حصــــاد الريـــــح
حين أزرع بسمـــة
وأحصد دمعـــــة
يداهمني الســـؤال
أين الرجال؟
حين يجف لبن الأثداء
حين تصير الصدور صحراء
يداهمني السؤال
أين النساء؟
أبا ذر ،عجبت لفلول الجائعين
تختبيء في عباءة الصمت
تستظل ثحث شجرة الخيبة
تلوك انتظار الذي لن يأتي
عجبت من هذا الصبر/ الجمر
يرى الفقير رطوبة الوقت
تقضم شفتيه في قداس الصمت
ولا يحمل سيفا ويطيح بعنق الفقر.
عجبت أبا ذر
عجبت للفقير
يكتفي بالحوقلة والنظر
يرى جسده موزعا بين القبائل:
شعره وسائد لجواري تميـــــم
أردافه أرائك تنام عليها بنو سليم
جمجمته أقداح نبيذ لسكارى ثغلب
ضلوعه سلالم للأوس والخزرج
ولا يحمل السيف
ضاق السيف من الغمد
وتاق لمن يحمله
أكله الصدأ ، ولا من يداعبه.
عجبت أبا ذر
للفقير ينتظر ببراءة دوره
لتطحنه رحــــــى الصمت
عجبت
للماء نبعــــــه
للبحر بــــــره
الفقر عبــــــد
سيده لايريد سادة فوق سدته.
عجبت للفقير
كيف يعرف سيد نكبته
ويقسم قامته نصفين.
عجبت لهذا الصمت
كلما هبت عاصفة تنزوي
إدانتك لجفاف الوقت نزوه
كالدراويش ، تمارسها في خلوه
عجبت لهذا الموت قبل الموت.
عجبت للفقير
يرى البحر شجرة كل الفصـــول
ثمرها لايعتريه الخريف ولا الذبول
ويكتفي منه باللون وطعم الملــح.
عجبت للفقير
يرى السحابة حبلــــــى
يرى الأرض حبلـــــــى
وأزهاره دوما ذبلــــــى
عجبت.
عجبت للفقير يرى القمر
سابحا في السمــــا
يرى الشمس تتباهــــى
ترى نفسها المبتـدى والمنتهـى
ودوما يفترش الأماني ويلتحف الظلامــا
عجبت
عجبت
عجبت .