عرض مشاركة واحدة
قديم 01-26-2021, 09:30 PM
المشاركة 76
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: لقاء مفتوح مع الاستاذ ياسر علي
*

أهلا أستاذة ناريمان الشريف*


عمر*

قصة مؤلمة للغاية، من الصعب أن تفقد صديقا، خاصة في عمر الزهور. عمر نموذج إنساني غاية في التفرد، خبرت الصداقة الحقيقية مع عمر، العلاقات الإنسانية في الغالب تأتي فوقية لايد لك فيها، *كالأخوة والزمالة والمواطنة. لكن الصداقة نصنعها، نحن فاعلون فيها. فهي سلوك إيجابي واختياري. الصداقة انفتاح على الآخر المختلف، والمؤمن بالاختلاف، لاتحس الحرج مع أصدقائك تحس أنهم يقبلونك كما أنت. ولايسعون لتجريدك من هويتك، الصداقة رمز التعاون. عادة الآخر يفرض عليك رقابة من نوع ما، فتخجل من الظهور بوجهك الحقيقي أمامه وقد سلط سارتر الضوء على هذه الجزئية، ولعلها باكورة أعماله.*

عمر إنسان بجعلك تحس بالأمن من جهته، والصداقة مفتاح من مفاتيح النجاح، متى تم استثمارها بشكل ملائم، الكثير من نجاحات الأفراد والمجتمعات مرتبطة بها، وقد كتبت نصا عن الصداقة عنونته "زمردة" في منبر القصة. *


القصة القصيرة

أولا لست كاتبا بالمعنى الدقيق ولا ناقدا أيضا، ولست أكاديميا يعرف التصانيف بدقة. لذلك حين يتحدث الأكاديمي عادة أو يضع تقييما أحترم مخرجاته ويصعب أن أتطاول عليها، لأن تقييمه ناجم عن معايير وعلمية، ومتى أقصينا العلمية سنتخبط بشكل رهيب. هذا لايعني أنني ضد منهاج التذوق أو ما يصطلح عليه البعض بالانطباعية، لكن أحبذ فيها الإيجابية.*

القصة القصيرة تتطور فقديما كانت المدة الزمنية لقراءة قصة قصيرة ما بين 15 دقيقة إلى 45 دقيقة، إضافة إلى الثلاثية الملزمة ثلاثة أشخاص ثلاثة أماكن ثلاثة أيام وثلاثة أحداث. ثم متن حكائي له بداية ونهاية وبينهما تحول وعقدة وحل.*

لكن اليوم تغيرت المعايير وصارت القصة القصيرة ميالة إلى التكثيف وإلى اختزالية مبالغ فيها. وهذا فعلا له أسبابه الموضوعية. "رسائل قصيرة، تغريدات، أغنية قصيرة، شريط قصير..."*

أما بالنسبة للمبتدئ فلا أظن أنه بحاجة إلى التفاصيل الدقيقة جدا، فهو يحتاج إلى التعود على الكتابة، ومتى بالغ في الاهتمام بالشكل كبل ملكته التعبيرية، وعندما يجد أسلوبه الذي يستدر رصيده المعجمي بسهولة يمكنه أن يطور الشكل.

عادة التعلم يحكمه قانونان حسب كانط إعادة الإنتاج ثم الإبداع.

إعادة الإنتاج بمعناها الواسع، انطلاقا من رسم حكايات المحيط والتجارب الشخصية وصولا إلى تقليد القدوة التي يراها مثالا.*

أما الإبداع هو اللمسة الشخصية للكاتب وإعادة ترتيبه للتمثلات المكتسبة.*

الأدب عموما هو تربية على الجمال، يطغى عليه الشكل شئنا أو أبينا، فالمضمون في الغالب يصعب الإبداع فيه لذلك يحتل الشكل مكانة جوهرية، لذلك أعتبر الشكلانية مدرسة موفقة في تناول الأدب. فهي تقيس النص من خلال الحبكة و التغريب الذي يستعمله الكاتب. لا يهمها المتن الحكائي لكن الشكل الذي قدم به.*

هل أجبت ؟ لست أدري