عرض مشاركة واحدة
قديم 04-29-2016, 09:59 PM
المشاركة 274
أحمد صالح
ابن منابر الـبــار

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي للفقيد الرحمة
يعم الهرج و الارتباك أنحاء المستشفى مع دوي صفير سيارة الإسعاف القادمة من بداية الطريق
مدير المستشفى يصرخ في الجميع : أعدوا غرفة العمليات الخاصة بأقصى سرعة و استدعوا الأطباء في الحال .
يرد صوت من بعيد : الأطباء جاهزون يا سيدي
يرد الصراخ من جديد : أريد الأساتذة جميعهم هنا في الحال
الأمر في غاية الخطورة .
يجري المدير و معه لفيف من المتخصصين في العمليات الطارئه .
يستقبلون ذلك المستلقي على سرير السيارة بلهفه
رجال الأمن ينتشرون انتشار الجراد في كل ناحية
سيارة فارهه تتبع سيارة الإسعاف ذات علامات خضراء خاصة و مميزة للجميع .
الصمت يعم الجميع و الكل منكب على متابعة حالة المريض المصاب في حادثٍ مأسوي
المدير يشرف بنفسه على انتقال المريض من السياره إلى حيث غرفة العمليات الخاصة و المجهزة بأحدث الوسائل و جميع من في المستشفى يجري هنا وهناك لكي يأتي و يساعد .
يدخل المريض غرفة العمليات و يتتابع توافد المتخصصين من كل مكان و من كافة المستشفيات المجاورة .
.
.
.
.
مرت بضع ساعات و الكل غارق في العرق و التوتر . ومازال المستلقي على سرير غرفة العمليات كما هو
النبض ضعيف جدا و تتضاءل قوته . الأنفاس لا تكد تدخل .
البرد يجري في الأوصال جميعها .
المتخصصين من جميع التخصصات يقومون بواجبهم على أكمل وجه .
.
يكسر الموقف دخول أحد الممرضات لتخبر المدير أن أحد الأتوبيسات العامة قد انقلب و هناك الكثير من الجرحى يحتاجون لنقل دم و عمليات خطيرة
يصرخ فيها المدير بلا هوادة : و هل هذا وقت ذلك أما ترين ما نحن فيه ؟
قولي لزميلاتك أن تضمد جراح من هو مصاب منهم و حاولوا ايقاف النزيف منهم لحين أن نفرغ مما نحن فيه و نتأكد من تعافيه .
تنسحب الممرضة دون كلمة و بهدوء تغلق الباب لتتوجه إلى حيث غرفات المصابين أو بالأحرى إلى الردهة التي تحوي أشلاءهم المتناثرة .
.
بعد مرور بضع ساعات و الحال كما هي . يدخل أحد المساعدين للمدير قائلا : سيدي هناك حادث مروع و مطلوب منا سيارات مجهزة للإسعاف و السيارة الباقيه هي السيارة التي كانت تقل هذا المصاب الذي في العمليات . هل أرسلها لهم لنقل المصابين و الجرحي فهي تشبه المستشفى المتنقل ؟
لم يستكمل السؤال حتى وجه له المدير نظرة كادت تقتله من شدة قسوتها و قال له و مالنا نحن !!!
اتركهم فغيرنا سيذهب لهم و هذا الحادث في طريق سكني فتأكد أن السكان سيساعدون في كل شيء لا تخف هم كالقطط بسبع أرواح أما مريضنا الغالي فليس مثله .
.
.
.
مضت ساعات طويله على نفس الحال و الكل يقف يدعوا و يتضرع بشفاء المصاب . و في وسط ذلك المشهد يخرج الكل من الداخل و مرسوم على وجوههم علامات الأسى و الحزن و هناك بعض منهم يغرق وجهه الدموع .
اقترب كبيرهم قائلا للمدير : سيدي أنعي لك الفقيد العظيم لقد لفظ أخر أنفاسه و نحن لم نقصر في أي شيء فقد فعلنا ما علينا و حاولنا قدر امكاننا أن نفيقه لكن الإصابه كانت مباشره في القلب .
.
.
.
اقترب المدير من قائد الأمن الخاص الملازم للمصاب العظيم و في قمة التأثر قال له : عزاءنا جميعا في الفقيد . فعلنا ما نقدر عليه لكن القدر قد شاء له ألا يلازمنا أكثر من ذلك .
و في هدوء تام انسحب قائد الحرس و استقلوا سياراتهم ذات الأرقام المميزة .
.
.
.


و في الصباح يتصدر الصحف الحكوميه و الخاصة و العامة و المتخصصة ذلك الخبر المحزن
ذلك الخبر الذي أحزن كافة طوائف الشعب بكل كياناتها .
ذلك الخبر الذي أفردت له الصحف صفحات لتتحدث عن بطولات الفقيد .
فقد استطاع القبض على الكثير ممن حاولوا الاقتراب من القصر الرئاسي
و قد انقذ السيد الرئيس من عملية اغتيال تم تدبيرها في أحد الزيارات لأحد المنتجعات السياحيه
و قام بفك شفرات الكثير من المكائد التي كانت تدبر للرئيس سواء بالأسلحة أو بالمتفجرات .
و استعرضت الصحف الكثير عن سيرته الذاتيه و بطولاته في كلية الشرطة إبان وقت قريب حينما كان قائدا لسلاحه هناك و كبيرا لهم كل هذا في خبر
خبر تصدر كل الصحف و لم تنكس له الأعلام .
خبر كتبت عنه جريدة أبي الهول :
أثناء قيام السيد الرئيس بتفقد الإنشاءات الخاصة بالقرية الذكية الجديدة كان حارسه الأمين يجري بجواره و يلهث كعادته و لفت نظره وجود جسم غريب مرمي على الأرض فذهب إليه يتفقده فإذا به يرديه صريعا كان الجسم الغريب هو سلك كهربائي عالي الضغط .
عوّضك الله خيرا منه يا رئيسنا المفدى و من الآن سيتم اطلاق اسم الفقيد على كل الذكور من مواليد الكلاب تخليدا لذكرى البطل الهمام ( كلب الرئيس ) الراحل .. هولاكو .

ما أعظم أن تكون غائبًا حاضر ... على أن تكون حاضرًا غائب