الموضوع: ما عُدتُ أَدري
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
17

المشاهدات
4642
 
علي أحمد الحوراني
من آل منابر ثقافية

علي أحمد الحوراني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
842

+التقييم
0.17

تاريخ التسجيل
May 2010

الاقامة

رقم العضوية
9336
02-19-2012, 08:46 PM
المشاركة 1
02-19-2012, 08:46 PM
المشاركة 1
افتراضي ما عُدتُ أَدري
صمتوا وليت الفكرَ يُشْعلُ ذاتي
تسـمو إلى العلياء بالإنصـــاتِ

هي لحظة الفكر الشّرود ترودني
وتشــدّ أنظاري عن الهمســــاتِ

مرّت كأن النّوم في أحضانـــها
حلم أتى في أحلك اللحظــــات

خمسون عاما قد مضت في غربة
والباب مفتوحٌ علـــى العثـــرات

والهمُّ يُشْرِعُ بابهُ لتوجســـــي
والنّوم يجْذبني لخدر فتاتـــــي

ولطالما نظمَ القصيدُ هواجسي
شعراً مصفّى دافق النّغمـــات

غنّيتُ فيهِ اللحنَ يقطرهُ الأسى
والحرفَ مكبوتاً من النّكبــات

نامت عيون العرب عن أوطانها
ركبت سفين تخاذلٍ وسبــــات

لم يوقفوا ليلاً تعرْبد سادرا
لم يكتبوا حرفاً يُعمّق ذاتي

قالوا تصبّر فالحياة قصيرة
والموت منتشرٌ بكل جهات

والقهرُ ما في القهرغير تحسّر
يمضي وتبقى عثرة الوثبات

قلت استبدّ النّوم ؛سلطان الهوى
فالنّاس تأخذها على الإسكات

والفعلُ ويح الفعل محبوسٌ يداً
والقول مأفون على الطرقات

لكنهم شُغلوا بالف تأفف
فنيت وكان النّصر بالعزمات

كل يغنّي ليلهُ متأوّها
ياليت أيامي تردّ مهاتي

حَسْب الأماني قد أثرن قصائدي
والقلب منشغل برسم جهاتي

ماعدت أعرف أين أمضي ياترى
هل أطرد الآهات بالعبرات

أم أجعل الدّرب الطويل منارتي
كي أرشد المنكوب بالنّكسات

أقسمت أن الحقّ ينصره الأُلى
رسموا طريق المجْدِ بالآيات

مستبشراً يا أمتى بهطولهم
فالماء يهطل من علٍ لقناة

ولتشربي ماءً فراتاً صافيا
من بعد كدْرٍ يابسٍ وشتات

هي (أمةٌ )والأمُّ تحلم بالهنا
كي يفرح الأحفاد بالقبلات

تحنو عليهم بالحنان وإنّها
في نشوة من حالة الثورات

هذا الربيع الغضّ أنبت زرعها
فالضرع ممتلئ من الإنبات

والنّاس كالطفل الرضيع حياتها
لَبَؤٌ يغذّيها مـــن النبعــــات

إنّي أردد ما سمعت حكايتي
فليحذر اللآهون من إخباتي

قُوتُ الشّعوب كرامة مسلوبة
هلاّ تُعاد كرامتي لحياتي

وأنا السّجين ودارنا في كرمة
أفلا يزالُ السّكرُ في رُدهاتي

تبكي علينا موجة في موجة
والبحر منغمسٌ ببعض هِناتي

يا سعدها أيّام كنّا نحتســـــي
حلو الكلام يفيض بالهمسات

وأنا المتابع همسها وسكونها
وأنا المذكّى في عيون عداتي

مرّت عليّ بحلوها وبمرّها
مرّ الكرام تروغ بالخطوات

وكذا الشعوب تسوقها أحلامها
مثلي تلوب بنكهة الحســـرات

ما عدت أدري أصل كل حكايتي
أهو التجلّي أم مــــــن النّزوات

أم أنّه الفرحُ المعطّرُ بالشّذى
طبعَ الربيعَ على مباهج ذاتي