عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
2278
 
حسام الدين بهي الدين ريشو
مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

اوسمتي


حسام الدين بهي الدين ريشو will become famous soon enoughحسام الدين بهي الدين ريشو will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
7,004

+التقييم
1.47

تاريخ التسجيل
Apr 2011

الاقامة

رقم العضوية
9844
04-01-2019, 01:08 PM
المشاركة 1
04-01-2019, 01:08 PM
المشاركة 1
افتراضي أميرة من مملكة الأساطير
أميرة من مملكة الأساطير
=============
حسام الدين بهي الدين ريشو
================
التقينا أول مرة ؛ ذات ليلة آسرة على طاولة اهتمام مشترك .
تجلت خلالها كأميرة ناهدة من أميرات الأساطير . يجذب بريق عينيها مايقع عليه من بشر وشجر وحتى الحجر !
فتراها في براءة الطفولة التى لم تتلوث .
أخذت ترمقنى بمزيج من المودة خافضة لي جناحها خلال الحوارات التى راقت لكلينا .

ولأن انطباعات اللقاء الأول غالبا هي التى تحدد مسار العلاقة في مستقبل الأيام ؛ فإن هذا اللقاء أسهم بدرجة كبيرة في أن أحتل حظا من اهتمامها ؛ كما أكدت لي فيما بعد مضيفة :
" كن معافى ولتبق لي أغلى صديق أحبه وأخ أعزه وأب أجله ؛ ولا حرمنى الله من وجودك في حياتي لأنك أرق قلب رأيته "

كان قلبي يترنح بين انقباض وانبساط وأنا أشم لكلماتها عطرا أخاذا .

ولأنها كانت ربيعا جميلا تفتح للتو وكنت خريفا حزينا تلقى كل طعنات الحياة ؛ ولم تبق إلا الطعنة الأخيرة على ما أعتقد ؛ فمن احبونى اقتنصهم الموت في عتمة الأيام ومن أحببتهم ضيعهم الزمن المراوغ وهو يهمس لي :
" أيها العاشق بلا رفيق جمر بلا رماد وظمأ بلا شراب .... فات أوان الغرام والحب والأشواق والحنان "

فقد تنازعتنى الهواجس رغم يقيني بصدق ماتقول وتأكيدها في كل لقاء أو مكالمة على تلك الرباعية " الصداقة والأخوة والأبوة والحب "

كانت كلماتها تنسكب في روحى خمرا أو تفتح نوافذ القلب لأشعة شمسها المشرقة . حتى أني ظننتها ملاكا هبط من السماء في ليلة من ليالي القدر وضل معراجه إلى السماء مرة أخرى

مع الأيام أدمنت حديثها الذي نُسِجَتْ حروفه من جواهر الصدق .
" أنت لي السند والعون والإلهام ونصائحك هي الأغلى والأجمل والأحلى "

لكننى مع ذلك كنت حذرا يصدنى فارق العمر بيننا مقدرا أصالة جذورها وجوهرها وحسها الإنساني المرهف ؛ ومقدرتها العفوية على نقش صورتها بذاكرتي كوشم يزداد بريقا وحضورا مع الأيام ؛ حتى صارت أيقونة العمر وملاذه ودواؤه من ضجر الأيام وغدرها ؛ رغم هاجس الزمن المراوغ وهو يهمس لي :
" جمر بلا رماد وظمأ بلا شراب ؛ فات أوان الغرام والحب والأشواق والحنان "
وكأنها كانت بالبصيرة تسمع تلك الكلمات ... ففاجأتنى ذات لقاء بمعانقتى أمام الحضور واهبة لوجنتَىَّ قبلتين ... تدفق بعدها شلال مشاعري المختزنة خلف سياج الحذر .