عرض مشاركة واحدة
قديم 02-07-2016, 02:09 AM
المشاركة 9
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
هل يتسبب التغير المناخي باختفاء العالم؟
february 6, 2016

لندن ـ «القدس العربي»: تبين أن التغير المناخي و»العدوان السياحي» تسببا باختفاء العديد من الأماكن المهمة، والروائع الطبيعية في العالم، وسط توقعات أن تصبح العديد من الأماكن المهمة والوجهات السياحية غير قابلة للاستخدام خلال الفترة المقبلة للأسباب ذاتها، فيما طرح خبراء جيولوجيون ومختصون في علم المناخ سؤالاً كبيراً حول ما إذا كان العالم سيختفي بأكمله يوماً ما، أو ربما تختفي مواقع مهمة منه، بسبب التغير المناخي الذي تشهده الكرة الأرضية.
وفجرت شركة عالمية متخصصة في مجال السياحة والسفر المفاجأة الأسبوع الماضي عندما أصدرت تقريراً تحت عنوان «العالم المختفي» أدرجت فيه أسماء تسعة مواقع كانت تمثل وجهات سياحية جذابة ومهمة، وكانت روائع طبيعية، قبل أن تختفي وتصبح غير قابلة للزيارة أو الاستجمام.
وقال التقرير الذي صدر عن شركة «ستاي شور»، وهي متخصصة بشكل خاص في تقديم خدمات التأمين على السفر والسياحة إن المواقع التسعة اختفت من العالم ولم تعد تصلح للزيارة بسبب التغير المناخي الذي يجتاح العالم والذي أدى إلى أضرار كبيرة، إضافة إلى الاستخدامات الخاطئة والسلوكيات العدوانية التي يقوم بها السياح لدى زيارتهم هذه الأماكن على مدى السنوات والعقود الماضية.
ويسلط التقرير الذي اطلعت عليه «القدس العربي» الضوء على المخاطر التي تواجهها الأماكن السياحية والمواقع الطبيعية في العالم، حيث تواجه خطر التلف والخراب وربما الاندثار والانتهاء الكامل خلال الفترة المقبلة إذا استمرت الأمور على حالها.
أهم المواقع
ومن بين المواقع السياحية والروائع الطبيعية التي انهارت ولم تعد موجودة في العالم سلسلة الأنهار الجليدية في بوليفيا والتي تغيرت تماماً ولم تعد موجودة، وهي سلسلة أنهار جليدية تتربع على ارتفاع 5300 متر في منطقة «آنديس» في بوليفيا وتعود إلى ما قبل 18 ألف سنة من الآن، بحسب ما يقول الخبراء، وفيها واحد من أعلى مرتفعات التزلج في العالم اليوم.
ويقول التقرير إن تلك المرتفعات الجليدية كانت تجتذب الكثير من المغامرين وهواة التزلج الذين لم يعودوا يتقاطرون عليها حالياً بسبب التغيرات التي طرأت على تلك المنطقة.
وبحسب التقرير فان الأنهار الجليدية في بوليفيا تقلص حجمها خلال الفترة من العام 1940 إلى العام 1982 بشكل كبير، حيث كانت تغطي مساحة 2.4 مليون قدم مربع، أما في العام 1982 فأصبحت تغطي 1.5 مليون قدم مربع فقط، وفي العام 1996 تقلص حجمها إلى 861 ألف قدم مربعة، قبل أن تختفي كلياً في العام 2005. وقال الصحافي المتخصص بتغطية أخبار التزلج جيمي باترسون إنه زار المنطقة في العام 1985 وإن الحركة هناك كانت بالغة الصعوبة في ذلك الوقت، وسرعان ما أصبحت من الأماكن الأصعب في العالم لممارسة رياضة التزلج على الجليد.
ومن بين الأماكن التي تعرضت للتدمير والاختفاء في العالم بحيرة في كمبوديا كانت يوماً ما من روائع الطبيعة، وهي بحيرة «بيونغ كاك ليك»، والتي كانت من أكثر الأماكن شيوعاً للسياحة في العالم، فضلاً عن أنها كانت مصدراً مهماً لصيد الأسماك من قبل السكان المحليين، وبحلول العام 2010 كان أكثر من 90٪ من البحيرة الطبيعية الرائعة قد امتلأ بالتراب، وباتت أثراً بعد عين، على الرغم من أن الحكومة أنفقت عليها 79 مليون دولار في العام 2007، أي قبل ثلاث سنوات فقط على اختفائها شبه الكلي.
تأثير التغير المناخي
ويُعتبر التغير المناخي واحداً من أكثر الملفات التي تشغل أذهان البشر في العالم حالياً، خاصة وأن أغلب التقارير والدراسات تقول بأن سببه يرجع إلى السلوكيات البشرية الخاطئة والانتهاكات البيئية التي يقوم بها الناس، والسياسات غير الصديقة للبيئة التي تقوم بها الدول الصناعية الكبرى.
وتقول اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ (ipcc) إن «هناك دليلاً جديداً وأكثر قوة على أن معظم السخونة الملاحظة على مدار آخر 50 عاماً يمكن نسبتها إلى الأنشطة البشرية»، وهي تغيرات أدت إلى حدوث الكثير من المخاطر البيئية تجاه صحة الإنسان، مثل نضوب طبقة الأوزون، وفقدان التنوع الحيوي، والضغوط على الأنظمة المنتجة للغذاء وانتشار الأمراض المعدية بشكل عالمي.
وتُقدر منظمة الصحة العالمية ( ) وقوع 160 ألف حالة وفاة منذ عام 1950 مرتبطة بصورة مباشرة بالتغيرات المناخية.
وأشار بحث أجري في معهد هوفر بواسطة الاقتصادي توماس مور إلى أن الاحتباس الحراري العالمي سيؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات في الولايات المتحدة.
وتوجد بحوث قليلة في العالم حول تأثيرات التغير المناخي على الصحة ووفرة الطعام والنمو الاقتصادي والهجرة والأمن والتغير الاجتماعي والمنافع العامة مثل مياه الشرب، مقارنةً بتلك الأبحاث التي أجريت حول التغيرات الجيوفيزيائية المرتبطة بالاحتباس الحراري العالمي.
وتمثل غالبية الآثار العكسية للتغير المناخي كابوساً للمجتمعات الفقيرة وذات الدخل المنخفض حول العالم، والتي تتميز بمستويات كبيرة من التعرض للعوامل البيئية المؤثرة المتمثلة في الصحة والثروة والعناصر الأخرى، بالإضافة إلى مستويات منخفضة من القدرة المتوفرة للتأقلم مع التغيرالمناخي.
وأظهر تقرير صادر عن المنتدى الإنساني العالمي عام 2009 أن الدول النامية تعاني من 99٪ من الخسائر المنسوبة إلى التغير المناخي، وهو ما أثار تساؤلاً حول العدالة المناخية، حيث إن أكثر 50 دولة نامية حول العالم لا تعتبر مسؤولة عن أكثر من 1٪ من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتي تتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية.
عن الجزيرة نت