عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2014, 07:49 PM
المشاركة 34
احمد سليم العيسى
الشاعر الأمي العربي الغضب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[TABLETEXT="width:90%;background-color:black;"]



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[marq="6;up;1;scroll"]و ... جميلة ؟؟
[/marq]



تمّر الأيام و يشتد العود .. تظهر ملامِحها واضِحة .. عين واسِعة سوداء أنف صغير و فمٌ ممتلىء .. شعر حريري بلون بني غامِق وبشرة كالحليب ، لا زال
جِلدها شفافاً فالعروق مرسومة بوضوح على وجهها و سائر بدنها ، التصق بها الأب فصارت حياته الصغيرة المرحة البريئة .. و ابتعدتْ عنها الغالية فقد
انصّب اهتمامها بـ [ جميلة ] ....
-أنت تهتم بـ [ جليلة ] كثيراً ...
-[ و هو يحملها على كتفه ] طبعاً تصوري حياتي بدونها ...!
-و [ جميلة ] ؟؟
-ما بالها ؟؟
-أنت لا تهتم بها و تدللها كأختها .. و هذا حرام في حقّك ! ستكرهك البنت
-قولي هذا الشيء لنفسِك ..
-المقصود ؟؟
-لن أشرح أنتِ ذكيّة و تفهمين .. تعالي يا بسبوسة بابا ...!
-أكلّمك أنا .. فرّدّ علي ّ ...!
-أحبك يا غالية فاهدئي ...!
-[ تبكي ]
-[ جميلة ] ابنتي أيضاً و أحبها جداً لكنّكِ لا تعطيني الفرصة فأنتِ تغدقين عليها حنانك كلّه ألم تفكري بالبقيّة ؟ و تستكثرين عليّ بسبوسة كأنّكِ تغارينَ منها ..!
-أنا لا أفعل .. لكنها معكَ طوال النهار ....
-لو وجدتكِ لما التصقت فيي ... سأذهب ..
تبكي الصغيرة بلا توقف .. فتحضنها الغالية .. تهدأ قليلاً ثمّ تنام ..
:
:
تمّر السنون أسرع مِن شهاب حارِق ..هاهي البسبوسة أكملت عامها الخامس و [ جميلة ] عامها السابِع .. و دخلت المدرسة .. و هُناك عاملها الجميع كـ داء
غريب فجمالها الفاتِن لم يحل مشكلة يدها القصيرة .. في كلّ يوم لا تريد الذهاب إلى المدرسة فالجميع ينظر إليها و يتأفف من يدها ...
اقتربت مِن أختِها الباكية ...
-لماذا تبكين [ جميلة ] ؟


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

-اتركيني أنتِ لا تفهمين غبيّة ..!
-..........
-أنتِ طبيعيّة لن تفهمي مثلي ...
-هلْ أنا طبيعية ... ما فهمت ..!
-غبيّة .. أكرهك ..!
-أنا أحبّك ..
-ابتعدي عني ...
اختبأت في صدر أبيها باكيّة .. رغم سؤاله المتكرر عن سبب بكائها .. لَم تقل شيئاً احتضنته بقوة فردّ عليها بِعناقٍ طويل .. مسح رأسها حتى هدأت ..
-[ جميلة ] لا تحبني يا بابا...
-تتخيلين .. أختك تحبك بجنون ..
-تقول عني غبيّة
-[ يضحك] هذه وظيفة الأشقاء ... جعل الحياة أكثر صعوبة ..
نظرت إليه ببراءة فهي لم تفهم آخر جملة .. فضحك طويلاً ثم قال :
-لا تكبري يا [ جليلة ] لا تكبري أبداً ...!
:
و ذات صيف جمع الأب العائلة و وضح لهم أنه ترقى في عمله و وصل لمنصبٍ مهم ... قال لهم .. سننتقِل مِن جميرا .. فقد بُني قصرٌ خاصٌ لعائلته الصغيرة
بكت الغالية فقد تحققت أمانيها ... فرح الجميع فلا بد أن القصر الكبير أفضل مِن هذا البيت الاسمنتي البسيط ... و كم كانوا مخطئين ...!



[ ذَاتْ ] - سيرةٌ ذاتيّة


[marq="4;down;3;scroll"]جليلة ماجِد
[/marq]


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

[/TABLETEXT]