عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-2016, 04:57 PM
المشاركة 273
أحمد صالح
ابن منابر الـبــار

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي مما كان قديما .. حلم مذؤوب .. الجزء الثامن

الجزء الثامن و الأخير ............... ..... .....




فقدت ليلى السيطرة على نفسها من قوة يد مادلين و هي تجرها جرا بقوة شديدة على عكس ما هو مرسوم عليها من علامات النعومة و الأنوثة الطاغية و كأنها تسابق الوقت حتى تلحق بشيء ما و ليلى في يدها كما الطفلة الصغيرة المتعلقة في يد أمها تسير بغير هدى أو معرفة بالطريق فحاولت ليلى استدراك الموقف و قالت لها محاولة ايقافها .
لحظة واحده يا مادلين فعندي بعض الأعمال التي لا بد أن أقوم بها قبل مغادرتي للشركة و كذلك أود أن أودع زملائي هنا قبل أن أذهب لمقر العمل الجديد .
فردت مادلين و كانت كما هي متخذة طريقها تجاه باب المكتب : ليس أمامنا من الوقت الكثير يا ليلى و أمر أعمالك سيقوم به عم علي لقد أخبرت ماهر بذلك حتى نختصر الوقت أما أمر زملائك في العمل فاعملي انهم سيأتون لنا فنحن سنكون في الفرع الرئيسي للشركة أي أنهم سيأتون لنا كل يوم و سترينهم كل يوم أكثر من رؤيتك لهم هنا .
تعجبت ليلى بعض الشيء حينما قالت لها مادلين أن ماهر سيقوم بإخبار عم علي بجمع أوراق ليلى من مكتبها و أحست أن هناك شيء ما مُتفق عليه فيما بينهما و لكن ما هو و لم هذه السرعة في الحركة و لماذا تصر مادلين على أن أكون في الفرع الرئيسي الآن ؟؟ !!



زادت علامات الاستفهام أمام ليلى و هي تسير مع مادلين حتى غادرت مكتب ماهر فإذا به واقف أمام الباب و في يده الحقيبة الخاصة بليلى و هو يقول لها في ابتسامة فاترة . ألف مبروك يا ليلى أمنياتنا جميعا لكِ بالتوفيق و رسم على وجهه علامات الفرحة و حاول كتم ملامح الحنق المسيطرة عليه .

دارت ليلى بعينها في المكان كله و كأنها تودعه لآخر مرة و رمت عينها على مكتبها الصغير و على عم علي و هو يقوم بنقل الملفات لمكتب الأستاذ سعيد و رأت الأستاذ سعيد و هو يقف على باب مكتبه و في يده سيجارته و ما إن اقتربت ليلى من باب الشركة لمغادرتها إذا بالأستاذ سعيد يلقي بكلمة لم تفهمها ليلى أبدا إذا به يقول ( يا سلام عالدنيا . أرزاق ) .


لم تفهم ليلى معنى الكلمات التي رماها الأستاذ سعيد و هي تخرج من الشركة و لم تأخذ الفرصة كي تفكر فيها لأن مادلين قد قادتها قيادة إلى السيارة الواقفة أمام باب الشركة الخارجي و قالت لها خذي مقعدك فالساعة الآن تقترب من منتصف النهار و لابد أن نسرع حتى نصل بسرعة قبل أن يصل رئيس مجلس الإدارة فقد أعطى تنبيه شديد بأن تكوني في المكتب قبل وصوله .
فقالت ليلى : و متى سيصل ( قالتها و هي تلج داخل السيارة ) ؟
ردت مادلين : أمامه أقل من ربع الساعة .... أسرعي يا ليلى فالوقت يجري بسرعة .



كان كل شيء يتحرك بسرعة حول ليلى و هي وسط هذه السرعة ساكنة مشدوهه مما يحدث و لا تفهمه و كانت كلمات الأستاذ سعيد تدوي في أذنها .




قادت مادلين السيارة بمهارة المحترفين و أخذت طريقها إلى الفرع الرئيسي للشركة .
حاولت ليلى أن تقترب من مادلين فكريا و تزيد من التعارف عليها بحكم أنها ستكون مديرتها في العمل . فسألتها بهدوء ..
مادلين اسمك غريب جدا علينا هنا في مصر و لهجتك و طريقتك مختلفة بعض الشيء فمن أنت و من أين ؟
ضحكت مادلين ضحكة عالية المستهترة و كأنها سمعت أضحوكة خفيفة أو شاهدت مشهدا هزليا مما أثار استياء ليلى و لكن إجابة مادلين كانت عجيبة كل العجب . كانت آخر ما تتوقعه ليلى أن يكون .





تفاجأت ليلى بضحكة مادلين التي جعلتها في موقف حرج و لكن مادلين هدأتها و قالت لها كنت أتوقع هذا السؤال و لكن ليس الآن ....
لكن ربما كانت فكرتي عنك ناقصة بعض الشيء فقد عرفت عنكِ أنك تسعين خلف هدفك في جرأة و لا تقف أمامك أية حواجز و مهما كانت تتخطيها بسبب ما تتمتعين به من جمال و قوة في الشخصية و هذا سبب ترقيتك إلى جانب أسباب أخرى يعلمها رئيس مجلس الإدارة .
ردت ليلى و ما دخل رئيس مجلس الإدارة بي هل يعرفني ؟ !!
ضحكت مادلين من جديد و قالت : نعم يعرفك عز المعرفة يا ليلى و لكن كل شيء في وقته يا زميلتي الحبيبة .
و لكن لكِ يا حبيبتي أن تعرفي من هي مادلين سعد .


اعتدلت ليلى في مجلسها و استعدت لتسمع و لكن ما سمعته لم يخطر لها ببال فقد كان مفاجأة من العيار الثقيل جعلت الدنيا تنقلب في رأسها في اتجاهات لا تعرفها .

قالت مادلين في هدوء : أنا يا زميلتي كنت راقصة استعراضية في أحد النوادي الليلية في عاصمة أوروبية و تعرفت هناك برجل أعمال في بداية حياته العملية في مجال الاستيراد و التصدير زادت الصلة بيننا و تقاربنا جدا إلى أن انفتح عليه الحال بسبب الصفقات التي كان يديرها هناك و بعد عدة سنوات ليست بالكثيرة قرر رجل الأعمال العودة لبلده من جديد ليبدأ في بناء مستقبله هنا و بحكم عملي هناك كنت على صلة قريبة جدا بالكثير من رجال الأعمال و أصحاب المال من مختلف الدول العربية الذين يترددون علينا بالنادي الليلي كثيرا جدا . لذا قرر رجل الأعمال اصطحابي معه و لأغير من حياتي و أدخل مجال الأعمال الحرة و أستغل معرفتي بالعديد و العديد من أصحاب المال في الوصول لصفقات متعددة أدت إلى تطور الشركة بشكل سريع . هذه هي نبذة مختصرة عن مادلين سعد يا ليلى .
تراجعت ليلى في جلستها و أحست أنها في بئر عميق سحيق لا تعرف لا فوهه و لا قاع و لم تتحدث بأي حرف حتى اقتربت مادلين من مبنى كبير أبيض اللون في منطقة من أرقى مناطق القاهرة و توقفت بسيارتها أمامه .



عدلت ليلى من مظهرها و هي تطأ بقدمها الفرع الرئيسي لأول مرة و التفتت لتسأل مادلين عن شيء و لكن مادلين باغتتها بزجاجة عطر فواح يخطف الألباب ترش به ليلى بلا أي تبرير .
فابتسمت ليلى و قالت لها . و كأنك تزينين العروس و هي تقابل عريسها !!!
لم تعلق مادلين على رأي ليلى إلا بابتسامه عريضة و نظرة ماكرة من عينيها الزرقاء .


دخلت ليلى إلى الشركة و كان في استقبالها زميلاتها في العمل في قسم العلاقات العامة . و لفت نظرها أنه لا يوجد أي مكتب شاغر ينتظر من تشغله . فنظرت لمادلين تقول لها : و أين مكتبي .
فردت مادلين : ليس هنا يا حبيبتي ..............
مكتب سيادتك في الدور الثاني أيتها الرقيقة .


تعجبت ليلى من أسلوب الحديث و صاحبت مادلين إلى الدور الثاني الذي تظهر فيها علامات الرقي الشديد و رأت في صدر الردهة الواسعة به باب كبير مكتوب عليه رئيس مجلس الإدارة . و صورة له .
و مع رؤيتها للصورة دارت الدنيا بها دورات و دورات و لم تقف . و كادت أن تفقد الوعي .
و استدارت بسرعة لتجد صاحب الصورة يقف أمامها بجانب مادلين و ليلى تنظر له و قد فتحت فاها بلا إرادة و تقول لها
أنت .... أنت رئيس مجلس الإدارة . ............... أنت




رجعت الأيام بليلى لمدة سبع سنوات مضت حين كانت تدرس في عامها الثاني بالجامعة و كان ماهر حسين جارها الحبيب في المسكن يزاملها في نفس الكلية و لكنه يدرس في السنة النهائية و كانت ليلى تهيم به عشقا و تود أن تصارحه بأحاسيسها و مشاعرها .
و كان هناك جارها الفقير عماد ابن عم أبو الرجال . القروي الفقير القادم من الصعيد يريد كسب لقمة العيش في العاصمة
و كان عماد يكبر ليلى بعقد من العمر و كان يدرس دراسة ليلية و يعمل في النهار في أعمال النقل الثقيل لكسب لقمة عيشه و مع تتالي الأيام تقدم عماد لطلب يد ليلى و لكنها رفضته ليس فقط من أجل ماهر حبيبها و لكن أيضا لفقر حاله فقد كانت ليلى ترسم لنفسها حلما كبيرا بأن تتزوج من أحد الأثرياء أو رجال الأعمال الكبار و كانت تتوسم في ماهر هذه الصفات نظرا لم يتميز به من لباقة و قوة في الحضور و الشخصية و حنكة في قيادة الأمور .
و منذ هذا اليوم لم تتذكر ليلى أنها رأت عماد من جديد حتى عند وفاة والده متأثرا بمرضه و اختفى عماد لفترة كبيرة و أصبح في طي النسيان . و لم تعرف أن عماد قد قرر في ذات الوقت أن ينتقم لنفسه و يحلم حلما ثأريا من حلم ليلى أن يجعل كل من كان يتهكم عليه و من فقره أن يكون عاملا تحت يده .

لذا فعندما فكر في افتتاح فرع لشركته في مصر لم يجد إلا ماهر حسين الشاب الماهر ليكون مدير لفرع شركته و طبعا من ماهر سوف يعرف أخبار ليلى و بمساعدة مادلين و خططها المحبوكة و عن طريق الطاعة العمياء التي يقدمها ماهر لعماد من اجل لقمة العيش و المرتب المذهل لشاب مثله سهل ماهر إكمال المسلسل على ليلى تلك الفتاة التي حلمت أن تكون صاحبة سلطة و فتحت المزايدة من أجل ذلك و لم تجد أمامها إلا ماهر . و لكنها لم تعلم أن هناك من بنى حلما أكثر منها انتقاما و هو الواقف أمامها بجانب مادلين ( رجل الأعمال الشهير و رئيس مجلس إدارة الشركة ) عماد أبو الرجال .







تمت ............... ..... ............... ..... ...............

ما أعظم أن تكون غائبًا حاضر ... على أن تكون حاضرًا غائب