عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2010, 06:52 PM
المشاركة 9
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أفول معبود ” الأباطيل الفرويدية - كتاب لميشيل أنفري

كتبهاعبداللطيف حباشي ، في 30 مايو 2010 الساعة: 16:43 م


———————————————
" أفول معبود " الأباطيل الفرويدية - كتاب لميشيل أنفري



يثيرميشيل أنفري * Michel Onfray صخبا إعلاميا كبيرا قبيل إصداره الأخير«أفول معبود ، الأباطيل الفرويدية » عن منشورات كراسي Grassetأبريل 2010 . وذلك نظرا للجرأة الزائدة التي طبعت آراء الكاتب في تناوله لشخصية سيغموند فرويد و تراثه القكري.

لقد سبق لميشيل أنفري أن تحدث في إحدى الحوارات الصحفية التي أجريت معه سنة 2007 ،عن مشروع كتاب حول التحليل النفسي سيجرد فرويد و علم الأعصاب من تلك السلطات المطلقة التي حظيا بها لزمن طويل، كمحاولة لإعادة تأهيل التحليل النفسي الذي وصفه ب: " شامانية " ** ما بعد حديثة.

ويعد كتابه الحالي عودة إلى فكر أب التحليل النفسي سيغموند فرويد،حيث يرى ميشيل أنفري
أنه ثمرة قراءاته الغزيرة لمؤلفات فرويد و مراسلاته ، وتجاوزلما تلقاه أيام الدراسة عن العلاج
و اكتشاف اللاشعور، وقد اطلع أيضا على نتاج المعارضين للفرويدية و خاصة "الكتاب الأسود للتحليل النفسي" .. مما مكنه من اكتشاف صدقية آراء "بورش جاكوبسون" و "فان ريلاير" حول فرويد، خلافا لما كان يعتقده الآخرون.
وخير دليل - حسب أنفري – على استعمالات وأباطيل فرويد ، هو إقدامه على التخلص من دلائل إدانته ، كما نفى عنه توصله إلى علاج مرضاه ، سواء تلك العلاجات المتعلقة ب "أنا أو" Anna O " رجل الذئاب أو المتعلقة بالصغير " هانس ".

ونكاية في معارضيه ، يعتبر ميشيل أنفري أن تحريره لأربعين صفحة من المراجع ضمن كتابه، هو نوع من الإعتراف موجه لأولئك الذين جعلوا من إنجاز عمله أمرا ممكنا.

ويقترح أن تتم قراءة الفرويدية قراءة نيتشية موضحا أن التحليل النفسي ماهوإلا السيرة الذاتية لفرويد الذي قد صنع من استيهاماته الشخصية حقائق علمية كونية.

و نظرا لما يحتويه الكتاب من نقد لاذع لشخصية فرويد فمن المحتمل أن يجر ذلك على صاحبه العديد من الإتهامات و على رأسها معاداة السامية ، لكن م.أنفري يثير انتباه متهميه المفترضين إلى أن فرويد نفسه سبق أن قام بتقديم إهداءات تنويه و امتداح لشخص موسولني و أيضا دعم النظام الفاشي لدولفوس Dollfuss ونبه أنفري إلى مساومته مع ابن عم كورين Goring من أجل إطالة أمد التحليل النفسي في ظل النظام النازي.
يقول م.أنفري: " هذه هي الوقائع ، فليست المرآة هي المتهمة بقبح من ينظر فيها ".

وفرويد - بالنسبة لأنفري - شخصية مهووسة بفكرة الإستمناء التي يعتبرها مرضا ويعتبر الشواذ جنسيا غير مكتمليـن وأن المرأة أقل وضعا من الرجل لافتقارها إلى قضيب …
و حسب م.أنفري دائما، ففرويد يعتبر أن النزعة الجنسية لم توجد من أجل التحرر بل إن قمعها هو الذي يعجل بالحضارة، فمع الفرويدوماركسية و ماي 1968 كان للتحليل النفسي أثر في ظهور الثورة الجنسية لكن فرويد لم يكن ليستسيغ ذلك قطعا لأنه كان يبغض وظيفة الأوركازم لدى وليم رايش.
أما عن ولع فرويد بالمال فيرى م. أنفري أنه على الرغم من تدنيسه للمال فقد اعتبر فرويد علاج الناس بالمجان أمرا مستحيلا بالنسبة إليه لأن هناك مستشفيات لذلك ، و يسرد أنفري بعض ما جاء في مراسلة فرويد لزوجته مارتا Martha من تأكيد على حاجته إلى المال و بحثه عن المكانة و الرغبة في أن يكون معروفا و معترفا به و غنيا ، و قد كان يبحث عن كل السبل المؤدية إلى ذلك ، وأنه كان يتقا ضى عن كل حصة فحص قرابة 450 أورو بالعملة الحالية نقدا بالطبع ، أي بمعدل 8 إلى 10 مرضى في اليوم ، 5 أيام في الأسبوع .

و يعتبرم . أنفري أن التحليل النفسي بمثابة إرهاب فكري وهو يقاربه بديانة شيخ طائفة ، و يرى أن فرويد أكد على أن عقدة أوديب كونية دون تقديم دلائل على صحة هذه الرواية و التي أصبحت حقيقة تدرس، و القصد منها- كقولة من الإنجيل - هو سريانها حول الكوكب بكامله ، حتى في أوساط العائلات الإفريقية أو لدى الإسكيمو.. ويوجه أنفري لومه لفرويد على اعتبارأن هذا الأخير لم يتقبل خطأه عندما كان الأمر كذلك.
و فرويد - في نظر أنفري – ليس سوى مزورللنتائج ، حتى عندما قام بعلاج صديق له كان معرضا للموت مقتنعا أنه عثر على الدواء الشافي بواسطة الكوكايين .
كما يثير أنفري أيضا تآمر تلامذة فرويد في إخفاء مراسلاته و كتاباته ، التي تضم مراسلات بينه و بين أفراد أسرته و أيضا خليلته تم إيداعها بصندوق واستمر التكتم عليها… الشئ الذي يثير فضول أنفري على اعتبار أن الحذرالذي يلف أمر الأرشيف يـبدوتصرفا غير عادي ، خاصة بالنسبة لمن ليس له ما يخفيه.

و لم يسلم لاكانLacan بدوره من سهام ميشيل أنفري و من انتقاداته ، فقد وصف شخصيته – في نهاية كتابه - بالهذيان والتهريج وبعدم إضافة الجديد إلى فرويد و أن اللاكانية لم تكن سوى ظاهرة ثانوية باريسية تطبعها نسبة من التفاهة .
ولا كانLacan في تصورأنفري لم يحدث أعطابا سوى لدى المثقفين كما أن فرانسوا دولتو عندما اعتمدت فرويد فقد أضافت له قوة القناة الإعلامية فرانس أنتير، و أصبحت بذلك تقدم الاستشارة لفائدة الأمهات اللواتي يهاتفنها مستفسرات حول حالة أطفالهن الذين لازالوا يتبولون في الفراش وهم في سن الثامنة ، أما هي(دولتو) فتجيبهن بثقة في النفس عن أشياء غريبة ، مبدية النصائح و محسسة إياهن بالذنب.. وتضحى الفرويدية ضربا من الفكرالمشترك..

وعلى الرغم من انتقادات أنفري لهؤلاء ، فإن ظهور الكتاب سيجعله في قلب المعركة ، التي قال بصددها أنه مستعد لخوضها لأنه يعرف جيدا أصحابها و مدى وزنهم - خاصة - داخل المجتمع الباريسي . إلا أنه يعتز بمكانته العلمية و مواقفه النزيهة –كما يقول- و بالتالي فهو من يطرح الوقائع و على الآخرين مهمة الإجابة.
***************************************

أما مؤرخ التحليل النفسي ألان دو ميجولا Alain de Mijolla فيرد على م.أنفري معتبرا محاولته مجرد استئناف بدون تجديد لمحاكمة مفتوحة استمرت منذ 1915 .ولذلك فهو لايتفق مع أفكار ميشيل أنفري وإن كان يحترم حقه في إبدائها ..

يرى دوميجولا أنه منذ اكتشاف وانتشار التحليل النفسي ظلت الفرويد ية محط نقد واعتراضات ، كما كان فرويد نفسه في مرحلة أولى موضوع سخرية لاذعة وقدح يضعه في صف الخلاعة ، خاصة في أوساط بورجوازية فيينا . وبعد ذلك مالت الإنتقادات تدريجيا صوب النظريات الفرويدية التي كانت تعتبر مبهمة وروحانية ..

يسلط دوميجولا الضوء على طبيعة الإنتقادات التي لم تغيرقط من تيماتها ، وتوالت منذ مايقارب المائة عام ، فلا جديد تحت الشمس كما قال ، لكن النزوع طمعا في الأصالة يدفع إلى الكبث(الإستضمار) ، أحيانا خلف قناع الجهل بالأشياء، جهل دروس الماضي ومتتالياتها .
وفي نهاية رده يشير دو ميجولا إلى أن الحرب والإحتلال قد أنزلا على فرويد والتحليل النفسي صمتا جليديا ووعد بإضافة بعض التوضيحات في الجزء القادم من مؤلفه ، فرنسا وفرويد 1946 – 1981 ، مذكرا بأن فرويد كتب خلال سنة 1914 : " تمكنت خلال السنوات الأخيرة ربما أكثر من عشرات المرات أن أقرأ بأن التحليل النفسي أضحى في الوقت الحالي ميتا ، ومتجاوزا بشكل نهائي ومقصيا ، وكان بإمكان ردي أن يكون مشابها لما تضمنته برقية مارك توين التي وجهها للصحيفة التي أذاعت خبر موته خطأ ،( تقول البرقية ): " معلومة خبر موتي جد مبالغ فيها ". بعدكل من هذه الإعلانات الجنائزية فقد ربح التحليل النفسي إما مناصرين جدد ا ومتعاونين أوخلق لنفسه تنظيمات جديدة ، فأن تعلن ميتا لهو أثمن- رغم كل شيء- من أن تصطدم بصوت الموت."
و يتساءل دوميجولا بمكر بعد سرد أقوال فرويد كرد على خصومه:
"أليست الكراهية بمثابة الوجه الثاني للحب ؟ "
و يختم توضيحاته قائلا: " سأستعير خلاصة أخرى من الحكمة العربية القائلة : " الكلاب تنبح و القافلة تسير."
أما جواب ميشيل أنفري فكان: "لا كراهية ضد فرويد."
مهما يكن الأمر فإن هذا الجدل الدائرلايعفي من قراءة الكتاب..
هوامش :
———
- للمزيد من التفاصيل : com Interview François Lestavel - Parismatch.

* تربى ميشيل أنفري داخل ملجأ للأيتام ، و لم تمنعه طفولته القاسية ووسطه الأسري الفقير، و حالته الصحية الغير مستقرة (إصابته بنوبة قلبية في سن 28 و نوبتين من السكة الدماغية) من تألقه في مجال البحث والكتابة حيث ألف ما يربوعن 50 كتابا..

---------
يوضح الاخ عبد اللطيف حباشي هنا ان أنفري تربى في ملجأ ايتام لكننا ما نزال بحاجة لتفاصيل اكثر عن طفولته؟