عرض مشاركة واحدة
قديم 06-17-2016, 12:57 AM
المشاركة 36
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هل لي هواية ، ربما الهواية نوع من الالتزام ، و هل أستطيع الالتزام كرها لألتزم طوعا ، التزام واحد كنت أتقنه منذ الصغر ، هو محادثة النفس ، لا يمرّ يوم دون أن أعرف إن كانت نفسي هي نفسها ، أو تغير فيها شيء ، هذا التزام ثقيل جدّا ، حتّى أنّني فكرت مرارا ، أن أضع الخطوط العريضة لأهم معالمي ، جميل أن تعرف إطارك الحقيقي ، حدودك ، أعمدة نفسك ، تعرف من أنت ، يبدو لي الأمر سهلا ، بسيطا ، أنا فلان ابن فلان ، هذه معتقداتي ، هذه محاسني ، هذه نقط قوتي ، وتلك نقاط ضعفي ، هذا ما أحبه وهذا ما أكرهه ، كم مرة هممت بأخذ القلم لأكتب هذا ، لست أدري هل كنت خائفا أن أستفيق يوما فلا أعرف من أنا ، و عند الرجوع للمفكرة سأسترجع ذاتي أو ربّما أبني ذاتا على منوال التصميم .
لنعد من هناك لأنّني ما كتبت يوما مثل هذا الدستور ، لأنّني كلما سعيت لأعلن عن نفسي وجدتني أكبلها ، ألزمها بالسير على نهج معين ، كلا... يجب أن تظل حرّة ، تخترق تلك الحدود التافهة متى رأت الأمر يستحق ، عرفت أن الذات حقيقة ، لكن الأفكار ليست كذلك ، هي مجرّد سلوة للذّات ، تأخذ منها ما تشاء وتترك ، أن تؤطر الأفكار الذات ، وتجعل النفس أمة لها ، أمر غير محبوب ، تخيل أن تكون رهين فكرة ، تهيمن على حياتك كلها ، ما أتعس من كان كذلك ، ما أجبن من يعيش الدّهر كلّه في حفرة هو من حفرها. لنعد من هناك فكلما ابتعدت وجدتني أقترب ، أقترب من هوايتي ، نجاة عتابو ، لطيفة رأفت ، سميرة سعيد ، و النجمة العملاقة نعيمة سميح ، هو المذياع يجعلهن بمعيتي كلّ لحظة ، أعيش على إقاعات "مغيارة "، على رقصات "ياك أجرحي" ، على نغمات " مش حتنازل عنك أبدا مهما يكون .. " الفن ما أعظمه والغناء ما أروعه ، عبد الوهاب الدكالي " كان يا مكان " عبد الهادي بلخياط "يا بنت الناس " أسماء عديدة تلازمني فلم الهواية إذن ، أنا هاو جيد ، أطير فرحا كلما حطّم سعيد عويطة رقما قياسيا عالميا جديدا في المسافات المتوسطة ، أتابعه في كل الملتقيات ، فرحت لما أحرز الميدالية الأولمبية ، و فرحت لنوال المتوكل أيضا ، فرحت لفريق الجيش الملكي لكرة القدم عندما حصل بطولة أفريقيا للأندية ، الفريق حاضر في ذاكرتي بأسمائه إلى اليوم ، من أحميد في الحراسة إلى الغريسي كرأس حربة ، فرحت وابتهجت بأسود الأطلس في الكان المنظم بمصر 1986 نتابع مباريات الفريق الوطني المغربي بقيادة المايسترو عزيز بودربالة ، من ستنسى ، ضلمي أو البياز ، لمريس أو تيمومي ، لحظات جميلة حقا، الآن أنا في عطلة و منتخبنا يلعب هناك في المكسيك ، الليل تجاوز المتنتصف ، أقفز من تحت الإزار كلما سجل خيري هدفا ، العزّاوي يصيح بكل ما أوتي من قوة ، أطرب أرقص ، تغلب البرتغال بأهداف ثلاثة ، ماذا أنسى ، أننا وقفنا شوكة في حلق لينكير إنجلترا ، أو بونياك بولونيا ، أم لوبيز البرتغال ، كلهم سحقناهم و احتل منتخبنا الرتبة الأولى في مجموعته ، يا للشهامة ، يا للغزة ، لولاك يا ماتيوس ، لفزنا بالكـأس و ما ظفر بها مارادونا ، مارادونا ، قريب جدّا إلى قلبي ، كفنّان ، كشخص ، كأسلوب حياة ، كانتفاضة روح .
الكوكب المراكشي هل قلت لكم أنه فريقي المفضل محلّيا ، مراكش نجمة الغرب الأفريقي ، المراكشيون أصحاب نكتة ، لسانهم خفيف الظل ، مجاملون برتبة ماريشال ، لكن حذار ، فقد تكون الفرجة ممزوجة ببعض خبث ، ليس الخبث وحده بل أيضا ببعض مناورات ، و بعض حيل ، نترك ذلك جانبا ، فهم ليسوا كالبيضاوين ، رغم حدّة البيضاوي وخشونته يبقى آمنا أكثر من بني مراكش ، هي بعض صفات المكان لا غير ، فكل أرض تنبت من الطباع ما تشاء ، ماذا أريد منهم ، سأعود إلى هوايتي ، فالكوكب فريقي المفضل ، وأرتاح لاسم مراكش أكثر من البيضاء ، هو العزاوي من نقش اسم مراكش في ذاكرتي الرياضية ، أحب تعليقاته ، أشتم منها حبا لكوكب مراكش ، رغم أنه لا يصل أن يظهر لغير نبيه ، هو مذيع فوجب الحياد ، محترف هو ، يعرف كيف يتموّج و كيف يستظل تحت الكلمات ، نورالدين كديرة ، إذاعي لامع ألمع من العزاوي نفسه ، على لسانه شربنا عشق الكرة وكلّ الرياضات ، الإذاعة موطني ، دكّان النّاس ، مع الإعلامي محمد أبو الصواب ، هو أيضا مراكشي ، أحب برنامجه الترفيهي ، برنامج يحبه الحرفيون أكثر ، الأحد لكم برنامج يستغرق صبيحة كل أحد يمتد لثلاث ساعات ابتداء من العاشرة ، قال لنا والدي تابعوه اليوم ، لا تحتاج أن توصيني ، فماذا سافعل وأنا في الحقول ، إلا السفر مع الأثير ، بعيدا عن فعل يداي و رجلاي من حفر و سقي وغيره ، الذّهن يجب أن يذهب هناك ، يرتحل عبر البرامج ، و إلا رجع إلى النفس يسبرها ، يناورها ، يعذبها ، يغازلها ، يقارعها .. هل ستكون هناك ياعمّي ، هل سيستضيفك المذيع ، هل ستحظى بفرصة المرور عبرأصوات الإذاعة ، هل ستكون أول رجل من أبناء موسى يحمل الراديو صوته إلى كل بقاع العالم ، إنهم مجموعة من المتفوّقين ، على صعيد المغرب كلّه ، و في كل مجالات الدراسة و التكوين ، شرّفهم ملك البلاد باستقبال ، الإذاعة كانت هناك ، وسجلت معهم مجوعة من الاستجوابات ، أنتظر وأنتظر ، أخيرا جئت يا عمّي لم يخنّي حدسي ، وكذا ما خاب حدس أبي .