عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-2010, 04:16 PM
المشاركة 22
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أنا الحاوي


أنا العرب دون نفط.
وعبد الناصر دون ميكروفونات.
أنا المؤامرة على لبنان ولا أستطيع فضحها.
مجازر حرب الخليج ولا أستطيع وقفها.
المقاومة الفلسطينية تنهار ولا أستطيع دعمها.
البطون الجائعة في كل بيت ولا أستطيع إطعامها.
الأجساد العارية على كل رصيف ولا أستطيع سترها.
الجراح العميقة في كل قلب ولا أستطيع تضميدها.
الخناجر المغروسة في كل ظهر ولا أستطيع نزعها.
الدموع على كل وجه ولا أستطيع تجفيفها.
الوحدة القاتلة في كل سرير ولا أستطيع تخفيفها.
الجثث المبعثرة في كل خطوة ولا أستطيع دفنها.
النسور الحبيسة في كل قفص ولا أستطيع اطلاقها.
الحقوق المهدورة في كل مكان ولا أستطيع لمسها.
أي أن جميع الطاقات السياسية والفكرية والاقتصادية والعاطفية كالحب والخير والجمال والصداقة والخبرة والوفاء وطرافة الحديث وشدة الانتباه يجب أن تجد نفسها أمام العجز الكامل.
أي أن الإنسان العربي لا يستطيع في هذه الظروف العصبية التي تمر بها أمته أن يلعب أي دور سياسي أو ثقافي أو اجتماعي أو نضالي ولو غناء مثل عبده الحامولي أو صالح عبد الحي.
ولكن، من جهة أخرى، لقد دربت الدببة على الرقص.
والقردة على الغناء.
والبلابل على النعيق.
والنمل على الفوضى.
والماعز على النظام.
والثعلب على الوفاء.
والكلب على الغدر.
والسنونو على الاقامة.
والدجاج على الهجرة.
والذئب على التسامح.
والبجع على الحقد.
والحملان على الصمود.
والأرانب على التهور.
والضفادع على الصمت.
والببغاء على الخطابة.
والسمك على النوم.
والجراد على الزحف.
والسلحفاة على القفز.
ولم أستطع تدريب إنسان عربي واحد على صعود الباص من الخلف والنزول من الأمام، فكيف بتدريبه على الثورة.
ولذلك زودت أطفال الشرق منذ الآن بعناوين الأونروا ووكالات غوث اللاجئين، ودربتهم على الوقوف في طوابير الاعاشة وآداب النوم في الملاجىء والاستلقاء في المقابر الجماعية، ودربت قاصراته على آلام الاغتصاب وضرورة التمسك بلعبهن، بحصالات نقودهن، بثياب الموتى من حولهن، أن لا يأخذن أبداً بالشعار الذي أطلقته اسرائيل عام 1948 : "العرض قبل الأرض" لأن الأرض قبل العرض والطول.
قبل بيارات البرتقال وبساتين الليمون، قبل زرقة البحر وغناء الصيادين ومواويل الفلاحين، قبل الزراعة والصناعة والفن والعلم والمعرفة واليمين واليسار، والماضي والحاضر والمستقبل ولكنها ليست قبل الحرية.