هي مُحاولة متواضعة مني ، للوقوف على بعض فصول الكتاب :
" النمطيون " :
للتراجع العربي جملة من الأسباب ومن جملتها ذاك التراخي والتغافل عن تصويب المخطي وتشجيع المصيب ،
لتكون ثقافة مرجعها ذلك الشخص ، حيث أنه لا يمكن أن يخترقه من كان بالخارج ،
بمعنى ... مالم يكن هنالك تسهيل من ذات ذاك الإنسان ،
فمن :
كان منشطه ومكرهه ، ومسمعه وبصره موجها لذائقة الناس ما تقدم شبرا في طريق النجاح ،
فالبيئة في العالم العربي خصبة بالتحبيط والتحقير والنقد للمبدع والسالك درب العلياء ،
ولولا ذاك ما هاجرت تلك العقول خارج الأسوار مرغمة بعدما خنقها ونال منها ذلك الإذلال !
ليبقى:
ما يطرح ويدون في كتاب من مهارات مجرد " مثاليات " !
هو المعنى الذي يجده من يجري خلف الطموح ليصطدم بصخرة الإهمال !
من :
سار على النسق الذي يعيش واقعه غالب الأنام يجد التندر والإستهزاء هو شغل ،
وعمل من لا شغل وعمل له ، جعل من ذلك دفعاً يدفع به الملل وروتين ورتابة الحياة !
يدخل :
في ذلك الواقع سياسة الحكومات التي تزدري تلك العقول
التي إذا استثمرت حق الاسثمار كانت رافدا يغدق عليها بالخير والهناء ،
ولا :
أدري أهو فرض وأمر من دول الاستكبار العالمي
كي تبقى وتحافظ على وجودها في ذيل القائمة ؟!
أم هو شر أراده لنا عدو متربص جبان ،
في داخل كيان ذلك الإنسان ؟!
" النمطيون " :
هم أقرب من المتوجس من كل جديد يخرجه من ذلك النسق العتيد ،
فهو هاو لما اعتاد عليه فحياته بذلك تسير وبغيرها تبيد !
حين :
يلزون من يخالفهم واقع حالهم بأنهم مبتدعون مقتحمون أسوار المتعارف عليه ،
هم بذلك ينفرون ويركضون للأمام وبذلك أنفسهم يعذرون !
متبلدة:
أحاسيسهم لا يتطلعون للجديد والذي يستشرفون به فجر جديد ،
ويبددون به حلكة ما يعيشون واقعه ،
ولا يكلفون أنفسهم للبحث عن مسالك أخرى يتلمسون
أبعاد محيطهم لعلهم بذلك يفتحون أبواب التغيير !
فيمكنك :
معرفــة الإنسان النمطــي عــندما يسألك كيــف الحــال» أكــثر مــن مــرة،
ثم لا يملّ مــن ســماع نفــس الإجــابة. فالنمطــي لا يبحــث عن حلــول ،
النمطية :
نجدها في وجوه الغالبية العظمى من شرائح المجتمع !
ونرى علة ذلك ذلك الخواء الفكري والروحي الذي يُطوق كيان المرء بعدما ،
فقد بوصلة أهدافه يعيش على قوت يومه وما تسوقه له الأقدار من غير ان يتعرض ويعرض نفسه
لنفحات الأسباب التي تقوده للتميز والنجاح ، يخبط خبط عشواء !
لا يدري ما يريد من الحياة !
الرأي الأوحد الذي لا ينازعه عليه أحد هي من شمائل النمطي
لكونه يستميت لإخماد كل من أراد إبراز وإضاءة الجانب الآخر من العالم المحسوس
الذي نتفس واقعه ، ليرى من أمامه وخلفه ، وعن شماله ويمينه ، ومن فوقه وتحته ،
ما يلونه هو وحده وما يؤمن به وحده ،
وبذلك يُحكم على نفسه قفص الوحدة والانعزال وانكفاء على الذات !
" ولهذا نجد من كان ذاك شأنه وحاله لا يتطور حبيس الأوهام لأنه يدور في ذات المكان " !
" ومن ذلك ... وبعد هذا لا نطرح السؤال لماذا هم لمن خالفهم أعداء ،
لأنهم امتهنوا تكميم الأفواه ، وكسر الأقلام ،
فلا نطيل بعد ذلك في توصيف حالهم المقام والمقال " !
"النمطيون " :
لعل الكاتب ركز على صنف من الناس لا يلتفت في الأصل إليهم
من حيث ذاك الفراغ الفكري والنفسي الذي يعيشون حاضره وواقع حاله !
فهم عن سر الوجود والمبدأ والمصير غافلون لاهون !
يجرون بذلك سحابة نهارهم بسحابة ليلهم ،
فبذاك تساوى لديهم النقيض !
واجتمع في معرفهم وفهمهم الممكن والمستحيل !
لذا نجد الكاتب أنه :
قلص
وحجم
وضيق
الواسع التي تحمله كلمة النمطية
من معاني تتعدد فيها الاستخدامات ،
بحيث يكون من صنوفها :
النمطية المحمودة :
بل الواجبة واللازمة التقيد بها ،
والوقوف على :
حرفها ،
ورسمها ،
وحقيقتها ،
كمثل مما يتعلق بأحكام الدين الثابتة ،
هذا فيما يتعلق ويخص الدين .
وفي حال الانقياد فيما يخص ويتعلق :
" بالقوانين والنظم التي تسنها الدول " .
والنمطية المذمومة :
هي التي في صخرتها يتحطم التقدم والابداع ،
ويتقوقع في شرنقتها ذلك الانسان الذي كرمه مولاه :
بالعقل ، والبيان .
من هنا :
وجب علينا اشراك القول بالعمل ،
وأن نجعل من الإيمان هو الباعث لروح التفوق والتميز ،
وأن يكون هو المحرك من أجل السيادة والريادة
في شتى المجالات ،
نعم يمشي ذلك الإنسان في مناكب الأرض يقصيها طولا وعرض ،
ولكن عليه مع ذلك استحضار ذلك القدر الذي قدر له ،
والذي ليس عنه ومنه مفر ، لكون لديه صلاحية انتهاء ،
ليكون بذلك دقيق العطاء ،
وجيز البذل والسخاء ،
لينعم بذلك وبعد ذلك بالرخاء .