عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-2011, 08:55 AM
المشاركة 105
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
وألان مع سر الأفضلية في رواية:
16- ثلاثية سأهبك مدينة أخرى – أحمد إبراهيم الفقيه – ليبيا
الثلاثية الروائية -الدكتور أحمد إبراهيمالفقيه
كاتب من ليبيا

صدرت هذه الرواية عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ..الروايةعبارة عن كتاب واحد في 516 صفحة يضم ثلاثة أجزاء:
1-سأهبك مدينة أخرى
2- هذه تخوممملكتي
3 – نفق تضيئه إمرأة واحدة.
سأحدثكم عنها ليس من باب النقد والتخصصوالتحليل والتعمق في الكتابة عن أي نص أقرأه بالطبع لا فأنا كما كتبت في أول موضوعصغير لي معكم عن رواية قرأتها قلت بأني لست متخصصة بل متذوقة وأحب أن أعبر بعفويةعن ما أشعر به تجاه ما أقرأه ويبقى في النهاية رأي شخصي يستطيع أن يضيفه المتصفحإلى مجموعة الآراء الشخصية حيال أمر ما والمتنوعة بتنوع مظاهر الحياة ومن ثم يختارما يروق له منها بالإضافة إلى إني أُعجبت بمكتبة الجسد ولا أود أن أبخل عليها بماوقع في يدي من كتب

أحببت هذه الحكاية وعلمت في الحال لما أحببتها ؟ لطالماشدتني الحكايات التي تسبح في عالم الخيال .. تطيب لي المتعة الروحية والبهجة التيأستمدها منها بالرغم من إنها لا تقدم أية فائدة أو ثقافة على خلاف الروايات التيتستند على خلفية واقعية من أحداث سابقة أو حالية.

وجدتها شاعرية وحالمة .. تتغذى على موائد الحلم ..تسكن مُدن الأساطير.. ترتدي حُلة الخرافة.. تعدو خلفالسراب.. تخاطب الخيال

خليل بطل الحكاية مسكون بهاجس البحث عن المرأة الحلم ..

مُشبعة إلى حد ما .. هي الأحلام عندما نقتات عليها لحين بزوغ فجرالواقععندما يأتي كما نحب ونشتهي .. أحببت جانب الحُلم في الحكاية لكن بطلها خذلني وشعرتبالخيبة كنت أظن بأنه سيكون رجل مختلف .. وفي .. رومانسي.. كون خط الرواية في جزءكبير منها قد نُقش بأحرف حالمة .. لم يعجبني خليل لم أتعاطف معه .. رجل يقنعك بأنهمتشبث بصورة جميلة لفتاة أحلامه وحتى عندما يجدها يخونها مع أية فتاة عابثة تطفىءنيران حاجاته البيولوجية كما يقول .. رأيته شخص حسي لأبعد حد وصورة الحب لديهبروازها الجسد ثم الجسد ثم الجسد .. عندما يتحدث ويقول أحببت أعلم بأن حبه يتمحورفي تضاريس الجسد ليس إلا ..ربما هذا فقط هو الحب في نظر خليل أو في نظر معظم الرجالأو بالتحديد في نظر الكاتب أحمد الفقية

الجزءالأول : سأهبك مدينة أخرى
هنا خليل في أدنبرة يحضر إطروحته ..يختلط بالمجتمع الإسكوتلندي ..يقيم عدة علاقات مع الشقراوات بدايةً مع صاحبةالمنزل الذي يسكن فيه وبعلم زوجها

مقطع من الروايةفي هذا الجزء :
خليل :
جئت أول ما جئت ملفوفاً بقماطي المشرقي فوجدتنفسي جسماً غريباً لا يحقق توافقاً مع ما حوله. إجتهدت في أن أشتري قبولاًبالمبالغة في التشبه بهؤلاء الناس وإظهار الولاء لقيمهم وأساليبهم. كنت كمن يأتيمن أفريقيا بقشرته السوداء ويضع فوق رأسه باروكة من الشعر الأشقر الناعم الطويلويمضي في الشارع متباهياً بها ، مدعياً أنها شعره الحقيقي. ثم إهتديت بعد ذلك إلىحل يضمن لي تحقيق هذا المقدار من التواصل الذي أحتاجه لعافيتي النفسية. فصرت لاأرى نفسي إلا حجراً متدحرجاً لا تنبت حوله الأعشاب. لا أطرح أسئلة حول ما يجب أنأفعله أو لا أفعله ....



الجزء الثاني : هذهتخوم مملكتي
يعود إلى ليبيا.. يذهب ليزور الحي القديم المهجورالذي نشأ فيه ..يدخل بيت رجل دين توفى منذ قرابة الـ 20 سنة لكنه يحدثه وكأنه موجودويرسله لمدينة نحن نسبقها بـ 1000 سنة .. أعجبني كثيراً هذا الجزء من الرواية .. يجد فتاة أحلامه ..تدور الأحداث وتنتهي بمأساة

مقطعمن الرواية في هذا الجزء :
خليل :
وجدت حباً لا أدري إن كان بإستطاعتي أنأنساه ، لأن المرأة التي إلتقيت بها لم تكن إمرأة عادية نلتقي بها كل يوم ، إنهاالمرأة الإستثناء التي جاءت مطابقة لإمرأة ترقد صورتها في قاع الذاكرة ...

الجزء الثالث : نفق تضيئه إمرأةواحدة
يعود إلى الواقع إلى بيته وزوجته التي لم يحببها يوماً كانزواجاً بترتيب عائلي لكن بموافقته .. ثم من جديد يجد في الواقع فتاة أحلامه التيتشبه فتاة أحلامة في المدينة التي سبق وعاش فيها من 1000 سنة ..

مقطع من الرواية في هذا الجزء :
خليل :
إنني مهما بذلت منجهد لتأكيد إنتمائي لهؤلاء الناس وهذه المدينة فإن ولائي الحقيقي يبقى لتلك العوالمالتي باحت لي بأسرارها عندما تحررت من قيود الزمان والمكان . حتى لو أنكرت هذاالإحساس وحاولت أن أنشغل عنه بالإنهماك في ممارسة الحياة ففي مكان ما من عقلي يضلذلك العالم يناديني وأحس إحساساً غامضاً إنني سأجد ذات يوم من الأيام سبيلاً إلىالنفاذ إليه .

ومقطع آخر :
رفعت رأسي ولا أدري لماذا أحسست حين رأيتهابأنها المرأة التي تصورت إنني عشت عمراً أنتظر ظهورها وأهيىء نفسي لإستقبالها وأزرعحقولاً من العشب في قلبي لتكون متنزهاً لها . طال غيابها وإنقضى الجزء الجميل منالعمر دون إشارة منها أو علامة توحي بقدومها . تيبست أعشاب القلب وأنا أنتظر زمناًلا يأتي وأعلق بصري بشرفات ونوافذ ظلت مغلقة لا تعد بأية مسرات . فأعدت ترتيب حياتيوحددت علاقتي بالكون على أساس إنها إمرأة لا وجود لها . رأيتها فإرتعشت. جاء الألمكماشة تعصر صدري .. ها هي تظهر بعد أن فات الأوان ..أمطار تأتي بعد موعدها ..

*
لم تكن نهاية الرواية مُرضية بالنسبة لي .. إذ كيف لنا بعدأن نجد الحلم يتجسد واقعاً نتهاون في الحفاظ عليه ؟