عرض مشاركة واحدة
قديم 02-16-2024, 08:57 AM
المشاركة 6
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: كيف نفهم قضية فلسطين (القصة الكاملة)

الفصل الثاني
في الوسط .... كانت بريطانيا


بالتأمل في أقطار وأركان العالم الأربعة سنلاحظ ملحوظة شديدة الأهمية.
أنه في كل منطقة من العالم توجد دائما دولة أو عدة دول تمتلك التأثير الأكبر تاريخيا على المنطقة بأكملها، بحيث تكون تلك الدولة أو المجموعة هي الميزان الحساس لقوة المنطقة وضعفها.
ويختلف تأثير الدولة أو المجموعة بحسب دورها التاريخي ومدى عمقه في الماضي والحاضر.
فهناك دول استمر تأثيرها على منطقتها فاعلا منذ عهد العصور القديمة وحتى اليوم، وهناك دول بدأ دورها الإقليمي في التشكل من بدايات العصور الحديثة ليصبح دورا مركزيا حتى اليوم.
ومثال ذلك مصر في محيط الشرق الأوسط، والصين والهند في محيط الشرق الأقصى وروسيا في أوربا الشرقية، وبريطانيا منذ بداية عهد المستعمرات

والواقع التاريخي حقيقة يعطينا فكرة واضحة عن قدرات البريطانيين التي بدأت في الظهور والتكشف منذ عهد (الماجنا كارتا)، واستمرت في الصعود حتى بداية عصر الاستعمار الأوربي الناجم عن الكشوف البحرية التي بدأتها البرتغال وإسبانيا.
ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم استمر الدور البريطاني يعمل كبوصلة رئيسية تسيطر معنويا على أوربا ثم جاءت فترة من الفترات من بدايات القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين لتصبح بريطانيا الدولة الأكثر تأثيرا على العالم أجمع.
فخلال مائة وخمسين عاما امتدت في تلك الفترة، كان التأثير البريطاني فاعلا في الهند والصين، وفي الولايات المتحدة وفي الشرق الأوسط وفي أوربا نفسها.
وعندما نتكلم عن التأثير فإننا لا نعني السيطرة الجغرافية بالاحتلال والاستعمار الذي جعل من بريطانيا إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس.
بل نتكلم عن التأثير الشامل على السياسة الدولية الذي شمل انتهاء دول وتأسيس دول أخرى وتغيير خريطة العالم عدة مرات والنفوذ المعنوي وانتشار الثقافة واللغة الإنجليزية التي عَمّت أركان العالم وغربه عن طريق نشر المدارس والجامعات البريطانية التي كان يدخلها أبناء الإقطاعيين والأغنياء في المستعمرات ويتلقون فيها أفضل أساليب التعليم البريطاني الحديث بعيدا عن التاريخ القومي لبلادهم أو ثقافتهم بحيث أصبحت لبريطانيا طبقات كاملة داخل هذه الشعوب تدين بالولاء للثقافة البريطانية ومن ثم لسياستها واستعمارها.
وهي أهم ميزة تميزت بها بريطانيا عن سائر الممالك الأوربية، حيث حظيت بريطانيا بأعلى معدل استقرار في مستعمراتها على الإطلاق بين كافة المحتلين الأوربيين الذين عانوا من الثورات والمقاومة المسلحة المستمرة.
ورغم مواجهة البريطانيين مقاومة مماثلة إلا أنهم كانوا دوما ما يستطيعون امتصاص الغضب والهَبّات الشعبية بابتكارهم للسياسات الداخلية القائمة على اصطناع الأتباع والعملاء داخل المستعمرات واستخدام سياسة (فرق تسد) التي نجحت بها بريطانيا كثيرا في تطويع الحركات الثورية وكسرها، واستغلال وجود الطبقات المنتفعة بوجود الاحتلال الإنجليزي.

لهذا نقول وبحق.
أن بريطانيا هي الشيطان الأكبر الحقيقي في الساحة العالمية منذ مائتي عام، ولو كان الدور البريطاني غائبا عن العالم في تلك الحقبة لتغيرت خريطة القوى العالمية تماما، بل لم نكن لنشهد معظم الحروب الإقليمية التي دارات في أنحاء العالم، وما كنا لنشهد النظام المالي العالمي الذي سيطر بالعولمة على مقدرات الشعوب النامية لصالح أباطرة الاقتصاد في الدول العظمى.
فهذا كله كان لبريطانيا الدور المؤسس فيه.
فضلا على أنه لولاها لما نجح مشروع إنشاء الوطن القومي لليهود على أرض فلسطين وَلَتَمَكّن العرب من قتل المشروع في مهده في عدة فرص سانحة لولا وجود البريطانيين.
ولولا بريطانيا لما نشأت فكرة (الصهيونية) بفرعيها الصهيونية المسيحية واليهودية، والتي لم يقتصر تأثيرها على مجرد تأسيس الوطن القومي لليهود بفلسطين بل كان تأثيرها السياسي والاقتصادي هو الذي أدى فيما بعد لما شهدناه في العالم من سيطرة رأس المال على مقدرات الدول في أقطار العالم الأربعة عن طريق العولمة الاقتصادية

والسر التاريخي خلف التفوق البريطاني على المستوى الاستراتيجي له عدة أسباب
:
الأول:
أن بريطانيا – في عصرها الحديث-كلاعب رئيسي في الساحة الدولية لم تكن تعمل اعتمادا على وجود (القائد الملهم) أو (الزعيم المتفرد) الذي يعتبر وجوده ضرورة لقيادة الدولة للتطور النوعي في عصر الصراعات الذي بدأ في القرن الخامس عشر واشتد في القرن الثامن عشر، واشتعل في القرن التاسع عشر والعشرين.
فالذي ينظر للعالم في تلك الفترات يجد أن معظم الأقطار والدول التي نبغت وتعملقت استندت في قوتها بالأساس لظهور شخصيات قيادية بعينها صنعوا تجربتها وكان تأثيرهم على أوطانهم أشبه بمهاجم كرة القدم المتفوق والمتفرد الذي يقود فريق بلاده ويصنع مجده وانتصاراته.
فإذا غاب اللاعب لأي ظرف عجز الفريق عن الأداء بنفس القوة والكيفية.
وهو ما رأيناه مثلا في النقلة النوعية التي صنعها (نابليون) في فرنسا، والنقلة الأكبر التي صنعها (بسمارك) في ألمانيا وغيرهم.
لكن إنجلترا بعد مرورها بفترة اضطرابات عاصفة عقب فشل حملة (ريتشارد قلب الأسد) على الشرق وبلوغ الملك (جون) شقيق الملك ريتشارد (ريتشارد) لسدة الحكم عام 1225م،
من هذا الوقت المبكر جدا من القرن الثالث عشر بدأت إرهاصات التغيير الإنقلابي في السياسة البريطانية
حيث بدأت فترة اضطرابات داخلية أثارها الأمراء والنبلاء وهو الصراع السياسي الذي انتهى بصدور (الماجنا كارتا) الذي كان صدوره في عهد الملك (جون) يمثل انقلابا دستوريا أبيض على السلطة الملكية المنفردة التي كانت تحكم بريطانيا وبمثلها كانت سائر أنظمة الحكم في أوربا.
وقصة إعلان (الماجنا كارتا) بدأت عندما تولى الملك جون العرش، حيث كانت إنجلترا غارقة في الديون، ووجد الملك الجديد نفسه مضطرا لخوض حرب على عدة جبهات
أولها مع فرنسا (التي تمكنت من استعادة الكثير من الأراضي الفرنسية التي كانت خاضعة لسيطرة إنجلترا)
ومع البابا (بسبب خلاف حول مرشحه لتولي منصب كبير أساقفة كانتربري)،
ومع النبلاء الإقطاعيين، أو "البارونات" في بلاده، الذين كانوا غاضبين لفرضه ضرائب باهظة عليهم.
وبينما كان الملك جون يشن حربه الكارثية في فرنسا، اجتمع كبار البارونات الإنجليز سرا واتفقوا على إجباره على احترام حقوقهم وحقوق رعيته. وعندما عاد، قدّموا له سلسلة من المطالب.
حاول الملك حشد التأييد لكي يتفادى الرضوخ لتلك المطالب، لكن يبدو أن غالبية أتباعه انفضوا من حوله. ومع ضعف موقفه وانخفاض شعبيته، لم يتمكن جون من مقاومة البارونات والأساقفة الذين أيدوهم، وَقَبِل في نهاية المطاف الاجتماع بهم، ووضع ختمه على وثيقة المطالب التي عُرفت بالماجنا كارتا في 15 يونيو عام 1215م
وتناول الميثاق عدة بنود معظمها حقوق الإقطاعيين وواجباتهم، ولكن بعض بنودها نص كذلك على حماية حقوق الكنيسة والتجار وسكان المدن والقرى.
كما أنها كفلت حقوق النساء والأطفال في الميراث، ونصت على أنه لا يجوز معاقبة الأشخاص على ارتكاب أي جرائم إلا إذا أدينوا بشكل قانوني" ".
ونظرا لأن أوربا في طول تاريخها وعرضه لم تشهد أي ضوابط تشريعية لحقوق الإنسان أو حتى لحقوق الكبار تجاه السلطات المطلقة التي تحوزها العائلات الملكية الحاكمة.
وأن المناطق الوحيدة في أوربا التي شهدت مثل هذه الحقوق الحضارية هي المناطق التي حكمتها الخلافة العثمانية والأندلسية، نظرا لوجود الدساتير والقوانين المستندة لحكم الشريعة الإسلامية." "
نظرا لذلك كان من الصعب على الملك (جون) أو غيره أن يلتزم ببنود هذا الميثاق رغم أن تلك البنود احتفظت للملك بسلطاته الواسعة غير أنها أعطت جزء من السلطة للنبلاء.
لم يلتزم الملك جون ببنود الميثاق، مما أدى إلى نشوب حرب أهلية بين الملك من جهة، والبارونات الذين استعانوا بالجيش الفرنسي نظرا للعداء التاريخي بين إنجلترا وفرنسا من جهة أخرى.
استمرت الحرب، التي عُرفت بحرب البارونات الأولى لمدة عام، وانتهت بوفاة الملك جون وتولي ابنه البالغ من العمر 9 سنوات (هنري الثالث) عرش البلاد. وتعهد الملك الجديد بالالتزام ببنود ماجنا كارتا وحظي بدعم البارونات.

فإذا بإعلان عهد (الماجنا كارتا) في بريطانيا يعطي أول تجربة في أوربا للديمقراطية والحكم التشاركي في أوربا
ورغم أن الشعب نفسه لم ينل حقوقا زائدة إلا القليل في هذا الإعلان إلا أن الإعلان نفسه الذي وقفت خلفه طبقة الأمراء والنبلاء أعطاهم الحق في مشاركة الملك في معظم القرارات المصيرية التي تخص البلاد.
وتم تفعيل (الماجنا كارتا) واكتسب قوة الدستور شيئا فشيئا وتطور الالتزام به حتى القرن السابع عشر عندما دخلت بريطانيا مرحلة تأسيس الأسطول البحري واكتشاف المستعمرات، مما أدى إلى بزوغ الوجه الجديد لبريطانيا في طريقة الحكم وتقرير سياستها الداخلية والخارجية" "
وبالتالي:
أصبحت السياسة البريطانية منذ ذلك الحين تقوم على فكرة (فريق العمل) أو (team work) التي تجعل من القيادات بريطانيا تشبه فريقا قويا لكرة القدم يعتمد في قوته ونتائجه على التجانس التام بين الفريق وعلى توزيع الأدوار بين اللاعبين وخلفه مدرب خبير لا يتخذ قرارا بغير خطة مدروسة، بحيث يكون الفريق قويا في مجمله لا يعتمد على لاعب متفرد يقوده ويصنع بطولاته.
وهذا التغيير الكبير هو الذي تطور فيما بعد وجعل من السياسة البريطانية تتميز على باقي دول العالم بسياسة النفس الطويل والتفكير الاستراتيجي الممتد الذي يواكب أي تغييرات تحدث على الساحة الدولية ويستعد لها بخطوات استباقية، بحيث لا تستسلم بريطانيا أبدا لليأس حال مواجهة أي تغييرات أو ظروف غير مواتية وتظل على تماسكها حتى تحقيق النصر
وهو ما نفذته بريطانيا بالفعل أمام نابليون عندما اكتسح أوربا كلها، وتحالفت جيوش الممالك الأوربية عليه عدة مرات فهزمهم جميعا، وواجه الجيش الإنجليزي وأذاقه الهزيمة عدة مرات وفي نفس الوقت الذي يئست فيه القوى الأوربية من هزيمة نابليون كانت بريطانيا لا زالت على إصرارها حتى استغلت فشل حملته في مصر وواجهت أسطوله في معركة أبي قير البحرية لتحقق أول انتصاراتها على نابليون.
ثم تتابعت جهودها حتى هزيمة نابليون في (ووترلو).
وبنفس الطريقة واجهت بريطانيا الزعيم النازي (أدولف هتلر)، فعندما اكتسح هتلر أوربا وأسقطها في قبضته ثم استسلمت له فرنسا، وواجهت القوات البريطانية المتحالفة مع فرنسا خطر الفناء على الموانئ الفرنسية في معركة (دنكرك).
وتلقى جهاز المخابرات البريطاني ضربات قاصمة من جهاز المخابرات الألماني عندما وقع اثنان من أكبر ضباطه في أسر المخابرات الألمانية
فلم تستسلم بريطانيا ولا عرضت التفاوض.
بل على الفور قامت بتغيير فريق العمل القديم في حكومة (نيفل تشمبرلين) وجاءت بحكومة جديدة برياسة (ونستون تشرشل) الذي أعلن أنه لا يعد الشعب البريطاني إلا بالدم والدموع حتى تمام النصر على النازية
وكان حلم النصر وقتها حلما بعيد المنال لوقوف بريطانيا وحدها أمام هتلر بكل إنجازاته الحربية وسيادته على أوربا.
لكن أيضا اتبعت سياسة (فريق العمل) وسلكت طريقة النفس الطويل شيئا فشيئا حتى ضمت لها الولايات المتحدة في التحالف وتمت هزيمة هتلر.
فسياسة بريطانيا في تنويع أدوار رجالها وفتح المجال أمام كل موهوب ليؤدي دوره كانت أحد أهم الأسباب في التفوق البريطاني

الثاني:
السبب الثاني يتمثل في حسن التخطيط وإتقان التفكير الاستراتيجي بعيد المدى وعدم الالتزام بطريقة الدول الأوربية المتوارثة في مسألة العداء والصداقة السياسية.
فقد كانت الملكيات الأوربية في عصر الصراعات تعيش على العداوات التاريخية بحيث يظل العدو عدوا والصديق صديقا، كما أن الاختلافات العرقية والأيديولوجية كانت تحكم الصراعات الأوربية منذ عهدها القديم.
لكن بريطانيا رفعت شعار (البرجماتية) أو النفعية المحضة، وهو ما عَبّر عنه ونستون تشرشل نفسه عندما قال:
(إن بريطانيا ليس لها عداوات دائمة أو صداقات دائمة بل لها مصالح دائمة)
وكان تطبيقهم لهذا المبدأ منذ وقت مبكر سببا في تفوقهم النوعي على منافسيهم، حيث سمح لهم بالتحالف المؤقت حتى مع عداوات تاريخية، وسمحت لهم تلك السياسة بالإضرار المباشر بمصالح حلفائهم أيضا عند الحاجة!
وقد بلغت بريطانيا أقصى مدى في تطبيق تلك السياسة الميكافللية البحتة، ولها تجارب عجيبة قديما وحديثا في ذلك.
فرغم العداء التاريخي بينها وبين فرنسا إلا أنها توافقت مع فرنسا في بدايات القرن العشرين بالاتفاقية المعروفة باسم (الاتفاق الودي)، كذلك تحالفت معها في الحرب العالمية الأولى والثانية.
وسياستها مع الولايات المتحدة خير مثال على بيان الطبيعة البريطانية العجيبة، فقد خاضت بريطانيا حربا ضروسا ضد سكان المستعمرات الأمريكية بقيادة (جورج واشنطن) في حرب الاستقلال" ".
وعندما أيقنت أن الزمن قد تغير في المستعمرات، وأن القوة المفرطة لن تأتي بنتيجة لجأت للأسلوب الثاني على الفور فعقدت معهم الاتفاقيات التي تمكنت بها من استيعاب قيام الجمهورية الأمريكية ثم أسست معها تحالفا وثيقا حفظ المصالح البريطانية مع أمريكا دون منغصات.
وهذا يوضح لنا الاستراتيجية البريطانية وخطورتها
كما سمحت لهم تلك السياسة بالسعي للاستفادة من كل تجارب التفوق للدول الأخرى وتقليدها والإضافة عليها.
بمعنى أنهم كانوا يتعلمون من دروس الدول المنافسة وتجاربهم ويقتبسونها منهم ثم يزيدون على تلك التجارب من فكرهم الخاص
فكما يقول هيكل:
رغم أن البرتغال كانت صاحبة السبق في الطرق البحرية بين القارات إلا أن بريطانيا لحقتها وسبقتها، ورغم أسبانيا كانت صاحبة السبق في اكتشاف المستعمرات البحرية في أمريكا إلا أن بريطانيا لحقتها وسبقتها، ورغم أن فرنسا كانت صاحبة السبق في تجربة نابليون لاستعمار الشرق بأسلوب جديد إلا أن بريطانيا أخذت خطة نابليون العبقرية وأضافت إليها تفاصيل استراتيجية عديدة لتجعلها قابلة للتنفيذ والنجاح وتحقق لها هذا بالفعل.

السبب الثالث:
سبقت بريطانيا العالم أجمع باختراع غَيّرت به وجه السياسة الخارجية واستراتيجية الحروب، ألا وهو ابتكارها لفكرة أول (جهاز مخابرات عامة) يختلف جذريا عن فكرة أجهزة المخابرات الحربية والاستطلاع التي كانت تقوم بها الجيوش وتعمل في المجال العسكري.
وقد كانت هذه الفكرة في ذلك الزمن فكرة سابقة للعصر بمائتي عام على الأقل حيث تقوم فكرة جهاز المخابرات العامة على وجود جهاز أمني وسياسي مدني على مستوى رفيع يكون جهده موجها للشعوب لا للجيوش ويعمل على حفظ الأمن القومي البريطاني في الداخل، كما يعمل على تمهيد الأرض للبريطانيين داخل المستعمرات باصطناع العملاء واللعب على الفتن الداخلية داخل المجتمعات وإثارة النعرات الطائفية حتى تنشغل الشعوب المحتلة بالصراع فيما بينها ويغفلون عن التحالف الضروري للخلاص من الاحتلال نفسه!