عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-2013, 03:09 PM
المشاركة 9
صفاء الأحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عهد المقدسية / محمد غالمي .

وشحت صدرها بعدتها الأثيرة، ورسمت قبلة على جبين أمها ـ أم ثكلى تترقب شوقا أن تعن في سماء الحمى فلول الظلام وعناقيد الثمار المحرمة ـ ولت شطر الباب غير هيابة.. تلك هي شموس، أو عهد المقدسية ذات المقلاع أو القلادة الغريبة، فتاة منضبط سلوكها، مسموع صيتها. لا تفتأ تمقت سرا وعلنا أكلة أرضها من ذئاب الليل اللقيطة. توقن دوما بتفاهتهم وجبنهم، حتى انطبعوا في عرفها صيدا هينا، متيسرا قطفه بشحنة من بريق القلادة. تلازم على الدوام ركنا أثيرا في سطح ملجئها، تترقب أشباح السرب الظلامي محمولا على متن حشرة عملاقة من فولاذ تقصف النار. ارتعدت أطرافها جذلا وحبورا. أيقنت بأن ضربة شمسية كفيلة بإذابة الحديد. ضخ فؤادها شحنة من أضواء تلاشت معها عتمة السطح. انتفضت متأهبة ورصيدها الثمين إيمان وعفة وإصرار.. وصدرها موشح بقلادة تحصد رقاب الهمج الأشرار. ابتسمت شامتة مستهجنة، ولأمر ما تجردت من القلادة وجعلتها طوع اليمين.. دست في مركزها حجرة مكهربة. يا للمنظر البهيج! يا لشعاع الشموس الحارقة يندلق من بطن القلادة! يا لذلة الحشرة تهوي في منحدر!.. ويا لمهانة قائدها يخر نازفا من وقع اللطمة ! ولت عهد تزف لأمها الثكلى حصيلة ما أتلفت من تمار محرمة وفلول ظلام مغيرة..



أدرتُ ظهري للشفق ، وسرت بخطٍ موازٍ للنور ،
و كأنّ المغيب لا يعنيني !!