عرض مشاركة واحدة
قديم 05-23-2014, 05:51 PM
المشاركة 135
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
محمد بن علي السنوسي

ولد الشاعر الاستاذ محمد بن علي بن محمد السنوسي عام 1343 هـجري الموافق لعام 1924 ميلادي ، بمدينة جازان بجنوب المملكة العربية السعودية وقد درس في مدرستين أهليتين ثم تابع علومه فدرس مبادئ النحو والصرف والبلاغة على يد والده القاضي العلامة الشاعر الشيخ علي بن محمد السنوسي وعلى يد العلامة عقيل بن احمد حنين ثم عكف على مكتبة أبيه وقرأ كتب الأدب والتاريخ والشعر ثم تبحر في دراسته معتمدا على نفسه في كل فنون الفكر والأدب وقد نظم أول قصيدة له عام 1359 هـــ وقدم للمكتبة العربية خمسة دواوين شعرية هي :
- القلائد .
- والأغاريد .
- والأزاهير .
- والينابيع .
- ونفحات الجنوب .
وقد قام نادي جازان الأدبي في حياة الشاعر بنشرها في ديوان واحد عام 1403 هـ وكتاب نثري طبع في حياته أيضا بعنوان مع الشعراء وقد ترجمت بعض قصائده إلى اللغة الإيطالية ونشرتها مجلة الشعراء التي تصدر بروما كما انه قد شارك في العديد من المؤتمرات الأدبية مثل مؤتمر الأدباء بمكة المكرمة عام 1394 هــ ومؤتمر عكاظ بالرياض عام 1394 هــ واتحاد الأدباء في بغداد عام 1400 هــ وقد تم تكريمه بالميداليات التالية :
- ميدالية ذهبية من جامعة الملك عبد العزيز بجدة
- ميدالية ذهبية من وزارة الثقافة العراقية .
- ميدالية فضية من جامعة الملك عبد العزيز بجدة .
- درع ذهبي من وزارة البلديات .
عمل مديرا لجمارك جازان ثم رئيسا لبلديتها ثم مديرا لشركة الكهرباء ثم رئيسا لنادي جازان الأدبي من عام 1400 هـ إلى أن توفاه الله إلى رحمته في شهر شوال عام 1407 هـــ وكان عضوا بمجلس الإدارة في إمارة منطقة جازان وترك بعد وفاته أوراقا تضم مقالات وأحاديث طبع نادي جازان الأدبي جزءا منها بعنوان " من أحاديث السنوسي ، محمد بن علي "

نشأ نشأة كريمة وتلقى حفظ القرآن على يد الشيخ علي بن أحمد عيسى ، وبعدها أخذ مبادئ العربية وشيئا من الفقه على يد والده القاضي الشيخ علي بن محمد السنوسي ، ثم التحق بحلقة الشيخ عقيل بن أحمد عالم جازان في عصره ، ودرس هو والشاعر محمد بن أحمد العقيلي ومعهم عدد من الشباب في ذلك الوقت .
كان ذكيا تواقاً إلى المعرفة بشتى فروعها وفنونها فحصل في الوقت القصير على الشيء الكثير وبدا في قرض الشعر مبكرا . كان يحضر الصالونات الأدبية التي كانت تعقد في ذلك الحين خصوصا في منزل الشيخ عبده علاقي رئيس بلدية جازان في ذلك الحين .


وكان ـ يرحمه الله ـ :( يرى الشعر كلاما خالد اوأدبا رفيعا لا يمكن التساهل في إنشائه ).
و للسنوسي دواوين شعرية عدة منها ما ذكرناه سابقاً في التعريف به ، وقد جمعها في مجمعته المعروفة ( الأعمال الكاملة للسنوسي ) بحيث احتوت على شعر رصين قوي .
علما أنه قد نشر كثيراً من أعماله في كل من :
- مجلة المنهل السعودية .
- مجلة الأديب اللبنانية .
- مجلة الحج السعودية .
- مجلة الهلال المصرية .
- مجلة روما ( الإيطالية ) التي تصدر في روما .
أيضاً صدر له كتاب ( مع الشعراء) دراسات وخواطر أدبية . والسنوسي رحمه الله من الشعراء الذين حضروا مؤتمر المربد بالعراق وكرموا من وزارة الثقافة العراقية بميدالية ( المتنبي ) وهو من الرواد الذين كرموا بمؤتمر مكة .
كان شعر السنوسي محل دراسات كثيرة وكتبت عنه العديد من رسائل الماجستير والدكتوراة .

من شعره:
!. قصيدة ( جبل فيفاء) و هو جبل بجنوب السعودي بارد و أخضر طيلة السنة :

متحفٌ من أشعةٍ وظلالِ في إطارٍ من نضرةٍ واخضلالِ
سابحٌ في الفضاء يغمرهُ النور بفيضٍ من السنا والجلالِ
يتحدى الذرى ويخترق السحبَ ويزهو في عزة واختيالِ
صنعةُ المبدعِ المصورِ جل الله ربي ربُّ العلى والكمالِ
(جبلٌ) تعشق النجوم مجاليه وتصبو إلى ذراهُ العوالي
يزحم النيراتِ منكبه الضخم ويحتكُّ بالسهى والهلالِ
مشرئب إلى السماء برأسٍ صلفٍ في شموخه متعالِ
أخضرُ السفح أزهرُ السطح مصقولُ الحواشي زاهي الربى والتلالِ
زراهُ ساكن (الألمب) (أبولو) رائداً ينشد الجمال المثالي
فإذا (منجمٌ) من الحسن فياضٌ وكنز من كل حال وغالِ
مسرح الشعر والبيان ومسرى لمحة الفكر وانطلاق الخيالِ
حيث عاشت أرواحنا وأمانينا حياةً موصولة بالمعالي
ونعمنا ولا نزال بدنيا من فتونٍ وعالم من جمالِ
وسكبنا على الوجود غناًء صافي النبع كوثري الزلالِ
يا لتلك الذرى الموشاة بالزهر نضيراً وبالثمار حوالِ
ولتلك الربى يرف شذاها بعبير الصبا ونفح الشمالِ
ولذاك السحاب والماء يجري من خلال الصخور جرى الصلالِ
والوجوه الصباح والمقل النشوى بسكر الصبا وسحر الدلالِ
والرياض المنسقات صفوفاً في علالٍ كأنهن لآلِ
سَحَرٌ كله ، نهاراً وليلاً يا لأيامه ويا لليالي
عالمٌ من لطافة وبهاء وهواء من رقة واعتدالِ
ورؤى من مشاهد الفن والحسن تجلّت في صفحة من جبالِ
دون إدراكها شعافٌ وصخرٌ خطرُ المرتقى بعيد المنالِ
شاقني ذلك السموّ ولي قلبٌ وَلوعٌ بكل سامٍ وعالِ
كَلِفٌ بالسموّ أني تجلى شامخاً في الجبالِ أو في الرجالِ
فتَصَعَّدته ويمّمتُ وجهي شطره في تقدم ونضالِ
وركبت الصعاب وانتصر (الشوق) بقلبي على الونى والكلالِ
ذاك دأبي ودأب قومي مدى الدهر صراع الردى وقهر المجالِ

2. قصيدة (إغــراء الحُب ):

سلوا راحَ عينيها ووردَ لماها = متى علِمَت أني صريعُ شذاها
فقد حرمتني نفحها وابتسامها = ورقةَ نجواها وحلوَ جناها
وبات يعنّيني هواها ودَلُّها = وتُسهرني أطيافها ورؤاها
وقد كنت آتيها فيهتزّ فرعها = طروباً كما هزّ الغصون صباها
وتصدح عيناها لحوناً وتنتشي = أحاديثها رفافة ولُغاها
وتضفي عليّ السحر والعطر والمنى = وتمنحني أنفاسها ونداها
فأصبح يغريها بي الحب أنني = أحب وأني لا أحب سواها
تصدّ إذا أقبلتُ زهواً وتنثني = وتمنعني حتى رخيم صداها
ولو علمت أني ضحاها وفجرها = لما احتجبت عن فجرها وضحاها
فلولا أغاريدي لما رفّ حسنها = ولولا أناهيدي لجفّ صباها
فيا واحة الصادي حناناً ورقة = لقد ظمئت نفسي وأنت حياها.

4. قصيدة ( يا قلمي)



هلم إليّ يا قلمي هلم فقد طغى ألمي
فأنت إذا أشرتُ ، يدي وأنت إذا صرختُ ، فمي
وأنت نجيُّ آهاتي وأناتي ونبض دمي
وأنت إذا بكيت ، أسى دموعي فِضْنَ في كلمي
وأنت إذا صبوت ، هوى تغنّى بالهوى نغمي
وأنت ملاذ آمالي إذا ضاقت بها هممي
أبثك ما أنوء به من الأرزاء والنقمِ
فتصغي لي بلا ضجرٍ ولا مللٍ ولا سأمِ
حملتك في سبيل الحق والآداب والقيمِ
وكنت وما أزال بها رضيعاً غير منفطمِ
أهيم بها وإن جرحت منايَ وحطمت حلمي
وأعشقها على الآلام والضراء والسقمِ
وأسري في ظلام الدرب مرفوعاً بها علمي
كما سار الدليل على ضياء النجم في الظلمِ

4. قصيدة ( هويــة الإنســـان ):



خارتْ قواهُ وخانه جلدُهْ وانْهارَ من آلامه جسدُهْ
شيخ يجر وراء منكبه عمراً تكاد خطاه تفتقدُهْ
في مقلتيه وفي ملامحه صورٌ يخطُّ رسومها نكدُهْ
البؤس مائجةٌ غواربه في شيبهِ متدفق زبدُهْ
والفقر هائجةٌ عواصفه في وجهه متربِّدٌ لَبدُهْ
أبصرته يمشي وقد شخصت عيناه واعتمدت عصاه يدُهْ
تهوي به رجلاه حيث هوت والدرب يلفظه ويزدردُهْ
في كل زاوية له أمل يقتاده من محسن يجدُهْ
ممدودةٌ يده متمتمةٌ شفتاه ما يوحيه معتقدُهْ
يمضي النهار ولم تنل يده يا للأسى – شيئاً ولا كبدُهْ
حقروه فانتهزوه وابتدعوا رأياً هدى الإسلام ينتقدُهْ
سألوه في زهوٍ وغطرسةٍ ماذا هويته؟ وما بلدُهْ ؟!
فأجابهم والدمع يخنقه عبراته والجوعُ يضطهدُهْ
بشريتي بلدي وكل ثري في الأرض يغذوني أنا ولدُهْ
وهويتي الإنسان ما خفقت أحشاؤه وتحركت غددُهْ
وانهار من ألم ومن نصبٍ فصحا النهى وتحللت عقدُهْ


5 و قصيدته في جازان من أشهر ما كتب و أسيرها على ألسنة الناس و منها:
جازان إني مـن هـواك لشاكـي
أفتنصتـيـن لبلـبـل غـنــاك
أصغى إلى همسات قلـب طامـح
مـتـوثـب الالـهــام والإدراك
مشبوب أرجاء الشغاف يلوح مـن
خلل الأضالـع كالسـراج الذاكـي
أنا من علمت - ولا اقول مباهياً -
قد صاغ من درر البيـان حُـلاك
أنجبتِـهِ فسـرى نسيمـاً عاطـراً
بالشعر يعبقُ في ريـاض عـلاك
مترسماً سنـن المعالـي ضاربـاً
مثلاً مـن الخُلُـق النبيـل مـداك
مترفعـاً صَلْـفَ الإبـاء بهـمـة
زِيْنـتْ بطبـع لـلـرَّدى تــرّاك
عشق السموَّ وراقـه فـي دهـره
خلـق الملـوك وسيـرة النسـاك


و بالجملة فالسنوسي الابن شاعر لا يجارى ، توفي في عام 1408 هجري الموافق لعام 1987 ميلادي بجازان.


وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا