عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 02:10 AM
المشاركة 16
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
(الفتيل: ما يكون في شق نواة التمر وهو كناية عن الشيء القليل).
فمِمّا نُزِّلَ المستقبلُ فيه منزلةَ الماضي لتحقُّق وقُوعه.
ويجُوزُ في هذا النوعِ: الإعرابُ على الأصلِ، والبناءُ حَمْلاً عليهما فإنْ كان ما وَلِيَه فِعْلاً مَبْنِياً، فالبناءُ أرجَحُ للتَّناسُب، وقد تقدَّم في الإضافة.
وإنْ كانَ فِعْلاً معَرباً، أو جُمْلةً اسْمِيَّة، فالإعرابُ أرْجَحُ، فَمِن الإعراب {هذا يومُ يَنْفَعُ الصَّادقينَ صِدقُهُم} (الآية "119" من سورة المائدة "5" ). وقولِ بشْر بنِ هُذَيل:
ألم تَعْلَمي يا عَمْرَكِ اللَّهُ أنني * كَرِيمٌ على حِينِ الكِرَامُ قَليلُ
(يا عمرك: يا حرف نداء، والمنادى محذوف تقديره: يا فلانة عمرك الله "عمرك" منصوب على المصدرية؛ وفعله "عمر" عاش طويلاً، عمرك الله).
-12 حَذْفُ المضافِ أو المضاف إليه: يَجُوزُ حَذْفُ ما عُلِمَ مِن المضاف أو المُضَافِ إليه، فإنْ كانَ المحذوفُ "المضافَ" فالغالبُ أن يَخْلُفَه في إعْرابِهِ المُضَافُ إليه نحو {وَجَاءَ رَبُّكَ} (الآية "22" من سورة الفجر "89") أي أمرُ ربك ونحو {واسْألِ القَرْيَة} (الآية "82" من سورة يوسف "12" ) أي أهل القرية.
وقد يَبْقى على جَرِّه، وشرطُ ذلك في الغالِب أن يكونَ المحذوفُ معطوفاً على مضافٍ بمعناه كقولهم: "ما مثلُ عبد الله ولا أخيه يقولان ذلك". أي ولا مِثلُ أخِيه.
ومثلُه قولُ حَارِهَة؟؟ بنِ الحجَّاج:
أكلَّ امْرِئٍ تَحسَبِينَ امْرَءاً * ونَارٍ تَوَقَّد بالليل نارَا
أي: وكلَّ نار.
ومن غير الغالب قراءةُ اني؟؟ جَمَّاز: {تُرِيدُونَ عَرَض الدُّنيا واللَّهُ يُرِيدُ الآخِرةِ} (الآية "67" من سورة الأنفال "8" ). أي عمل الآخرةِ.
وإن كان المحذوفُ "المضاف إليه" فهو على ثلاثة أقسام:
(1)أَنْ يُزالَ من المُضَافِ مَا يَسْتَحِقُّه من إعْرابٍ وتَنْوِين، ويُبْنَى على الضم نحوك "أَخَذْت عَشَرةً ليسَ غيرُ" ومثلُها "من قَبْلُ" و "من بعدُ" (=ليس غير، قبل، وبعد).
(2)أن يَبْقَى إعْرَابُه، ولا يُنَوَّن، ولا تُرَّد إليه النون إنْ كان مُثَنَّى أَوْ مَجْمُوعاً كما كان في الإضافة، وشرطُ ذلك في الغالب أن يُعطف عليه اسمٌ عامِلٌ في مِثْل المُضَافِ إليه المحذوف، وهذا العامل، إما مضاف كقولهم: "خُذْ ربعَ ونِصْفَ ما حَصل" والأصل خُذْ رُبْعَ ما حصل ونِصفَ ما حصل، فحذفوا "ما حصل" وم؟؟ الأول لِدَلالةِ الثاني عليه.
ومِثلُه قَوْلُ الفَرَزْدَق:
يا مَنْ رَأى عَارِضاً أُسَرُّ به * بين ذِرَاعيْ وجَبْهةِ الأسَدِ
أي بَيْنَ ذِرَاعَيْ الأَسَدِ، وَجَبْهةِ الأَسَدِ. ومثلُ هَذا لا يَجُوز إلاَّ في الشعر.
وإمَّا غَيرَ مُضَافٍ وهو عامِلٌ في مِثْل المَحْذُوف كقوله:
عَلَّقْتُ آمَالِي فَعمَّتِ النِعَم * بِمِثْلِ أو أنْفَعَ مِنْ وَبْل الدِّيَمْ
(الوبل: المطر الشديد، الديم: جمع ديمة: وهو المطر ليس فيه رعد ولابرق).
فمثلُ مُضَافٌ إلى مَحذُوفٍ دلَّ عليهِ المذكُور، والأصلُ: بمثلِ وَبْلِ الدِّيَم أو أنفعَ من وَيْلِ الدِّيَم.
ومن غير الغالب "ابْدَأْ بِذَا مِنْ أولِ" بالخفض من غير تنوين.
-13 الفصل بين المضاف والمضاف إليه:
عند أكثَرِ النحويين لا يُفْصَل بين المُتَضَايِفَيْن إلاّ في الشعر، وعند الكوفيين مسائل الفصل سبعٌ: ثلاث جائزة في السعة وهي:
(1)أن يكونَ المضافُ مصدراً، والمضافُ إليه فاعلُه، والفاصل: إمَّا مفعوله، وإمَّا ظَرْفه فالأول كقراءة ابن عامر: {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ من المُشْرِكينَ قَتْلَ أوْلاَدَهُمْ شُرَكائِهِم} (الآية "137" من سورة الأنعام "6" . وقراءة الأكثرين: {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ من المُشْرِكينَ قَتْلَ أوْلاَدِهِمُ شُركاؤهم} وشركاؤهم فاعل زَيَّن).
التقدير على هذه القراءة: قتلَ شُرَكَائِهم أوْلاَدَهُم، فَصَلَ بَيْن المُضَافِ والمُضَافِ إليه: بأولادهم ومثلُه قولُ الشَّاعر:
عَتَوْا إذْ أحَبْنَاهُم إلى السِّلْمِ رَأفَةً * فَسُقْنَاهُمُ سَوْقَ البُغَاثَ الأَجادلَ
(البغاثَ: من الطيور الضعيفة ومن المثل: "إن البغاث بأرضنا يَسْتَنْسِر" والأجادل: جمع أجْدَل: وهو الصقر).
التقدير: سَوْقَ الإجادِلِ البُغاثَ.
والثاني: كقول بعضهم: "تَرْكُ يوماً نَفسِكَ وهَواهَا، سَعْيٌ لَها فِي رَدَاها".
(2)أن يكون المضافُ وصفاً والمضافُ إليه إما مفعولَه الأولَ والفاصلُ مفعولُه الثاني، كقراءة بعضهم {فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّه مُخْلِفَ وَعْدَهُ رُسُلِهِ} (الآية "47" من سورة إبراهيم "14" . والقراءة المشهورة {فَلا تَحْسَبنَّ اللَّهَ مُخلِفَ وَعدِهِ رُسُلَهُ}).

وقول الشاعر:
ما زَالَ يُوقِنُ مَنْ يَؤُمُّكَ بالغِنى * وسِوَاكَ مانعُ فَضْلَه المُحتاجِ
أو ظَرفَه كقوله عليه السلام "هَلْ أَنْتُمْ تارِكُو لي صَاحبي" وقول الشاعر:
فَرِشْني بخيرٍ لا أكونَنْ ومِدْحَتي * كنَاحِتِ يَوْماً صَخْرةٍ بعَسِيلِ
(قوله: فَرِشْني: أمر ن رِشْتُ السهم إذا أَلزقْتَ عليه الريش، والمعنى: أصْلِح حالي بخيرٍ، والعَسِيل: مِكْنَسةُ العَطَّار التي يجمعُ بها العِطْر، وهذا كناية عن أنَّ سَعْيه مما لا فائدةَ فيه مع التَّعب والكد).
(3) أن يَكُونُ الفَاصِلُ قَسَماً (كما حكاه الكسائي) نحو: "هذا غُلامُ واللَّهِ زيدٍ" وحَكَى أبو عبيدة: "'نَّ الشاةَ لَتَجْترُّ صوتَ - واللَّهِ - ربِّها" (أي صاحبها" زاد في الكَافية الفصل بـ "أما" كقول تأبط شراً:
هما خُطَّتا إمّا إسَارٌٍ وَمِنَّةٌٍ * وإمَّا دَمٌٍ والقَتْلُ بالحُرِّ أجْدَرُ
(هذا على رواية كسر إسار على أنه مضاف إليه وحذف النون على هذا للإضافة والرواية الأخرى بالضم وعليه فحذف النون استطالة للاسم وإسَارٌ بدَل من خطتا).
والمسائل الأربعةُ الباقِية تختص بالشعر:
(إحداها) الفصلُ بالأجْنَبي، ونعني بِه مَعْمُولَ غيرِ المُضَاف، فاعلاً كان كقول الأعشى:
أنْجَبَ أيَّامَ والِداه به * إذ نجلاهُ فنِعم مَا نجَلا
فاعل أنجب: والداه وأيام: متعلق بأنجب وهو مضاف و "أذْ" مضاف إليه، فقد فصل بـ "والداه" بين المضاف والمضاف إليه).
أي أَنْجب والِداه به أيَّامَ إذ نجلاه، أو مفعولاً كقول جرير:
تَسْقِي امْتِياحاً نَدَى المِسْواكَ رِيقَتِها * كما تَضَمَّن ماءَ المزنة الرَصَفُ
(الامتياح هنا: الاسْتِيَاك وأصله: أخذ الماء من البئر وهو حال والنَّدى: البَلَلَ، والمُزنَة: السَّحاب، والرَّصْف: جَمع رَصْفَة وهي حجَارَةٌ مَرْصُوف بعضُها إلى بَعض، وماءُ الرَّصف أصْفى وأرَق).
أي تَسقِي نَدَى رِيقَتِها المِسوَاكَ، أو ظَرفاً كقول أبي حَيَّةَ النميري:
كما خُطَّ الكتابُ بكفِّ يوماً * يَهُوديٍّ يُقارِبُ أو يُزيل
(الشاهد فيه: بكف يوماً يهودي، وظاهر أن الأصل: بكف يهودي يوماً).
(الثانية) الفَصْل بفاعل المُضافِ كقوله:
ما إن وَجَدْنا للهَوَى من طِبَّ * ولا عَدِمنا قَهْرَ وجدٌ صَبِّ
(أضاف "قَهْرَ" إلى مفعوله وهو "صبّ" وفصلَ بينهما بفاعلِ المصدر وهو وَجَدَ، والأصل ما وجدنا للْهَوى طِبَّا، ولا عدمنا قَهرَ صَبٍّ وَجَدَ والصب: العاشق).
(الثالثة) الفصل بنعت المضاف كقول الشاعر:
نَجَوْتُ وَقَدْ بَلَّ المُرَادِيُّ سَيفَه * مِنْ ابنِ أبي شَيخِ الأَبَاطِحِ طَالِبِ




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني