عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2018, 10:04 AM
المشاركة 13
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
من كلامنا :
تناطقوا و منطقة يجمعهما الجذر نطق
وقولنا تناطقوا أي تلاسنوا وتقاولوا بالكلام ولا يكون إلا في الشر .
وأما المنطقة فهي كل ما ينتطق به مثل الحزام الذي يضعه الرجل على حقويه يحفظ فيه سلاحه و ماله ، وقالوا منه (المنطقة) وهي بتعبير نا اليوم المحفظة أو الشنطة الصغيرة wallet التي تجعل في الجيب .
جاء في لسان العرب :
(وتَناطَق الرجلان: تَقاوَلا؛ وناطَقَ كلُّ واحد منهما صاحبه: قاوَلَه؛ وقوله أَنشده ابن الأعرابي: كأَن صَوْتَ حَلْيَها المُناطِقِ تَهزُّج الرِّياح بالعَشارِقِ أراد تحرك حليها كأنه يناطق بعضه بعضاً بصوته.)

وكل صوت منطق ، ومن الطرف التي حكاها ابن منظور في لساته :
أَن أَعرابيّاً ضَرطَ فتَشَوَّر فأَشار بإبهامه نحو استه، وقال: إنها خَلْف نَطَقَت خَلْفاً، يعني بالنطق الضرط.*

وأما في المنطقة فجاء في اللسان كذلك :
(والمِنْطَقُ والمِنْطقةُ والنِّطاقُ: كل ما شد به وسطه. غيره: والمِنْطَقة معروفة اسم لها خاصة، تقول منه: نطَّقْتُ الرجل تَنْطِيقاً فتَنَطَّق أي شدَّها في وسطه، ومنه قولهم: جبل أَشَمُّ مُنَطَّقٌ لأن السحاب لا يبلغ أَعلاه وجاء فلان منُتْطِقاً فرسه إذا جَنَبَهُ ولم يركبه، قال خداش بن زهير: وأَبرَحُ ما أَدامَ الله قَوْمي، على الأَعداء، مُنْتَطِقاً مُجِيدا يقول: لا أَزال أَجْنُب فرسي جواداً، ويقال: إنه أَراد قولاً يُسْتجاد في الثناء على قومي، وأَراد لا أَبرح، فحذف لا، وفي شعره رَهْطي بدل قومي، وهو الصحيح لقوله مُنْتَطِقاً بالإفراد، وقد انْتَطق بالنِّطاق والمِنْطَقة وتَنعطَّقوتَمَنْطَقَ؛ الأَخيرة عن اللحياني.)

وكانت المحافظات قبل اليوم تسمى مناطق فنقول مناطق المملكة العربية السعودية منطقة مكة المكرمة و منطقة المدينة المنورة و منطقة الرياض وواحدتها منطقة ؛لأن أميرها يحفظها كما يحفظ الرجل ماله و لأنها ريعها و بلادها ورجالها معتمده مثل ما المنطقة من مال و جوهر .
وقلت أن المنطقة هي المحفظة فبدلوا لفظا بلفظ والمعنى واحد.

تنبيه:
ومن جميل الكنايات قولهم : فلان نطق على فلان ، أي قال كلاما يفهم منه الحسد و إرادة العين .
فكنوا بالأصل واستغنوا به عن التصريح بالفرع لشر الآخر .

والله أعلم.

*

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا