عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2011, 01:40 AM
المشاركة 3
طارق الأحمدي
أديــب وقاص تونسي
  • غير موجود
افتراضي


ويا لها من إشاعة ..
لقد استطاع هذا الأب أن يقتصّ من صهره ويأخذ بثأر ابنته.
لم يشكه إلى القضاء لأن مجتمعه القروي سيرفض ذلك حتما ويستهجنه ويعتبره حدّا من صلوحيات الزوج في بيته..
لم يستعمل معه القوة ويرد له الصاع صاعين , لأنه وبكل بساطة لا يقدر عليه , وسيبطش به إن حاول ذلك لفارق السن والبنية ..
لم يطلب منه تطليقها لأن مجتمعه المحافظ يرفض المرأة المطلقة ..
فكيف السبيل إلى إذاقته بعضا من ألم الزوجة المغلوبة على أمرها؟
لقد استعمل عقله الذي كان محيطا بطينة مجتمع الشيخ عبد الله.
هداه عقله إلى خلق إشاعة تتسع دائرتها ثم تضيق على رقبة صهره ..
وأي إشاعة يمكن أن يكون وقعها مؤثر على أهل القرية؟
هل كانت ستنجح فكرته لو اتهم صهره بممارسة السياسة - مثلا - أو خيانة زوجته أو السرقة ... ؟
هل يهتم أهل القرية بالسياسة؟ هل سيصدقون أن الشيخ عبد الله إمام الجامع زان؟ سارق؟ ..
ماذا بقي؟
البركة... نعم بركة الإئمة الصالحين التي تشفي المرضى وتفك أسر المسجونين وتعيد المفقودين وتزوّج العانس وتهب الابن للعاقر ...
إنه الوهم الروحي الذي سكن الأفئدة الفارغة ..
إنه الخوف من المجهول والاعتقاد بكل أمل يأتي منه ..
إنه ذكاء عبد الرزاق الذي ألقى ببذرة الإشاعة في صدر رفيقة الذي لم يستطع تحمّل نارها في صدره فنشرها في بقية الصدور.
لقد فار تنور الإشاعة وسال في القرية ...
- شعرتان من لحية الشيخ عبد الله تطرد البرد من المفاصل ..
- شعرة واحدة من صدره المملوء علما تساعد على نجاح ابنك في الامتحان ..
- حفنة من شعرات رأسه تعيد الزوج الغائب من بعيد ..
سافرت الإشاعة من بيت إلى بيت .. من زاوية إلى أخرى .. من صدر إلى صدر ,, ومن مجلس إلى مجلس ..
صارت الإشاعة حقيقة ..
ومتى أصبحت يقينا نال عبد الرزاق ما كان يصبو إليه ..

الأستاذ : نزار ب الزين

لقد أجدت في تصوير عالم الإشاعة المستشري بيننا .
وأبدعت في توظيف العقل للاستفادة من الإشاعة .

جميلة هي قصتك يا أستاذنا.

ســأرفعها للتثبيــــــت لأنها تستحق ذلك فعلا .

ودمت بود .