الموضوع: المبدعون
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2010, 01:49 PM
المشاركة 2
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي عبد الله بن المبارك
عبد الله بن المبارك


ولد سنة 118 هجرية لأب مولى من اعمال خراسان في ايران حاليا
كان ابوه المبارك قد اسلم و حسن اسلامه و كان عاملا في بستان احد الاغنياء فكان يتصدق بثلث اجره كل شهر
يروى ان صاحب البستان الذي يعمل فيه المبارك اتى و معه ضيف فطلب من المبارك ان يحضر لهما رمانا فاتى بالرمان فوجدوه حامضا ثم اتى بغيره فوجدوه حامضا ايضا
فساله لم تاتيني بالرمان الحامض؟
قال المبارك: وانى لي ان اعرف و انا لم اذقه قط؟
قال :لم لم تتذوقه ؟
قال المبارك: لم تأذن لي.
فاستغرب صاحب البستان من امانته وورعه
اما ابنه عبد الله بن المبارك فقد كان موهوبا في الحفظ ،جبارا اخذ نفسه بالعزيمة و اجتهد كثيرا لينال العلم ومع ان تخصصه الاساسي كان الفقه الا انه كان اديبا لغويا بارعا
قال عنه سفيان الثوري: هو عالم أهل المشرق و المغرب
و كونه ولد في زمن قريب العهد بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد ادرك معظم الصحابة
يقال عنه: حديثه عن النبي حجة بالاجماع ، تجاوز القنطرة (و هذه تعني انه تجاوز كل قضايا التوثيق بالنسبة لامانته وروايته)
جيء بكذاب وضع اربعة الاف حديث الى خليفة المسلمين فقال الخليفة: والله لأذبحنك الان.
قال الكذاب : اذبحني فوالله لقد وضعت على نبيكم اربعة الاف حديث
فقال الخليفة: يعيش لها الجهابذة. و أحضر عبد الله بن المبارك فقعد لها ثلاثة ايام ثم اخرجها كلها
كان إذا خرج للحج يودعه كل اهالي خراسان لمحبتهم له و قد كسب الناس بسعة اخلاقه و كرمه و قد اصبح من أغنى اغنياء المسلمين
و قد كان دوما بين الناس حتى اذا حلت ساعة العصر اختلى بنفسه يكتب و يدرس و يتامل فيساله تلامذته: الا تستوحش؟
فيقول: كيف استوحش و انا مع النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه؟
دخل الخليفة هارون الرشيد مدينة الرقة و دخل عبد الله بن المبارك في نفس اليوم و كانت المدينة قد تهيأت لاستقبال الخليفة و لكن الناس ما إن علموا بمقدم ابن المبارك حتى تزاحموا عليه ورأت هذه المنظر امرأة من نساءالخليفة فقالت:هذا هو المللك والله، لا الملك الذي يجمع الناس بالسياط و السيوف
كان في كرمه منقطع النظير
فاذا اراد الحج يجتمع مع اصحابه فيجمع ما وضعوه من نفقة لللحج ثم يضعها في اكياس لكل باسمه ثم يضعها في صندوق
ثم يغادرون للحج فيطعمهم و يكسوهم و ينفق عليهم و يشتري الهدايا لاهلهم ثم عندما يعودون يعيد لكل مكنهم كيسه
و كان ايضا كثير الصيام فاذا افطر افطر الناس معه
وقد حج مرة فوصل الى الكوفة فوجد في اهل الكوفة مجاعة بلغ منهم الجوع ان راى فتاة تخرج غرابا ميتا من مزبلة و تجري به فلحق بها و سالها : ماذا تريدين به؟
قالت: والله لأكله فما دخل جوفنا طعام منذ ثلاثة
فبكى ابن المبارك بكاء كثيرا و استدعى خازن المال و أمره بتوزيع المال الذي رصدوه للحج على أهل الكوفة وألا يبقي لهم ألا ما يكفي رجوعهم إلى خراسان ووزع مؤونة الحج على أهل الكوفة أيضا
و نادى في اصحابه: لا حج لكم هذا العام
فلما عاد إلى بيته نام فسمع مناديا في منامه يقول له : حجا مبرورا و سعيا مشكورا و ذنبا مغفورا