عرض مشاركة واحدة
قديم 08-22-2012, 12:04 PM
المشاركة 7
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
ارتباط مصطفى اليتيم في المكان:

ويصف مصطفى حياته في السودان التي اخذ ينظر إليها وهو في القطار مغادرا إلى مصر:
" وضرب القطار في الصحراء، ففكت قليلا في البلد الذي خلفته ورائي، فكان مثل جبل ضربت خيمتي عنده، وفي الصباح قلعت الأوتاد وأسرجت بعيري، وواصلت رحلتي".

كما انه تخيل الحياة في مصر كيف ستكون:
"وفكرت في القاهرة ونحن في وادي حلفا، فتخيليها عقلي جبلا آخر، اكبر حجما، سأبيت عنده ليلة أو ليلتين، ثم أواصل الرحلة إلى غاية أخرى".

ولما غادر الإسكندرية على متن باخرة متجها إلى لندن بعد انتهاء الدراسة في مصر وصف لندن بما يلي :

"إلا أنني لم أكن حزينا، كان كل همي أن أصل لندن، جبلا آخر أكبر من القاهرة، لا ادري كم ليلة امكث عنده".

وفي البحر وهو يسافر إلى لندن يصف شعوره بما يلي :
" وهاج الموج تحت السفينة، واستدار الأفق الأزرق حوالينا، أحسست توا بألفة غامرة للبحر. إنني اعرف هذا العملاق الأخضر اللامتناهي، كأنه يمور بين ضلوعي. واستمرأت طيلة الرحلة ذلك الإحساس في أني في لا مكان، وحدي، أمامي وخلفي الأبد أو لا شيء وصفحة البحر حين يهدأ سراب آخر، دائم التبدل والتحول، مثل القناع الذي على وجه أمي، هنا أيضا صحراء مخضرة مزرقة تناديني، تناديني".

- لا يوجد لديه انتماء للمكان .
- ارتباطه بالمكان لا يتعدى ارتباط البدوي بمكان خيمته، حيث يستقر لفترة ثم يقلع الأوتاد ويرحل.
- كأنه في سفر دائم، أو رحلة مستمرة.
- منحه السفر في البحر إحساس جميل لأنه خلال الرحلة كان يشعر بأنه لا ينتمي لمكان محدد.
- سيطر عليه إحساس وكأن نداء باطني يدفعه بالرحيل الدائم.