عرض مشاركة واحدة
قديم 02-16-2012, 04:36 PM
المشاركة 258
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
علي أبو الريش

أهم الأحداث التي صنعت عبقرية ابو الريش الإبداعية:
- علي أبو الريش هو روائي وشاعر وإعلامي إماراتي كبير وإن كانت شهرته الروائية أكبر من شهرته الشِعرية.
- ولد علي عبد الله محمد أبو الريش في 9/6/1956م في منطقة معيرض في إمارة رأس الخيمة.
- تخرج من جامعة عين شمس قسم علم النفس، وبعد تخرجة سنة 1979م انضم إلى عالم الصحافة وإلى جريدة الإتحاد حيث عمل في القسم الثقافي فيها، وأخذ يترقى في المناصب حتى وصل في 2007 إلى منصب مدير التحرير. له عمود يومي بالجريدة.
- يعمل حالياً مدير لمشروع (قلم) بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث.
- الاعتراف 1982. (اختارها اتحاد الكتاب العرب كإحدى أهم الروايات العربية في القرن العشرين)
- يقول في رده على سؤال :أن أعظم الروايات نبعت من العذاباتكما يقال، هل على الكاتب حقاً أن يكون معذباً حتى يبدع؟ فيجب على الكاتبالحقيقي أن يعيش مأساة وجودية، مأساة داخلية، فحينذاك يلامس الكاتب الإنسان الآخر،مع ملايين الأسئلة. هذه المأساة هي التي تجعل الروايات خالدة أو لها لمسة خاصة بلاشك، وإن لم تكن تلك المأساة حاضرة لدى الروائي المبدع فهو يكون طافياً حاله حال أيقشة.
- وفي رده على سؤال لماذا هو مناصر للمرأة دائما؟ يقول: أولاً إني تربيت على يد امرأة، احترمتها وقدرتها كثيراً، والدتي التي رأيت خلالهاالجوهر المذهل للمرأة.
- وفر رد على سؤال لماذا يكتب يقول: كانت غايتي أن أشبع هذهالذات العطشى. كتبت حتى اليوم أربع عشرة رواية، لكني أشعر أن مازال لدي الكثير،الكثير مما لم أبح به ولم أقله، وإذا كان في العمر بقية، فسأنهي ذلك البوح ثمأموت.
- واضح أن إشكالية الموت في " رواية زينة الملكة " والتي كتبت عنها (ريم العيساوي) لم تأت من الفراغ وإنما هي تأتي من اختباره الشخصي ومعايشته للموت.
- يطرح علي أبو الريش في رواية " زينة الملكة " معاناته إزاء إشكالية الموت ، وذلك من خلال الشخصية المحورية "زينة الملكة " ويتناول قضية الموت بأبعادها الاجتماعية والفلسفية كما تقول ريم العيساوي.
- يعتبر البعض إن رواية " زينة الملكة " من الروايات العربية المعاصرة المندرجة تحت تيار الرواية الوجودية يطرح فيها كاتبها قضية الموت بوجوهها المتعددة وقد كان الموت جرسا مرعبا يدق عبر نسيج الرواية ويعكس الواقع الدرامي المهدد للإنسان والحيوان على السواء ويسلب الكائنات شعورها بالأمان كما تقول ريم العيساوي.
- تنفتح الرواية بعبارة مشحونة بدلالات الموت :" ( زينة ) البهية الزهية ، في زرقة الموت ، انتعلت خسارتها ، ووضعت جسدها المنهك عند ناحية الفجيعة وانتظرت زيارة الصباح.
- يعمق في روايته ( زينة الملكة ) الوجه الدرامي للموت ويكثف سوداويته والكلام ل ريم العيساوي.
- يدق جرس الموت ضربات موجعة منذ الصفحات الأولى ( ص 8) يعلن عن موت " يوسف الراوي " زوج زينة وهو الحدث الفاجعة المعذب لنفس "زينة الملكة " ومنطلق استرجاعها لذكرياتها وتفاصيل حياتها، ومكانة زوجها في وجدانها وفي ذلك ما يشير الى احتمالية بأن زينة الملكة هي في الواقع امه وهو يصف في هذه الرواية تجربة والدته في تعاملها وموجهتها للموت. ويرى على ابو الريش في الرواية المذكورة "إن موت زوجها سبب لها الشعور بالتيه والضياع وموته هو موتها، و صارت تتجرع مرارة الخواء واليأس" .
- تبدو الرواية وكأنها محاولة من قبل الروائي والذي هو متخصص في علم النفس لمعالجة اثر موت والده المبكر عليه وهي تمثل محاولة لفلسفة الموت وجعله خلود لكي يستعيد توازنه من خلال ما يقدمه من تبريرات.
- تعكس روايات علي أبو الريش طبيعة الحياة لمرحلة ما قبل اكتشاف النفط ، حين كان القوي يأكل الضعيف والمالك يملك مصائر الفقراء ، وتعكس الرواية طموح الفرد لتحقيق التوازن الفردي والاجتماعي والانسجام بين شرائحه وفئاته .
- صور الروائي موت القطة سلوى ( قطة البطلة ) على أنها نكبة عظيمة في حياة زينة ، ويبدو ان موت لاحقا لعزيز او قريب هيج ذكرى موت والده ( ان كان فعلا قد مات مبكرا ) كما هيج موت القطة ذكرى موت زوج البطلة يوسف.
- من خلال تصويره لاثر موت (يوسف الراوي) الذي انتزعه الموت على البطلة يصور الروائي علي اثر الموت بشكل عام على كل من يختبره. فهو يقول" بقيت وحدي تصفعني الزوايا بوحشية الوحدة القاتمة ، إلا أنني لم أشهد حزنا كهذا الذي أنا فيه رحيل سلوى فتح أمام عيني نفقا أسود لا أستطيع مقاومته " ( ص24 ) .- من مقال ريم العيساوي.
- يرى على ابو الريش ان خلاصه من الم الموت وحزنه لا يتم الا من خلال الايمان .
- لقد جعل ابو الريش بطلة قصته زينة تصل إلى وعي جديد بقضية الموت، والاقتراب إلى منبع الإيمان، وما يدل على هذا التحول، اعتبارها للموت مجرد تحول من مكان محدود إلى مكان مطلق وقولها :" ربما لا تكون سلوى أحبت عالم الخيمة المزدحم ففكرت في الرحيل ...و هكذا تفعل الكائنات عندما تضيق الأرض وتعيش فإنها تلوذ بالعالم الأوسع ، هكذا يصبح مفهوم الموت تخلصا من المقيد وارتقاء نحو المطلق . وتتبع علي أبو الريش تدرج هذا الوعي بقوله :" نمت الفكرة في رأس زينة – وهو ما يشير النفسية لتحقيق مثل ذلك الوعي ليساعده على التخلص من اثر ما اختبره من الموت.
- أيضا تأتي هذه الرواية وكأنها فلسفة تبريرية ابتدعها الكاتب لتحقيق التوازن المنشود وذلك من خلال جعل البطلة (تقتنع أن الموت ليس فناء أبديا بل هو الاقتراب من مثل أعلى موضحا أن الموت معنى الموت عنده .."الموت ليس معناه إزهاق الروح بل هو الإطلاق والتحرر" ( ص 31 ) . فهو أيضا بحاجة لذلك الوعي لتحقيق التوازن.
- ليصل إلى استنتاج يخفف ألمه الداخلي الذي يعصف به حيث يصف الموت على انه "إن الموت حياة أخرى أجمل ، وأروع ، وأكثر صدقا " ( ص 121 )
- واضح وكما تقول ريم العيسوي أن ابو الريش قد جسد في روايته هذه " صراع الإنسان مع الموت وهو خيار أمامه لحياة غير مجدية ، حياة أبشع من الموت وقد جعل بطلة الرواية زينة تعيش ضربين من الموت موتا داخليا نفسيا ينخر فكرها وموتا خارجيا يصبغ وجودها بالقتامة ، موت مركب في صورة ظاهرة وأخرى لامرئية" .
- ومن خلال هذه المعالجة للموت أراد الروائي أن يحقق مثل بطلة روايته زينة ولادة جديدة وانبعاثا بهدف تلاشي الخوف من الموت وتحقيق إحساس بالسعادة.
- تقول ريم العيساوي في قرائتها لرواية زينة والملك " لقد خلص علي أبو الريش إلى أن الموت ليس مشكلة، لأنه شيء يرد إلى الشعور بالذات، كما أنه شيء متناقض في ذاته عصي على الفهم لا يفهم إلا بالمكابدة وترويض النفس، ولكن في الحقيقة مشكلة الإيمان الذي يقبله وجدان ويرفضه وجدان المنكر، هو الحل لهذه القضية .
- ومن هنا نستطيع أن نفهم بأن سعي ابو الريش كان يهدف إلى الوصول إلى حل لمشكلة الموت وقد توصل إلى ذلك الحل عن طريق الإيمان.

ليس معروفا إن كان ابو الريش قد مر بتجربة الفقد في طفولته رغم أن كلماته بأن إمرأة هي التي ربته تشير إلى فقدانه لوالده في الطفولة. على كل حال إن وصفه للموت في روايته هذه ثم تطويره لهذه الفلسفة التبريرية لجعل الموت مقبول لدى البطلة لا يمكن الا أن يفهم إلا انه حاجة نفسية عند ابو الريش نفسه للتعامل مع فجيعة الموت واثرها النفسي بهدف تحقيق التوازن خاصة انه خبير نفسي.

لن نقول أن ابو الريش عاش يتيما حتى تتوفر المعلومة بكش قطعي ولكن يمكننا القول بأن ابو الريش عاش مأزوما بخوفه من الموت سواء كان ذلك الشعور مجرد شعور وجودي أم هو نتاج مروره بتجارب موت مبكرة ثم متكررة.

وعليه سنعتبره مأزوم.