عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-2010, 02:47 PM
المشاركة 377
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حافظ الشيرازي

شعراء معدودون في كل لغة، هم وحدهم تتوارثهم الأجيال جيلاً بعد الآخر،ويعتزون بهم، ولم يعودوا ملك تراث أمتهم بل إنهم ملك للإنسانية كلها، ومن هؤلاءالشاعر الفارسي حافظ الشيرازي الذي ترجمت أشعاره إلى كل لغات العالم وبالتأكيد منهاالعربية.
واليوم تقدمالهيئة العامة السورية للكتاب مختارات من غزليات حافظ الشيرازي وهي من ترجمة عليعباس زليخة، وبالتأكيد ليست الترجمة الأولى للشيرازي ولن تكون الأخيرة ولكن مسوغهاأنها مختارات، ومن باب التذكير نقف عند محطات من مقدمة الكتاب.‏

من حافظ الشيرازي؟‏
يقول المترجمشمس الدين محمد الشيرازي المعروف بحافظ الشيرازي إمام شعراء الغزل بلا ريب، ولد سنة 1320 م في مدينة شيراز التي كانت عاصمة إقليم فارس في حينه، مات والده وتفرق إخوتهوهو بعد فتى صغير، فبقي مع أمه في شيراز، وافتقر بعد يسر حال فاضطر للعمل أجيرخباز، وكان يعمل في الليل ويتعلم القرآن في النهار حتى جمع القرآن في صدره، حفظه عنظهر قلب فسمي (حافظ،) وقد أحب هو هذا الاسم وراح يخاطب به نفسه في قصائده.‏

كما لقب بلسانالغيب وترجمان الأسرار ،درس حافظ العلوم الدينية اللغتين الفارسية والعربيةوآدابهما وقد أحاط باللغة العربية إحاطة تامة بشهادة مانظم بها وإن قليلاً من شعر،أحب حافظ مدينته شيراز كثيراً كما يظهر من شعره وظل مقيماً بها فلم يغادرها إلا فيأسفار معدودات إلى يزد وأصفهان إلى حين وفاته فيها سنة 1389 فضمت ثراه بعد موته،وقبره الآن مزار عامر، محاط بالورود في مقبرة هي روضة جميلة تعرف بروضة المصلىوالحافظية.‏
تعريف بالديوان‏
يقدم المترجمتعريفاً مختصراً للديوان يقول فيه: لقد ظلت شهرة حافظ حبيسة حتى عام 1368م وهوتاريخ جمع قصائده في كتاب عرف بالديوان يحتوي قرابة 700 قصيدة شعرية أغلبها قصائدغزل أوغزليات كما يسمونها والغزلية عند حافظ قصيرة ذات سبعة أبيات في الوسط وقدتزيد أو تنقص والبيت مستقل المعنى ولايرتبط بما قبله أو بعده من أبيات، فهو وحدةمتكاملة أو قصيدة متكاملة وعدد غزليات الديوان يربو على 500 غزلية وهي أهم مافيه،مواضيعها الخمر والعشق والطبيعة والأسرار الغيبية، عبرت الآفاق وانتشرت في البلدان،فعشقها الناس وتغنوا بها وكانت ولازالت مثار إعجاب الشرق والغرب على حد سواء ولمتفقد جمالها وعذوبتها على مر السنين ولم تفقد الجمهور أبداً وهي الآن تقرأ فلا تمل،لما بها من صدق التعبير عن المشاعر والموهبة العالية في ترجمتها وإنها لتشعل الوجدفي القلوب حتى قال الشاعر الألماني الشهير غوته مخاطباً حافظ:‏
لقد احترق قلبألماني من لهيبك الخالد، وقد جعلت من حافظ محبوباً إلى حد التقديس.‏
شعره‏
وعن شعر حافظيقول المترجم: جل شعره غزل لأنه شعر عاشق وهو قلادة في جيد الشعر، وغزله عرفانيصافٍ نقي، غنائي وجداني، لطيف رقيق عذب شجي، مصوغ في غاية الإتقان، مبثوث فيهالسحر، أما روعة التعبير وجمال صوره الشعرية وتأثيرها فمما لايتصور أجمل منه وفيشعره أرقى مظاهر الإحساس بالطبيعة، فالشمس مرآة جمال الحبيب، والورد يشير إلى ثغرهوالسرور إلى قامته ونسيم السحر يحمل العطر من ضفائره ولم يستطع الشاعر التعبير عنالروح والفكر والمشاعر كحافظ بأسلوب لطيف وتعابير بسيطة وأوزان سهلة وكلمات واضحةالدلالة. وفي شعره تكرار جميل وقد يجعل الكلمة الواحدة قافية لغزليته.‏
ويبدو أن حافظاًلم يكن مطلق الحرية في قول مايشاء بسبب الظروف الدينية والاجتماعية الصعبة فاستعملالرمز حتى اختلف الشراح كثيراً في معانيه لكثرة الرموز وكان لترجمة ديوانه إلىاللغات الأخرى تأثيره الكبير على الشعر العالمي وخاصة الأوروبي، وكم سال من المدادفي التعليق على أشعاره نظراً لاختلاف دارسيه في فهم معانيه.‏
لماذا هذهالترجمة؟‏
أشرنا فيالبداية إلى أن هذه الترجمة تأتي ضمن ترجمات كثيرة ولن تكون الأخيرة ولكنها خطوةمهمة وتحسب للمترجم وفي الكتاب يقدم الأسباب التي دفعته إليها إذ يقول:‏
إن في الشعرالفارسي صور لم يعرفها الشعر العربي وغنائية لم يألفها وخاصة في الشعر الخالدلحافظ، والشعر العربي بأمس الحاجة إلى تلك الغنائية لأن الشعر إن لم يكن غنائياً،فلن تعشقه الروح، وإني نظرت في الترجمة العربية لغزليات حافظ كما نظرت في الترجماتالأوروبية الانكليزية منها والفرنسية فما وجدتها ترسم لطيف صورها حافظ وتعزف نفسألحانه أو تعبق بعبير شعره.‏
من غزلياته‏
يقول في الغزليةرقم 23‏
مشغولة بنسيمشعرك مهجتي‏
وخيال وجهك فيالطريق مصاحبي‏
منع الغرامالمدعي وعصيته‏
وجمال وجهك حجتيلمعاتبي‏
مالي بفرعك حيلةوأنا الذي‏
قصرت يداي وعنكذنبي حاجبي‏
ومن غزلية رقم 68
غاب الحبيبلأسبوع بدا سنة‏
وحال هجرك لي كمأشكل الحال‏
بدا لعيني علىمرآة وجنته‏
إنسان عينيفخالت أنه الخال‏
في الجوهر الفردلي لم يبق شائبة‏
لطيف ثغرك فيالموضوع إدلال‏
قالوا نويت غدابي أن تمر وقد‏
نويت خيرا وليقد بورك الغال‏