقْتِصَادِيَّةِ وَ السِّيَاسِيَّةِ حَتَّى ... فَلَمْ نَعُدْ نَجِدُ مَنْ
يُطَالِبُ بِأَنْ يَسْتَقِلَّ الفَرْدُ عَنِ العَائِلَةِ فِي سِنٍّ مُبَكِّرَةْ ... كَمَا كَانَ يَحْدُثُ فِي سَنَوَاتِ مَا قَبْلَ التِّسْعِينِيَّاتْ ...
كَانَتْ سِنُّ الخَامِسَةَ عَشَرَ أَوِ السَّادِسَةَ عَشَرَ سِنٌّ تُؤَهِلُ لِلإِنْفِصَالِ عَنِ العَائِلَةِ تَمَامًا ... سَكَنًا وَ مَعِيشَةً ...
وَ كُلُّنَا يَعْلَمُ كَمْ عَانَتْ تِلْكَ المُجْتَمَعَاتِ مِنْ تَفَشِّي الإِجْرَامِ أَوِ تَدَنِّي مُسْتَوَى الأَخْلاَقِ إِلَى مَشَاكِلِ السَّكَنِ وَ التَّشَرُّدْ ...
إِلَى آَخِرِ تِلْكَ الظَّوَاهِرْ ... أَمَّا الآَنْ فَهِيَ تَحُثُّ الخُطَى لأَنْ يَنْضَوِيَ الفَرْدُ فِي ظِلِّ عَائِلَةٍ تُوَفِّرُ لَهُ جَوًّا صِحِيًّا
يُؤَهِلُّهُ لأَنْ يَكُونَ فَرْدًا فَاعِلاً فِي المُجْتَمَعْ ... وَ تَكُونُ هِيَ قَدْ أَمِنَتْ مِنْ تَفَشِّي الإِجْرَامِ بِنِسْبَةٍ أَقَلَّ ...
وَ كَذِلِكَ مَشَاكِلاً فِي سُوقِ العَمَلِ أَوِ السَّكَنْ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ مُتَطَلَّبَاتِ الفَرْدِ فِي المُجْتَمَعْ ...
بَيْنَمَا فِي مُجْتَمَعَاتِنَا العَرَبِيَّةِ أَصْبَحْنَا نُعَانِي مِنْ مَشَاكِلِ تَفَكُّكِ العَائِلَةْ ... وَ هَذِهِ أَصْبَحَتْ ظَاهِرَةً لِلْعَيَانْ ...
أَصْبَحَ الشَّابُ وَ الفَتَاةُ يَنْفَصِلاَنِ عَنِ العَائِلَةِ فِي سِنٍّ مُبَكِّرَةٍ جِدًّا ... لِيَكُنْ بِسَبَبِ الدِّرَاسَةِ أَوِ العَمَلِ مَثَلاً فِي
مَدِينَةٍ أُخْرَى أَوْ دَوْلَةٍ أُخْرَى وَ هَكَذَا ... وَ إِمَّا أَنْ يَكُونَ الاِنْفِصَالُ إِجْتِمَاعِيًّا ... جَمِيعُ العَائِلَةِ مَثَلاً تَسْكُنُ
تَحْتَ سَقْفٍ وَاحِدٍ لَكِنْ كُلٌّ فِيمَا يَشْغَلُهْ ... الآَبُ فِي حُجْرَةِ المَكْتَبِ مَثَلاً ... الأُمُّ مَعَ صَدِيقَاتِهَا
– مَعَ أَنَّ الفَضَائِيَّاتِ أَصْبَحَتْ أَهَمَّ الصَّدِيقَاتْ – أَمَّا الأَوْلاَدُ فَهُمْ مَعَ إِمَّا الفَضَائِيَّاتِ أَوْ عَلَى شَبَكَةِ الإِتِّصَالاَتِ " النِّتّْ "
وَ قَلَّمَا يَلْتَقُونَ أَوْ يَجْتَمِعُونْ كَعَائِلَةٍ وَاحِدَةْ ... حَتَّى مَائِدَةُ الطَّعَامِ فَشِلَتْ فِي جَمْعِ العَائِلَةِ حَوْلَهَا ...
أَمَّا عَنْ سُؤَالِ السَّيِّدِ عَلِيٍّ حَوْلَ الطِّفْلْ ...
يُمْكِنُنِي القَوْلُ : بِأَنَّنَا نَخْشَى عَلَى جَمِيعِ فِئَاتِ المُجْتَمَعِ لا الطِّفْلَ فَقَطْ وَ فِي أَيِّ عُمْرْ ...
لأَنَّ الفَضَائِيَّاتِ الآَنَ تَسْتَهْدِفُ الطُّفُولَةُ عَلَى اخْتِلاَفِ مُسْتَوَيَاتِهَا الفِكْرِيَّةِ وَ الثَّقَافِيَّةِ وَ الإِجْتِمَاعِيَّةِ ...
هِيَ لاَ تَسْتَثْنِي أَحَدًا ... حَتَّى المُعَوَّقِينَ لَمْ يَسْلَمُوا ... مَعَ أَنَّنِي أَسْتَطِيعُ اسْتِثْنَاءَ بَعْضَ الفَضَائِيَّاتِ الَّتِي
نَسْتَطِيعُ أَنْ نُطْلِقَ عَلَيْهَا صِفَةَ المُحْتَرَمَةْ وَ الهَادِفَةْ ... لَكِنَّ اسْتِفْحَالَ الشَّرِّ يَحْجُبُهَا ...
فَبَعْدَمَا تَأَكَّدَتْ تِلْكَ الفَضَائِيَّاتُ بِأَنَّهَا اسْتَحْوَذَتْ وَ سَيْطَرَتْ عَلَى فِئَةِ المُرَبِّينَ القُدْوَةْ تَحَوَّلَتِ الآَنَ إِلَى الأَوْلاَدِ لِتُكْمِلَ المَهِمَّةْ ...
ثُمَّ لِنَسْتَفِقْ قَلِيلاً ... لِمَاذَا نَظْلِمُ تِلْكَ الفَضَائِيَّاتِ وَ نُجَرِّمَهَا وَ نُبَرِّئُ أَنْفُسَنَا ...
أَتَعْلَمُ سَيِّدِي بِأَنَّنَا نَحْنُ مَنْ نُوَجِّهُ الطِّفْلَ لأَنْ تُرَبِّيهِ وَ تُنْشِأَهُ تِلْكَ الفَضَائِيَّاتِ الرَّقْطَاءَ الَّتِي لاَ تَبُثُّ سِوَى السُّمَّ ...
وَ أَصْبَحْنَا دُونَ قَصْدٍ نُبْعِدُهُ عَنْ تَوْجِيهِنَا المُبَاشِرِ كَأَبٍ وَ كَأُمٍّ مَسْؤُولاَنِ مَسؤُولِيَّةً مُبَاشِرَةً عَنْ تَنْشِئَةِ أَطْفَالِهِمْ ...
لَكِنَّ انْشِغَالَ كُلٍّ مِنْهُمَا عَنِ الأَطْفَالِ وَ إِلْهَائِهِمْ بِهَا هُوَ الخَطَأُ الأَكْبَرُ الَّذِي وَقَعَ فِيهِ كِلاَهُمَا ...
كَيْ يَتَفَرَّغَا هُمَا لِنَشَاطَاتِهِمَا أَيًّا كَانَتْ ...
أَصْبَحَتِ الفَضَائِيَّاتُ الآَنَ تَحِلُّ مَحَلَّ المُرَبِّيَاتِ بِالمَنَازِلِ وَ بِالتَّالِي أُلْغِيَ دَوْرُ الأَبِ وَ الأُمِّ تَمَامًا كَمُرَبِّيَانِ وَ مُوَجِّهَانْ ...
لاَ أُرِيدُ أَنْ أُعَمِّمْ لَكِنَّهَا أَضْحَتْ ظَاهِرَةً يَشْكُو مِنْهَا الجَمِيعْ ...
مَعَ أَنَّ الجَمِيعَ مُشْتَرِكُونَ فِي أَنْ أَصْبَحَتْ ظَاهِرَةً تَحْتَاجُ إِلَى دِرَاسَةِ أَسْبَابِ تَفَشِّيهَا فِي كُلِّ المُجْتَمَعَاتِ العَرَبِيَّةْ ...
طَبْعًا بِتَفَاوُتٍ نِسْبِيٍّ فِي التَّأْثِيرِ بَيْنَ مُجْتَمَعٍ وَ آَخَرْ ... لاِعْتِبَارَاتٍ تَخُصُّ طَبِيعَةُ المُجْتَمَعِ ذَاتَهْ ...
المُشْكِلَةُ الآَنَ الَّتِي عَلَيْنَا أَنْ نَبْدَأَ بِحَلِّهَا هِيَ : كَيْفَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نُعِيدَ لِلأَبِ وَ الأُمِّ حَقَّ رِعَايَةِ الأَبْنَاءِ تَرْبِيَةً وَ تَنْشِئَةْ ...
بَعْدَمَا تَخَلَّيَا عَنْ آَدَاءِ هَذَا الدَّوْرِ طَوَاعِيَةً أَوْ إِكْرَاهًا ...
لاَ أَدْرِي ... أَشْعُرُ أَنَّ مَعَ مُرُورِ الوَقْتِ لَنْ تَكُونَ هُنَاكَ مَرْحَلَةُ طُفُولَةٍ يَمُرُّ بِهَا الإِنْسَانْ ...
حَتَّى بَرَاءَةُ الأَطْفَالِ اسْتُبِيحَتْ ... نَسْأَلُ اللَّهَ العَفْوْ ...
أَمَّا بِخُصُوصِ سُؤَالِ السَّيِدِ أَيُّوبٍ ... فِي أَيُّهُمَا أَخْطَرُ الحُرِّيَّةُ أَمِ الرَّقَابَةْ ؟ ...
فَالحُرِّيَّةُ فِي المُطْلَقِ تَعْنِي أَنْ لاَ حُدُودَ لاَ حَوَاجِزَ أَنْ لاَ قُيُودْ ... فَافْعَلْ مَا يَحْلُو لَكْ ...
و الرقَابَةُ تَعْنِي وَضْعَ الحُدُودَ وَ الحَوَاجِزَ ... أَنْ تَتَوَقَّفْ عِنْدَ حَدّْ ...
كَمَا أَنَّ مَفْهُومَهُمَا يَتَفَاوَتُ مِنْ شَخْصٍ إِلَى آَخَرْ ... وَ مَدَى إِدْرَاكِهِمْ لِهَذَا المَفْهُومِ وَ ذَاكْ ...
الحُرِّيَّةُ وَ الرَّقَابَةُ كِلاَهُمَا خَطِرٌ إِذَا مَا تَطَرَّفْ ... وَ كِلْتَاهُمَا إِذَا مَا وَقَعَتَا فِي أَيْدٍ غَيْرِ مَسْؤُولَةٍ تُصْبِحُ كَارِثَةْ ...
الإِفْرَاطُ فِي الأُولَى كَالإِفْرَاطِ فِي الثَّانِيَةْ ...
فَالإِفْرَاطُ فِي اسْتِخْدَامِ الحُرِّيَّةِ نَتِيجَتُهُ مَفْسَدَةٌ لِلأَخْلاَقِ وَ ضَيَاعٌ لِلْقِيَمْ ...
وَ الإِفْرَاطُ فِي الرَّقَابَةِ نَتِيجَتُهُ تَقَوْقُعٌ وَ شُعُورٌ بِالاِضْطِّهَادْ ... وَ كِلاَهُمَا يُسْهِمَانِ فِي رُقِيِّ مُجْتَمَعٍ مَا أَوْ ضَيَاعِهْ ...
الحُرِّيَّةُ تُعْطِي مَسَاحَةً أَكْبَرَ لِلإِبْدَاعِ وَ الخَلْقْ بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ إِيْجَابِيَّةِ أَوْ سَلْبِيَّةِ الفِكْرْ ...
أَمَّا الرَّقَابَةُ فَهِي أَحْيَانًا كَثِيرَةً تَهْدِمُهُ وَ تُضَيِّقُ أُفُقَهُ وَ إِنْ كَانَتْ مَحْدُودَةْ ... وَ بِالتَّالِي لاَ إِبْدَاعَ لاَ خَلْقْ ...
إِذًا عَلَيْنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ أَوَّلاً أَنْ نَكُونَ مَسْؤُولُونَ عَنْ أَفْعَالِنَا مَعَ وُجُودِ المَعَايِيرِ التِّي تَحْكُمُ الفَرْدَ كَالدِّينِ وَ العُرْفِ وَ الأَخْلاَقِ وَ القِيَمْ ...
وَ أَنْ نَعْمَلَ عَلَى إِحْيَاءِ الضَّمِيرَ الرَّقِيبَ ... فَالحُرِّيَّةُ المَسْؤُولَةُ لاَ تَحْتَاجُ إِلَى رَقِيبٍ ... مَا دَامَ الضَّمِيرُ يَحْكُمُهَا ...
وَ إِنْ سَلَّمْنَا جَدَلاً – وَ لاَ بُدَّ أَنَّنَا فَاعِلِينْ لأَنَّنَا لَمْ نَرْقَى بَعْدُ لِنَكُونَ مِنْ سُكَّانِ مَدِينَةٍ فَاضِلَةٍ بَعْدْ -
أَقُولُ إِنْ سَلَّمْنَا جَدَلاً بِأَنَّنَا نَحْتَاجُ إِلَى الرَّقَابَةِ لِلْحَدِّ مِنَ التَّجَاوُزَاتِ فِي مُمَارَسَةِ الحُرِّيَّةِ الغَيْرِ مَسْؤُولَةْ ...
فَإِنَّ السُّؤَالَ الَّذِي يَطْرَحُ نَفْسَهُ وَ بِقُوَّةِ إِعْصَارٍ هُنَا ...
مَنِ الَّذِي يَضَعُ سَقْفًا لِلْحُرِّيَّةِ وَ مَنْ يَرْسُمُ خَطَّهَا الأَحْمَرَ الَّذِي عَلَيْنَا أَلاَّ نَتَجَاوَزَهْ كَأَفْرَادٍ مُمَارِسِينَ لَهَا ؟ ...
وَ الرَّقَابَةُ أَيْضًا مَنِ الَّذِي يَحْكُمُهَا : الضَّمِيرُ أَمِ القَوَانِينُ أَمِ الإِثْنَيْنِ مَعًا ؟ ...
وَ إِنْ مَاتَ الضَّمِيرُ الرَّقِيبُ فَمَنْ يَحْمِي الحُرِّيَّةُ إِذَا مِنَ انْتِهَاكِ قَانُونٍ بِلاَ ضَمِيرِ ؟ ...
قَدْ أُجِيبُ بِأَنَّ الاِعْتِدَالَ مَنْطِقُ الأَفْعَالْ ...
أَشْكُرُ رَحَابَةَ صُدُورِكُمْ ... وَ شَدِيدِ حِرْصِكُمْ ...
أَصَايِلْ جُمْعَةْ ...
سَأَقْتُلُ أَحْزَانِي ... بِيَدِي ... لاَ بِيَدِ عَمْرْو ...
سَأَقْتُلُ أَحْزَانِي ... بِيَدِي ... وَ لَنْ أَنْتَظِرَ عَمْرْو ...
سَمْرَاءُ الحُبْ ... أَصَايِلْ ...