عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-2016, 04:53 PM
المشاركة 270
أحمد صالح
ابن منابر الـبــار

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي مما كان قديما .. حلم مذؤوب .. الجزء الخامس
5 )


ارتبكت يد ليلى و سقطت بعض قطرات متسارعة من الليمون بسرعة محدثة بعض البقع في ملابسها و جعلها هذا تشعر بالخجل و يزداد شعورها بالتوتر مع تساقط عرقها و تصاعد الضحكات هناك من خلف الباب الموصد بإحكام على ما يدور خلفه من أحاديث كثيرة تود ليلى أن تكون جزءا فيها .


تراجعت ليلى من سُباتها الفكري خلف الباب الموصد و صحت على يد حنون تعبث في ملابسها بهدوء فالتفتت بسرعة لما يحدث فوجدت الأستاذة فوزية تتابع في هدوء مسح قطرات الليمون المنسابة على ملابسها و هي تبتسم و تقول لها هوني على نفسك يا بنيتي فأنتِ ما زلت حديثة العهد بالشركة هنا لا تأخذي كل شيء على أعصابك . و اطمئني الحمد لله لحقنا الورقة التي كانت في يدك قبل أن ينساب عليها العصير و يطمس الحبر فيها فلو علم الأستاذ سعيد بذلك لانقلبت الدنيا و لم تنعدل من جديد . و ها هي ملابسك قد قاربت الجفاف فاهدئي .
شكرتها ليلى بابتسامتها الرقيقة و قالت لها : أشكرك جدا لنصيحتك ففعلا ما أحسه من التوتر زائد عن الحد و الحمد لله أن هناك من القلوب من يحس كما تحسين أنتِ بي و لكن أستاذتي هل لي بسؤال من فضلك ...
بادلتها الأستاذة فوزية الابتسامة الهادئة و قالت لها : طبعا على الرحب و السعة يا بنيتي .
ردت ليلى بلهفة شديدة و كأنها انتظرت هذا الضوء الأخضر من الأستاذة فوزية لتطرح عليها سؤالها الذي أرق فكرها جدا و وترها لدرجة أن أصبحت كالبركان الثائر الذي يطرح حممه في كل مكان بلا أي دليل أو هدف .
فاستجمعت قواها المتوترة في كل اتجاه و قالت لها : هل من المعتاد أن تتم اللقاءات الخاصة هنا في العمل هكذا أمام العاملين دون أدنى خجل . !!
تعجبت الأستاذة فوزية من ما يكنه سؤال ليلى من تساؤلات كثيرة و لكن قالت لها بنفس الابتسامة و الهدوء .
لم أفهم جيدا مقصدك من السؤال و لكن كل من يدخل هنا و من هذا الباب لابد له من عمل يقوم به . هل عرفتي ؟ لابد له من عمل يقوم به .
و الآن اسمحي لي أن أذهب إلى مكاني من جديد فأمامي الكثير من العمل الذي أقوم به و أعتقد أن أمامك الكثير و الكثير أيضا .




تركتها الأستاذة فوزية في حيرتها التي لا تنتهي عند حد و لا تجد من يطفئ هذا البركان الثائر من الأفكار و لكن توقفت مع آخر كلمات الأستاذة فوزية : ( أمامك الكثير و الكثير ) تُرى ماذا كانت تقصد من هذا ... هل تعلم شيئا و تريد أن تحذرني منه .. أم أنها مجرد كلمة لتجعلني أستجمع كل قواي للاهتمام بالعمل و الابتعاد عما يؤرقني من تساؤلات لا تفيد .


نفضت ليلى كل ما عليها من أرق و توتر و همت أن تدخل أجواء العمل من جديد فوقفت تنظر لمكتبها المرتبك الأوراق و بدأت في إعادة حاله إلى ما كان عليه و هنا ... وقعت عينها على تلك الورقة المنفرده المبتلة بعض الشيء
أين أنتِ أيتها الشقية ؟ أنتِ من يحمل الإجابة لكل ما في جعبتي من أسئلة .. نعم أنتِ .


خطفت ليلى قرار تعيينها المعدل و رمت عينها عليه لتقرأه ما فيه من كلمات . و لفت نظرها جدا توقيع الأستاذ ماهر حسين في نهاية الورقة و تاريخ التوقيع المدون بجانبه .
ماهذا الذي أرى .. أنه تاريخ أمس الأول .. عجبا لهذا ... زادت حدة النظرة الموجوده في عين ليلى و هي ترفع عينها لتقرأ الصفحة من بدايتها و كان مع ارتفاع عينها .. ارتفاع آخر
ارتفاع ذو صوت و نبض ..
ارتفاع لدقات قلبها الذي يريد أن يطمئن و لا يريد أن يتفاجأ بالحقيقة .




تجاسرت ليلى على نفسها و بدأت في قراءة الورقة من البداية ...
و إذا بها تصل لمفاجأة لم تكن في الحسبان أبدا .
مفاجأة يمكن أن تعصف بكل أفكارها التي بنتها منذ أن دخلت هذا المكان المشتعل كخلية من خلايا النحل .
كيف هذا .......... ؟؟؟
كيف يمكن أن يكون ....... ؟؟؟
أنا . أنا سأكون في هذا المكان ؟؟؟؟ !!!!
.
.
.
.
.
انتهى الجزء الخامس

ما أعظم أن تكون غائبًا حاضر ... على أن تكون حاضرًا غائب