عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
5

المشاهدات
5157
 
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي


ريم بدر الدين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4,267

+التقييم
0.68

تاريخ التسجيل
Jan 2007

الاقامة

رقم العضوية
2765
08-06-2010, 01:43 PM
المشاركة 1
08-06-2010, 01:43 PM
المشاركة 1
افتراضي رثاء كلب مسعور/ أوليفر غولدسميث

رثاء كلب مسعور/ أوليفر غولدسميث / ت.حنا عبود
مجلة الموقف الأدبي العدد 421 / مايو /2006


عندما توفي غولدسميث، وكان قد تعرف على صموئيل جونسون منذ عام 1761، قال الأخير عنه بأنه ذو موهبة أدبية. وروى بوسويل في كتابه عن جونسون بعض القصص السخيفة عن تصرفات سميث، لكن هذا لم يمنع جونسون من تقديره واحترامه لذائقته الأدبية الراقية.‏

نظن أنفسنا نحن الذين دخلنا الألفية الثالثة أننا أول من أشار بإصبع الاتهام إلى الإنسان وحمّله وزر الفساد في كل شيء: في البيئة وفي النفس، في الخارج وفي الداخل. أفسد التربة والماء والنبات والهواء. وهو سامّ وليس سامياً، بل إن سمّه موجود حتى في جسده مثلما هو موجود في نفسه. ليس لـه غاية أبداً سوى الإفساد وتسميم كل شيء.‏

الحقيقة أن كثيراً من الكتاب سبقونا إلى ذلك، بل تطرفوا وقسوا على الإنسان ومنهم غولدسميث. ففي هذه القصيدة يروي قصة صديقين: كلب ورجل تقي جداً، أو هكذا كان يخيّل للناس. كانا صديقين، ولكن عندما ظهر الاستياء عض الكلب الرجل، فتجمع الناس حوله موقنين أنه سوف يموت لأن الكلب مسعور، ولكن الذي جرى أن الكلب المسكين كان أقل سماً من الرجل فهو الذي مات. أما الرجل فلم يمت بل عوفي. يبدو أن البقاء مكتوب لمن يملك أقوى أنواع السم، بكميات قاتلة.‏

إذا كان لا بد من تصنيف الشعراء والكتاب، فإن غولدسميث يصنف في فئة المعادين للبشرية Misanthropy. فقد اختار أفضل الناس "الرجل التقي" وأسوأ الكلاب "الكلب المسعور" فكان سمّ الأول أقوى وأفعل، مما يدل على شدة غيظه من هذا المخلوق الفاسد المفسد، الذي يدعي ما ليس فيه. أما ما فيه فإنه يطمره بالكذب والمخادعة... وأحابيل أخرى كثيرة.‏

أيها الناس الطيبون من كل صنف،‏

أعيروا أنشودتي أذناً صاغية.‏

فإن وجدتموها قصيرة جداً؛‏

فلأنها لا تستطيع احتجازكم طويلاً.‏

كان يعيش في مدينة ألنغتون رجل،‏

قد يقول العالم عنه‏

إنه منحدر من عرق طيّب،‏

كلما ذهب ليصلي.‏

فله قلب رقيق ولطيف،‏

يرضي الأصدقاء والأعداء؛‏

وفي كل يوم يستر عريه‏

عندما يرتدي ثيابه.‏

وفي تلك المدينة كان يوجد كلب،‏

كما توجد فيها كلاب كثيرة‏

وهناك في هذه الكلاب: الهجين والجرو‏

وكلب الصيد والخسيس من الدرجة السفلى..‏

كان الكلب والرجل صديقين أول الأمر.‏

لكن عندما ظهر الاستياء،‏

وحتى يحصل الكلب على مكاسب خاصة،‏

صار مسعوراً وعض الرجل.‏

فتقاطر جيرانه، من كل الشوارع،‏

وهرعوا جميعاً وقد أصابتهم الدهشة،‏

وأقسموا أن الكلب فقد عقله‏

حتى عض الرجل الطيّب.‏

بدا الجرح أليماً خطيراً‏

لكل ذي عين مسيحية.‏

وإذ أقسموا أن الكلب بات مسعوراً‏

أقسموا أن الرجل ملاق حتفه.‏

ولكن سرعان ما ظهرت معجزة‏

فضحت الأضاليل التي قالوها:‏

فقد شفي الرجل من العضة،‏

والكلب هو الذي مات.‏