الموضوع: القِطارُ ...
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
4206
 
مختار الكمالي
من قبيلة آل شِعـر

مختار الكمالي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
42

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Jul 2009

الاقامة
سوريا - البوكمال ; مقيم في دمشق موقتاً.

رقم العضوية
7332
05-06-2012, 04:31 PM
المشاركة 1
05-06-2012, 04:31 PM
المشاركة 1
افتراضي القِطارُ ...
القطار
.... شعر : مختار الكمالي ...


كانوا و كانَ القِطَارُ فارتَحَلُوا
ها قَدْ أَضَعْتَ الفَجْرَيْنِ يا رَجُلُ !
لِأَرْبَعٍ قَدْ مَضَيْنَ في عَجَلٍ
أَرَّقْتَ عينيكَ و الهوى خَضِلُ
لكنَّهُمْ يا نَديمَ قافِيَةٍ
بِرَشْفِ خَمْرِ الكلامِ ما ثَمِلُوا !

*

شاخَتْ لِفَرْطِ الحنينِ طاولةٌ
ياما عليها نِقَاشَاً انفعلوا
و فَرَّتِ الذِّكرياتُ مِنْ جُدُرٍ
لا قُبْلَةٌ خَلْفَها و لا بَلَلُ
كأنَّها لَمْ تُوَارِ كُلَّ هوًى
يوماً , و لا طالَ خَلْفَها الغَزَلُ !
و الشَّارعانِ اللَّذانِ قَدْ شَرِبَا
ظِلالَ كُلِّ العُشَّاقِ إذْ دخلوا
عليهِما , أبكَيا ظِلالَهُما
أنَّ الـمُحِبِّينَ كُلَّهَمُ رحلوا !

*

و الآنَ ها أنتَ أيُّها الرَّجُلُ
حَرَّانَ حَرَّ القِطارِ ينتَقِلُ
ترنو إليكَ الأشجارُ مُشْفِقَةً
يكادُ فيها الخريفُ يشتَعِلُ
شَيْبَاً , فتجري لِكُلِّ ناحِيَةٍ
مَرُّوا عليها , تكادُ تقتَتِلُ
حتَّى معَ الطَّيرِ إذْ يحطُّ على
جبينِها مُجْهَدَاً لَهُ أَمَلُ !

*

مَرَّ قِطارُ الأحلامِ في مُدُنٍ
كَمْ قُلْتُ أنِّي فيهِنَّ أحتَفِلُ
و يومَ حانَتْ محطَّتي ضَحِكَتْ
و فاجَأَتْني بِأَنَّها طَلَلُ !

***

هوامش:
1 - هذه القصيدة من مجموعتي الشعرية (في غيابة الحب) الفائزة حديثاً بالمركز الأول / جائزة الشارقة للإبداع العربي.
2 - في البيت الأخير إشارة إلى بيت الشاعر محمد البغدادي الذي يقول :
و من إليها قطعنا العمر نحسبها .. مدينةً فاجأتنا أنها طللُ.