عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-2012, 04:26 PM
المشاركة 370
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ما سر كتابة أروع الروايات العالمية؟!
نتائج الدراسة البحثية حول عينة الروائيين أصحاب أروع 100 رواية عالمية.

سعيا وراء تقديم مزيد من الأدلة والبراهين حول وجود علاقة بين اليتم والإبداع في أعلى حالاته ( العبقرية ) ، وهو الطرح الذي جاءت به "نظريتي في تفسير الطاقة الإبداعية" قمت بهذه الدراسة هنا حول سر الروعة في أروع الروايات العالمية.
وقد جاءت هذه الدراسة بعد أن أظهرت دراستي البحثية السابقة حول عينة "الخالدون المائة"، والتي وردت أسمائهم في كتاب مايكل هارت والذي يحمل نفس الاسم، بأن هناك فعلا علاقة بين الخلود واليتم، وان العلاقة بينهما تتجاوز عامل الصدفة، حيث أظهرت تلك الدراسة أن نسبة 53% من بين الخالدون المائة عاشوا فعلا أيتام مما يؤكد وجود علاقة سببية بين الخلود واليتم، واستحالت أن تكون هذه النسبة المرتفعة ( 53%) مجرد صدفة.

وتأتي هذه الدراسة على عينة بحثية أخرى لها أهمية موازية، وهي عينة أصحاب أفضل مائة رواية عالمية حسب تصنيف مجلة الجاردين البريطانية.
وهذه العينة محايدة أيضا لأنها وضعت من قبل جهة محايدة، كما أنها وضعت على أساس الروعة في النصوص المختارة ( الروايات ) ، ولم تأخذ الجهة واضعة القائمة في الاعتبار أي علاقة بين النص وصاحبه بشكل عام، ولم يكن لسيرة الكاتب الذاتية وتحديدا يتمه أو ظروف حياته المبكرة أي أهمية في الاختيار، وإنما انصب التركيز على جودة المنتج الإبداعي (الرواية ) وحتما لم يكن لليتم أي أهمية في تحديد الروعة في النصوص.
وربما أن المعطيات التي تم اختيار الروايات على أساسها تتمحور حول شهرة هذه الروايات واختيار الجمهور لها وإقباله عليها وتنصيفها من قبل الجمهور على انها من أروع الروايات العالمية.

كما جاءت هذه الدراسة بهدف استكشاف إن كان هناك سر وراء القدرة على إنتاج روايات عبقرية رائعة؟ وتحديدا بهدف معرفة إن كان لطبيعة الحياة الاجتماعية، والتجارب الشخصية للكاتب في طفولته المبكرة اثر في قدرته على إنتاج رواية رائعة ، علما بأن الطفولة تستمر حتى سن 21، وهو السن الذي يعتمده علماء النفس لتحديد سن النضوج في الدماغ.

كما هدفت الدراسة إلى استكشاف إن كان لليتم تحديدا دورا مهما في خلق القدرة على إبداع روايات عالمية؟ ثم ما هي الأسباب المحتملة الأخرى والتي تظهر كعامل مشترك أعظم في حياة كتاب أروع الروايات العالمية موضوع البحث هنا، وذلك بالإضافة إلي اليتم مثل اليتم الاجتماعي والأزمات مثل المرض والمربية والمدرسة الداخلية وما إلى ذلك من أحداث قد تسبب نوع من الانفصال بين الطفل ووالديه أو تسبب له الم من نوع ما.

وكما جرى في الدراسة السابقة على ( عينة الخالدون المائة ) قمت هنا أيضا بالبحث في سيرة حياة الروائيين المشمولين في عينة البحث هذه ( كتاب أروع 100 رواية عالمية) من خلال وسائل البحث الالكترونية المعرفة وعلى رأسها وكيبيديا، وذلك لمعرفة ما طبيعة الطفولة التي عاشوها أفراد العينة؟ وهل اختبروا حياة اليتم في طفولتهم، وحتى سن الحادي والعشرين؟ أم أنهم مروا بتجارب أخرى صادمة مثل اليتم الاجتماعي بأشكاله المتعددة؟ أم أنهم مروا بأي نوع من الأزمات ذات الأثر المؤلم والصادم؟

وقد قمت على توسيع البحث هذه المرة لمعرفة إن كان هناك عوامل أخرى ربما تكون بذات الأهمية والوزن لعامل اليتم بعد أن تبين لي من خلال دراستي السابقة أن بعض المآسي الاجتماعية يكون لها اثر مشابه لليتم في تأثيرها على تحفيز العقل ودفعة للإنتاج الإبداعي العبقري بغض النظر عن آلية ما يحدث في الدماغ. وهو ما يتم شرحه ضمن إطار نظرية تفسير الطاقة الإبداعية.

وكما حدث في الدراسة الأولى المتعلقة بعينة الخالدون المائة جاءت هذه الدراسة على عينة كتاب أروع مائة رواية عالمية على افتراض انه لا بد بأن أغلبيتهم قد تربوا أيتام وإن لم يكونوا أيتام فعلا فلا بد أنهم مروا بتجارب مزلزلة وصادمة ترقى في أثرها إلى ما يحدثه اليتم من صدمة وألم وبؤس وشقاء الخ في نفس اليتيم.

وعليه أخضعت هذه العينة من أسماء أصحاب أروع 100 رواية عالمية الواردة في قائمة مجلة الجاردين البريطانية للبحث والتمحيص، وعددهم طبعا 100 روائي وذلك بهدف تأكيد أو نفي العلاقة بين اليتم أو العوامل الصادمة الأخرى وبين القدرة على الإنتاج الإبداعي الروائي الرائع. وبعد أن تم دراسة طفولة أفراد العينة تبين ما يلي:
- عدد أفراد العينة التي تم إخضاعها للدراسة 100 كاتب روائي الواردة أسمائهم في قائمة مجلة الجاردين.

- اتضح أن نسبة 43% من بين أفراد العينة المذكورة تربوا أيتام وان ظروف يتمهم مسجلة ضمن سيرهم الذاتية المنشورة في مواقع البحث الالكتروني ، وان تاريخ (سنة) وقوع اليتم قد وجد مسجلا عند الأغلبية منهم.

وتضم هذه المجموعة كل من :
جونبونيان، دانييل ديفوف، جوناثان سويفت، هنري فيلدينغ، لورنس سترين، ماري شيللي، توماس لوفبيكوك، ستاندال ، الكسندر دوماس، إميلي برونتي، شارلوت برونتي، ويليام ميكبيس ثاكري، ناثانيل هوثورن، هيرمان ميلفيل ، لويس كارول ، أنتوني ترولوب، ليوتولستوي، جورج إليوت ، فيدور دوستويفسكي، مارك توين، جيروم كي. جيروم، أوسكار وايلد، إيرسكين شيلدرس، جاك لندن، جوزيف كونراد، كينيث جراهام، فورد مادوكس، فيرجينيا وولف، إي. إم. فورستر، ألدوس هاكسلي، جون باسوس، ريموند شاندلر، البيركامو، فلانري أوكونور، جي. آر. آر. تولكين، جوزيف هيللر، هيرزوك، سو ليلو، جون لي كاريه، في. إس. نيبول ، السادير جريوتدور ، رولد دال، جيمس إيلروي، فيليب بولمان.

- اتضح أن نسبة الأيتام ( يتم اجتماعي ) يتمثل في الانفصال عن الوالدين أو احدهما في الطفولة وحتى سن 21 هي 19%.
جينأوستين ، أونوريهدي بلزاك ، بنجامينديسرايلي، تشارلز ديكنز، لويزا إم. ألكوت ، دي. اتش. لورنس ، فرانزكافكا، جورج أورويل، جراهام جرين، جاك كيرواك، هاربر لي سكوت، غابرييلغارسيا ماركيز، بولاوستر، بريمو ميفي، مارتن إميس، بيتركاري، انجيلا كارتر، إيانمكوين، دبليوجي سيبالد.
- نسبة الأيتام فعلا مضاف إليها الأيتام اجتماعيا تساوي 62%.

- اتضح أيضا أن نسبة الذين عاشوا حياة أزمة من بين أفراد العينة 29%.
ميغيل دي سيرفانتس، جوستاف فلوبيرت، ويلكيكولنس، هنري جيمس، روبرت لويسستيفنسن، جورج كرو سميث ، توماس هاردي، مارسيلبروست، جون بوشان، جيمس جويس، إرنست همنغواي، لويسفردينان سيلين ، ويليامفولكنر ، إيفلينوورغ ، نانسيميتفورد، صاموئيلبيكيت، كاتشر إنذا راي، كينغسلي آميس ، ويليام جولدينغ ، فلاديميرنابوكوف، غونترغراس، طوني موريسون، بيريلبينبريدج ، نورمانميللر،إيتالو كالفينو،جي. إم. كويتزي، كازوإيشيجورو، سلمان رشدي، فيليب روث.

- وان نسبة الأيتام فعلا مضاف إليها الأيتام اجتماعيا ومن عاش حياة أزمة تساوي 91%.

- أما نسبة مجهولين الطفولة ( أي انه لم يتوفر معلومات عنهم تحسم طبيعة الظروف التي عاشوا فيها)، وصلت إلى 8%. وتشمل هذه القائمة:
صاموئيلريتشاردسون، بيير شوديرلوس دي لاكلوس، إي. بي. وايت، شينواتشيبي، ميوريل سبارك، إليزابيث تايلور، مارلينروبنسون، ميلان كونديرا.

- ولو افترضنا بأن مجهولين الطفولة كانوا فعلا أيتام لوجدنا أن نسبة الأيتام فعلا مضاف إليها مجهولين الطفولة هي 51%.

- وعليه فأن نسبة من عاش يتما فعليا أو يتما اجتماعيا أو حياة أزمة أو مجهول الطفولة وصلت إلى 99%.

- أما نسبة من عاش في ظل والديه ولا يبدو أنه عاش ظروف يتم فعلي أو اجتماعي أو ظروف أزمة فكانت 1% فقط. والوحيد الذي ينضوي تحت هذه الصفة هو (إف. سكوت فيتزجيرالد ).

- واضح أن ابرز العوامل المشتركة في حياة كتاب أفضل الروايات العالمية هو اليتم، وان نسبة 43% تتجاوز عامل الصدفة حتما، وتشير النتائج الإحصائية وبما لا يدع مجالا للشك أن هناك علاقة بين اليتم والقدرة على إنتاج عمل إبداعي ( روائي ) يمتلك مواصفات الروعة والعالمية.

- أكدت هذه الدراسة على ما توصلت إليه الدراسة السابقة حول العلاقة بين اليتم والخلود لدى أفراد عينة الخالدون المائة ولو أن النسبة هنا وصلت إلى 43% فقط مقابل 53% لدى أفراد عينة الخالدون المائة.

- أكدت الدراسة بأن التجارب المؤلمة والخبرات الصادمة كالموت أو الطلاق ( اليتم الاجتماعي ) له اثر مشابه لأثر اليتم الفعلي على تحفيز الدماغ وتوفير القدرة على إنتاج مخرجات إبداعية عبقرية لكن هذه النسبة لم تتجاوز الـ 21% لدى أفراد العينة تحت البحث.

- أيضا أكدت الدراسة بأن ظروف الأزمات الصادمة التي يمكن أن يختبرها الطفل لها اثر مشابه لأثر اليتم الفعلي واليتيم الاجتماعي على تحفيز الدماغ وتوفير القدرة على إنتاج مخرجات إبداعية عبقرية لكن هذه النسبة مرتفعة حيث وصلت إلى 29% واتت في الدرجة الثانية من حيث الوزن والأهمية في خلق عقول ذات قدرات على الإنتاج الأدبي الرائع.

- عززت الدراسة ما توصلت إليه الدارسة السابقة وغيرها من الدراسات المتصلة، بأن فقد الوالدين كليهما يؤدي بالضرورة إلى تشكل طاقات وقدرات أقوى وبالتالي توفير القدرة على إنتاج إبداعي أعلى وفي قمة الروعة.
يتبع،،،