عرض مشاركة واحدة
قديم 09-27-2016, 11:13 AM
المشاركة 6
حسام الدين بهي الدين ريشو
مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حديثك هذه المرة مُفخخٌ بالشجون
تتحدثين عن حب التملك والغيرة
كداءين يصيبان جسد العشق
لكن شتان بينهما
حب التملك
غريزة في الروح البهيمية بالإنسان
ومن وسوسات النفس الأمارة بالسوء
رغم أن الحب هو طفل الحرية كما يقال
هو رباط مودة بين شخصين
يصون كل منهما إستقلال الآخر وكماله .
الحب إحدى كلمتين هما ميراث الإنسانية وتلتقي عندهما السماء بالأرض
هما : الدين ... والحب
خرجا من الجنة مع آدم وحواء
فكان الدين في تقوى آدم وتوبته
وكان الحب في جمال حواء ودموعها !!

أما الغيرة
فهي كما ذكر " لسان العرب "
هي الحِمية والأنفَة
فيقال رجل غيور وإمرأة غيور .. اللفظ مشترك لأن " فعول " يشترك فيه الذكر والأنثى
فيقال رجل غيور على اهله .. وإمرأة غيور على أهلها
بل إن الحق سبحانه وتعالى يغار على دينه ومحارمه
وإنه وربي يغار على عبده الصادق والأمين فيحافظ عليه ويغار عليه
فلا يستطيع الشيطان أن يغرر به
من هنا كانت غيرة المحب رجلا كان أو إمرأة على محبوبه
كي لا يكون لأحد سلطان عليه .

ولعل ذلك ماجعل " غادة السمان " تقول مترجمة عن ذلك
" إن الحب هو إسباغ صفة الخصوصيىة على إنسان ما
وبالتالي تمييزه عن أفراد الجنس البشري أجمع
بحيث لا يمكن أن يسد فراغه إنسان آخر أو يحل محله ."
ولنا أخيرا يارفيقة الحرف في قصيدة شاعر الشباب
الراحل " أحمد رامي " والتى تشدو بها " أم كلثوم "
مايشفي الظمأ :
أغار من نسمة الجنوب على محياك ياحبيبي
وأحسد الشمس في ضحاها وأحسد الشمس في الغروب
وأغبط الطير حين تشدو على ذرى فرعه الرطيب
فقد ترى فيهما جمالا يروق عينيك ياحبيبي

في نهاية القصيدة يوضح سبب الغيرة فيقول :
فأننى من هُيام قلبي وشدة الوجد واللهيب
أغار من نسمة الجنوب على محياك ياحبيبي

أرأيتِ رفيقتي
ليس محبا وليس عاشقا من لا يغار
من وطأة الهيام
وشدة الوجد ونار الشوق الملتهبة
بل إنه يصيبه الجنون كما ذكرتِ أعلاه عن قيس وغيرة