الموضوع: وليم شكسبير
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-22-2010, 12:55 PM
المشاركة 9
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مأساة "ماكبث" 1606‏

تدور المأساة عن السلطة والاستبداد والطمع والجشع وكذلك عن القدر، مثلت لأول مرة عام 1606 تجري الأحداث في إسكتلندا في النصف الثاني من القرن الحادي عشر.‏

اسم ملك البلاد دنكن الذي اتصف بوداعته وله ابن خالة اسمه ماكبث معروف بقسوته فكانا طرفي نقيض. واستغل الناس وداعة الملك فثاروا عليه، وقاد الجيش الملكي ماكبث للقضاء على العصيان وساعده بانكوو، ويستطيع ماكبث القضاء على المتمردين، وعندما شعر قائد العصاة بفشل التمرد قتل أفراد أسرته، وانتحر، لأنه يعلم أن ماكبث سيفتك به وبأفراد أسرته، ومع هذا فعندما دخل ماكبث القلعة قطع رأس قائد المتمردين، وعلقه على سارية، علماً بأنه كان منتحراً، كما أسلفنا ليكون عبرة لغيره.‏

وأتفق أنّ ساحرات ثلاثاً، صادفن ماكبث وبانكوو في الغابة، وأبلغنه أنه سيصبح ملكاً، وأما رفيقه فلن يصبح ملكاً إلا أن من سلالته سيخرج الملوك.‏

واتفق ماكبث مع زوجته على اغتيال الملك دنكن، وينفذ الجريمة، ويضع الخنجرين الملطخين بدم الملك دنكن بيد حارسيه وهما نائمان لكي يتهم الحارسان بجريمة قتل الملك وهما منها بريئان، تقول زوجة ماكبث لزوجها: "هل ثمة مالا نستطيع فعله، أنا وأنت، في دنكن وهو بلا حراسة هل ثمة مالا نتهم به حارسيه المخمورين، فنحملهما تبعة غيلتنا الكبرى؟" (24)‏

ويقتل ماكبث الحارسين بتهمة أنهما قتلا الملك. وبذلك تحققت نبوءة الساحرات إذ أصبح ماكبث ملكاً. وأقدم على فعلته النكراء بدافع تعطشه للسلطة، وبتحريض من زوجته التي تتعطش للقب ملكة.‏

ولكن بعض النبلاء أحس أنّ هناك مؤامرة لعدم وجود مصلحة أو هدف لدى الحارسين في قتل الملك دنكن، ويصبح ماكبث ملكاً ولكن تقلقه النبوءة إذ لن يرث العرش أولاده بل أولاد بانكوو، ويرى عبث جريمته، إذ إنه ما هو إلا جسر لنقل العرش من دنكن إلى ورثة بانكوو، فيقرر استئجار مجرمين اثنين لاغتيال بانكوو، ومجرم ثالث للتجسس عليهما واستطاع أحد المجرمين قطع رأس بانكوو، أما ابنه فليانس فهرب، وأخذ ما كبث يحكم البلاد بالقسوة والاستبداد، وتتنبأ لـه الساحرة بأنّ ملكه سيزول عندما تهجم عليه الغابة، وأصبح ماكبث يخاف الناس جميعهم مثله مثل الطغاة كلهم، وأخذ الناس كلهم يخافونه، واستطاع نبيل اسمه ماكدف محاصرته مع غيره من النبلاء وأمر بقطع أغصان الغابة وأمر كل جندي أن يحمل غصناً أثناء الهجوم على ماكبث، فتحققت النبوءة، إذ تراءى لماكبث أن الغابة تهجم عليه، وقتل ماكبث وانتهت حياته الديكتاتورية التي استمرت سبعة عشر عاماً، أمضاها في الدسائس والمؤامرات والاغتيالات، استطاع الوصول إلى عرش الملك بعد أن قتله، وقتل غيره قبل ذلك وبعده، ولم ينج نفسه من القتل والبطش، وصدق من قال: وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين.‏