عرض مشاركة واحدة
قديم 08-18-2011, 02:33 AM
المشاركة 42
حمود الروقي
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بـدايـة .. مســاء الخـيـر للجميــع ، وعسى الله أن يـغـفـر لنا ولكم ..

الإخـوة والأخوات أبطــال هـذا النقـاش الـثـري ..

ما رأيكم لو نتـفـق جميعـًا على الإجـابــة على هـذا التسـاؤل " رغم أنني أكــره الـسـؤال بـ هل " !!

ولكـن .. هـل يُمكـن اكتســاب العـبـقـريـة ؟؟

في الصـفحات السـابـقـة أشـرتم فـي معـرض مشاركاتكم القـيـّمة عن مدلولات المفـهوم من العـبـقـرية وتناولتـم العديد من الدراسات

والأبحـاث الخـاصة بهذا المـفـهوم ، وإنـني ومن خـلال قـراءاتٍ عـدة في هذا الحـوار أودّ توضـيح ( العمليـة العـقلية ) التـي تنتـج العـبقرية

بعـيدًا عن سـر هذا المصـطلـح أو الإشـارة إليـه بأنّه روح تسكـن عـقـول بعـض البشـر أو أنه أمـر خارق للعادة لا يُمكن وصـفـه !!

أنا - هُنا - سأكـتب من خـلال وجهـة نظـري الشخـصية وبنـاء على ما تعـلمته من عـلم بسيط حول هذه الأمور ..

أولاً : دعونـا نعـرّف التفـكيـر وهـو سـلسـلة من النشـاطات العـقـلية التـي يـقوم بها الدماغ عندما يتعـرّض لمُثير يـتم استقـباله عن

طـريق واحـدة أو أكـثر من الحـواس الخمـس ، وهو أيضـًا العملية التـي يتم بواسطتها توليد الأفكار وتحليـلها ، وهو أيضـًا " العملية " التي

تحـدث عندمـا يـحـل الإنســان مشـكلـة ... والتعـاريف كـثـيرة جـــدًا في هذا العـلـم الكبيـر ..

فالتفكـير لا يحـدث إلاّ عندما يتعـرض الإنسان لمشكلـة أو لموقـف ما يستدعـي الفهـم والانتبـاه ..

التفكـير في حـل المشكـلة ( عبارة عن خطوات وإجراءات مُعقـدّة وأشياء أخرى ) وما نتعـرّض له يوميـًا ، فعند التنفـيذ لحل مشكلة ما ، هُنا نستخدم

مهـارات التفـكيـر وهـي كـثيرة ، ومنها الاستنباط والتحـليل والتركيب والطلاقة في الأفكار والحلول والمرونة والمقارنـة و و و إلخ

فالسـيارة ( كتلة من حديد ) وقـيادتها ( مهـارة ) أي لا يستطيع من لا يمتلك مهارة القـيادة أن يقود سيارة .!

وكذلك القهـوة ( مجموعة من الحبوب والبهارات ) و إعدادها ( مهارة ) ..

وكـذلك القـنبلة النوويـة ( كتلـة جامدة أبعدها الله عنا وعنكم ) لا يصنعها إلاّ من يمتلك مهارة ، ولا يُطلقها إلاّ من لديه مهارة ..!

ومن خلال ما سـبق .. يأتي دور الإبداع ، وقد صنـّفه العـلماء بالتفكـير الإبداعـي " بأنه النظـر للمألوف بطريقة غير مألوفة "

ومنه الطلاقة والمرونة والأصالة والتفـاصيل ، وكلها تتعـلق بالأفكـار طبعًـا ، ولعـلّ الأصالة أو الجـِدّة هـي نطفـة في رحـم العـبقرية ..

تنمـو من خـلال " الدافعـيـة " نحو إنتـاج شـيء جـديد لم يُـكتشـف بعـد إلاّ أنه " يحـلّ " مشكـلة كـبيرة أعجزت عـقول الآخرين ..

وبعـد ولادة الفكــرة الجميـلة يأتي دور " التفـاصيل " من مهارات التفكـير الإبداعـي ، لِـتـُحدِث مزيـدًا من البهـاء على الفـكرة ..

والتفـاصيل تشمـل الفكـرة إن كانت مُنتجًا محسوسـًا كإضافـة بعـض الوظـائـف أو تغـيـير بعـض الأشكـال ، وهنا المفكـرون يستخدمون

مهـارة " سكامبـر " صديقــة المنتجات الإبداعيـة ؛ لأن وظيفتها تطويـر المنتج بعد ولادته ، وليست حديثنـا ..

هُنا ( العبـقرية ) هي الفكــرة المجنونــة ، الفكــرة الحديـثة التـي لم يكتشفهـا الآخر ، هي المُنتج الأصيل الذي يُحل مشكـلة ( مغلقة )

وقـد أشـرنا في مشاركاتنا السـابقـة للمشكـلة المغـلقـة وهي التـي لا يـوجد لها إلاّ حل واحد وطريقة واحدة للحــل ..

ومن خـلال ما تقـدّم نـقـول أنّ العـبـقرية مصـطلح يجـب ألاّ نطـلقه إلاّ عـلى الفكـرة الجديـدة فـقـط ، مع تحـفظـي على أن نفهـم من تعريف

المعجـم العربي أو الأجنبي للعـبقـري أنه يمـلك روحـًا وقـوة إلاهـيـة تحـفظ الإنسـان من المهد إلى اللحـد وتوجـد في الجانـب

الروحـي أو المـقـدّس من كـل فــرد - كما في تعريف Genius / العـبقرية أو كما عـرّفه لسان العـرب بأنه يُنسب لواد الجّن وكـفـى !!

لو أطلـقـنا العـبـقرية على الأشخاص مثـلاً وهم الذين يتمتعـون بالروح الخارقـة التي تسكـن عقـولهم والقـرين النابـغ الذي يكشف لهم

ما وراء الخـيـال ؛ لكـان كـل عـبـقري يستطـيع حـل كـل المشكـلات بكافـة أنواعـها بحكم أنه خـُلـق هكذا ويمتلك عقـلاً خارقــًا ..

ولكنـنا من هُنا نقـول أنّ " العـبقـري " لم يصـل لهـذه الدرجـة إلاّ من خـلال عـدة عـوامـل ..

أهمـها ( البيـئة التي يعيش فيها وتكون مُـحـفزة على الإبداع ، و الموهـبة التـي يمتلكها مع قـدر أكثـر من المتوسـط في الذكـاء ، والدافعـية

القـويـة نحـو حـل مشكـلة ما والإصـرار على فهم غموضها واكتشاف ما ورائهـا ، وهنا نقـول " الحاجــة " أم الاخـتراع ..!!

كم من تفــاحة سقـطت لـم يُحـسب لها حسـابـًا ، وكم من مُتهكّم على نيل آرمسترونغ عندما فكـّر أن يصعد القمــر ؟!!

وكـم من شخـص لم يُـصدّق هنريك هيرتز حتــى الآن !!

هـؤلاء ، وكـل من اكتشـف عـِلمـًا جديدًا وصـنع شيئـًا مُخـتلفـًا هـم عباقـرة بأفكارهم التـي عُـرفت عنهم ، ولولا هذه المكتشفات لم

نعـرفهم بأسمائهــم ولـولا هذه الاختراعات لـم يُكتشـف غيرهـا كانت سببـًا في حدوثها ..


أتمـنى أننـي كتبـتُ شـيئـًا مفـيدًا لهـذا النقــاش الجميـل جدًا كمـا أتمنـى أيضـًا أن ما كُـتِـب يستفـزّ عـقولكم لتنثـروا عبـر هذا الموضوع

خـبراتكم ومعارفكـم ؛ كـي أستزيد منكم عِلمـًا ومعـرفة ..

وإلى اللقــاء معكـــــم ،،،،،،،،،،