عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2011, 09:02 PM
المشاركة 6
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قال تعالى في سورة النور : 24 / 60 : (( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن واللـه سميع عليم )) .

هذا نص قرآني كريم فيه ملمس لغوي ونحوي له الأثر في فهم معنى النص الكريم ، فقد جاء استعمال المصدر المؤول ( المنسبك ) : ( أن + يستعففن ) هنا ولم يتم استعمال المصدر الصريح ( استعفاف ) لغايات في النص يتم على إثرها فهم معنى النص ، فـ :

( 1 ) : ( يستعففن ) فعل ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف ، وكل فعل ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف ( أ + س + ت ) إنما يخرج لإفادة معنى الطلب بلاغيا ـ باستثناء الفعل استوطن ـ ، فجعل اللـه ـ تبارك وتعالى ـ النسوة يطلبن العفة كل وقت .

( 2 ) : ( يستعففن ) فعل لا يجوز إعرابه فعلا مضارعا ( مشابها ) ؛ لأن ذلك يعني أن النسوة في الحال والاستقبال سيطلبن العفة ، وهذا يعني أن النسوة في الماضي لم يطلبن العفة ، وهذا نقيض الواقع ؛ لذلك يجب إعراب الفعل : ( يستعففن ) فعلا مستمرا ؛ لأن النسوة في الأزمنة كلها يطلبن العفة ـ حتى وإن لم تكن بعضهن تمتاز بالعفة ـ .

( 3 ) : جاء التعبير بالفعل : ( يستعففن ) ، ولم يتم استعمال المصدر : ( استعفاف ) ؛ لأنه لو تم التعبير بالمصدر : ( استعفاف ) لكان حكما ثابتا أن النسوة كلهن عفيفات ، وهذا مغاير للواقع .
د. حقي إبراهيم .