الموضوع: عاشقة القمر
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-25-2010, 09:41 PM
المشاركة 8
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديب الكريم أسامة موفق أبو غزالة المحترم

قصة شفيفة كأنها الشعر بذاته . .
عاشقة تحب القمر وتناجيه . .
هذا لاشك جميل . . وقد أعجبني . .

وعندما يعجبني شيء فهو يستفزني كي أدخل بتفاصيله . .
من ناحية إملائية . . ولفظية . . وتراكيب . .
وأحاول أن أحذف التطويل أو الاستطراد قدر ما يمكنني . .
لأصل إلى بلورة أفضل للنص . .
وهذا مافعلته هنا . .
وأرجو أن ينال إعجابك . .


*عاشقة القمر*

القمر ذلك الكائن البعيد الذي يطل من نافذتها كل مساء ، وتنتظره كل يوم ، تتغزل به وتتابعه منذ أن يتكون هلالاً ، حتى يكتمل بدراً ، شيء ما يجذبها لهذا الشعور الغامض ، هل هو إحساسها بالوحدة لكونها حسناء جميلة ، هي لا تقدر أن تجزم بذلك ، ولكنها لم تشعر يوماً بأنها تميل للجنس الآخر، ولا تستسيغ النظر إلى وجوه الشباب الذين يعاكسونها دائما وكأنها فريسة أرادوا اقتناصها .
ولكن . . لماذا قد اجتذبها هذا البعيد ، لقد آمنت بأن قمرها ليس مجرد كومة من الصخور ، بل إنه يحمل في أعماقه شخصية و روحاً شفافة ، وفي كل يوم تنظر إليه ترى نوره يزداد وهجاً وجمالاً .
مرت الأيام ومضت الأشهر وازداد جمال عاشقة القمر، وانهال عليها الخُطاب ، ولكنها رفضتهم كلهم رفضاً قاطعاً ، الأمر الذي زرع التساؤلات لدى أهلها ، ولم يكن باستطاعتها أن تخبرهم بأنها تعشق شيئاً مثل القمر.
في يوم من الأيام تقدم لخطبتها شابٌّ لم تمتلك لرفضه سبباً ، فقد كان حسن المظهر ، مقتدراً ، وتعرضت للإحراج أمام أهلها ، فلم يكن لديها أي مبرر للهروب ، فاضطرت إلى الموافقة رغماً عنها " لقد حان الوقت لترمي تفاهاتها خلفها ، وتنسى أمرذلك العاشق الصامت ، الذي لو انتظرته طول العمر لما قال لها احبك" ، وجاءت اللحظة الحاسمة انها شعرت ليلة الزفاف بالارتياح ، ولكن شيئاً من تأنيب الضمير وشعور بالخيانة أحاطا بروحها ، لقد عشقته منذ الطفولة ، وهي الآن تتخلى عنه كي تتزوج .
في ليلة الزفاف ، وفي ساعة متأخرة من الليل ، نهضت الجميلة من الفراش وذهبت باتجاه الشرفة ، لم تستطع النظر الى السماء حتى لا ترى القمر وهو يعاتبها ، ولكنها شجعت نفسها ، واستجمعت قواها ثم رفعت رأسها ، فما رأت سوى غيوماً كئيبة ، تغطي النجوم تارة ، وتكشفها تارة اخرى ، بحثت وبحثت ولكن دون فائدة ، فقد اختفى بدون أثر ، قالت له يا سيدي القمر ، نعم أنا أعلم أنني قد خنتك ، وتخليت عنك ، ولكنك لست أول عاشق تخلت عنه معشوقته ، وأنت سيد العارفين ، كم رأيت من عشاق مروا بهذه الدنيا ، ورأيت كم خنجر غدر زرع في ظهر حبيب كان أمله أن يظفر بقلب محبوبته ، يا عاشقي الصامت ، لقد خلق الرجل ليهوى المرأة ، وخلقت المرأة لتعذيب الرجل .
عذرا سيدي ، اعلم أن الوفاء يقع في آخر قاموس النساء ، ولكنك لو بحثت فمحال أن تجده أيضاً في قاموس الرجال.

* أسامة موفق أبو غزالة *


تقبل مني كامل المنى . .
وبانتظار جديدك . .

** أحمد فؤاد صوفي **