عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2011, 09:46 PM
المشاركة 12
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



أغنية الخريف




قريباً سنغرق في عَتمة متجمِّدة

وَداعاً، يا صفاءَ صيفنا القصير جدّاً

قبل الآن سمعتُ الخريفَ بأسىً

على الغابة متساقطاً على فناء الدار المرصوف


....


الشتاء سيجتاح وجودي: غضب

شنآن، برد، رعب، وعمل قسريّ

وكالشمس في جحيمها الثلجيّ

قلبي ليس سوى قطعةِ جليدٍ حمراءَ طافيةٍ


....


أحِسُّ برعشةٍ عندما أسمع غصناً واهناً يسقط

ليس للمشنقة صدى أكثر صخباً

إنَّ روحي مثلُ برجٍ يستسلم

لضربة المنجنيق الثقيلة غير الكليلة


....


هادئاً هنيهة بهذا الصوت الرتيب

ربّما تابوتٍ، في مكان ما، سُمِّرَ على عجل

لمن؟ الصيف أمسِ، الخريف الآن

هذه الضوضاء الغاضة تُسمع كوداع




2



أعشق الضِّياء المُخضَرَّ في عينيك الواسعتين

أيها الجمال الهادئ
ولكنْ كلُّ شيء مُرّ ٌ هذا اليوم

لا شيءَ، لا حبَّ، المخدع أو الموقد

أعزّ من شروق الشمس على البحر


....


أحبِبْنِ دوماً، أيها القلب الحنون! كُنْ أمّاً

حتى لناكر الجميل، للشرّير

حبيباً، أختاً، حلاوةً سريعةَ الزوال

لبهاء الخريف أو للشمس الغاربة


....


مهمَة قصيرة الأجل
القبر ينتظر بلا رحمة

آه! دعْني
دعْ رأسي يستريح على ركبتيك

مستمتعاً.. نادماً
على ذهاب الصَّيف الأبيض الحارّ

بأشعّة الخريف الأخيرة، صُفراً ولِطافاً





ترجمها عن الإنكليزية


بهجت عباس





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)