عرض مشاركة واحدة
قديم 04-24-2020, 11:41 PM
المشاركة 1026
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَجْبَنُ مِنَ المَنْزُوفِ ضَرِطاً ....

قالوا : كان من حديثه أن نسوة من العرب لم يكن
لهنَّ رجلٌ ، فزوجْنَ إحداهن رجلاً كان ينام الضحى ،
فإذا أتينه بصَبُوح قُلْنَ : قم فاصْطَبِحْ ، فيقول : لو
نَبَّهْتنني لعاديةٍ ، فلما رأين ذلك قال بعضهن لبعض :
إن صاحبنَا لشُجاع ، فتعَالَيْنَ حتى نجربه ، فأتينه كما
كنَّ يأتينه فأيقظنه ، فقال : لو لعادية نبهتنني ، فقلن :
هذه نَوَاصي الخيل ، فجعل يقول : الخيل ، الخيل
ويَضْرُطُ ، حتى مات .
وفيه قول آخر ، قال أبو عبيدة : كانت دَخْتَنُوس
بنتُ لقيط بن زُرَارة تحت عمرو بن عمرو ، وكان
شيخاً أَبْرَصَ ، فوضع رأسه يوماً في حِجْرها فهي
تهمهم في رأسه إذا جَخَفَ عمرو وسال لعابُه ، وهو بين
النائم واليقظان ، فسمعها تؤفِّف ، فقال : ما قلت ؟
فحادت عن ذلك ، فقال لها : أَيَسُرُّكِ أن أفارقك ؟
قالت : نعم ، فطلقها ، فنكحها فتى جَميلٌ جسيم من
بني زُرَارة ، قال محمد بن حبيب : نحكها عمير بن عمارة
ابن معبد بن زرارة ، ثم أن بكر بن وائل أغاروا على
بني دارم ، وكان زوجها نائماً يَنْخَرُ ، فنبهته وهي تظن
أن فيه خيراً ، فقالت : الغارة ، فلم يزل الرجل يَحْبق
حتى مات ، فسمي المنزوف ضرطاً ، وأُخِذَتْ دَخْتَنُوس
فأدركهم الحي فطلب عمرو بن عمرو أن يَرُدُّوا دختنوس
فأبوا ، فزعم بنو دارم أن عمرواً قتل منهم ثلاثة رَهْطٍ ،
وكان في السَّرْعَان ، فردوها إليه ، فجعلها أمامه ، وقال :


أيَّ خَلِيلَيْكِ وَجَدْتِ خَيْرَا
أ ألعَظِيمَ <<<<<<<<
أمِ الذي يَأتِي العَدُوّ سَيْرا


وردها إلى أهلها .
ويقال في حديثه غير هذا ، زعموا أن رجلين من
العرب خَرَجَا في فلاةٍ ، فلاحت لهما شجرة ، فقال
واحد منهما لرفيقه : أرى قوماً قد رَصَدُونا ، فقال
الرفيق : إنما هو عُشَرة ، فظنَّه يقول عَشَرَة ، فجعل
يقول : وما غَنَاء اثنين عن عَشَرة ؟ ويضرط حتى
مات .
ويقال فيه وجه آخر ، زعموا أنه كانت تحت لُجَيم
ابن صَعْب بن علي بن بكر بن وائل امرأةٌ من عنزة
ابن أسد بن ربيعة ، يقال لها حَذَامِ بنت العتيك بن
أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة ، فولدت
له عجل بن لجيم والأوقص بن لجيم ، ثم تزوج بعد
حذام صفية بنت كاهل بن أسد بن خزيمة ، فولدت
له حَنيفة بن لجيم ، ثم أنه وقع بين امرأتيه تنازع فقال
لجيم :


إذا قَالتْ حَذَامِ فَصَدِّقُوهَا
فإنّ القولَ ما قالتْ حَذَامِ


فذهبت مثلاً ، ثم أن عجل بن لجيم تزوج الماشرية
بنت نهسر بن بدر بن بكر بن وائل ، وكانت قبله
عند الأحرز بن عون العبدي فطلقها وهي نِسَء
لأشهر ، فقالت لعجل حين تزوجها : احفظ عليّ
ولدي ، قال : نعم ، فلما ولدت سماه عجلُ سعداً ،
وشبّ الغلامُ فخرج به عجل ليدفعه إلى الأحرز بن
عون وينصرف ، وأقبل حنيفة بن لجيم من سفره
فتلقاه بنو أخيه عجل فلم يَرَ فيهم سعدا ، فسألهم
عنه ، فقالوا : انْطَلَقَ به عجل إلى أبيه ليدفعه إليه ،
فسار في طلبه ، فوجده راجعاً قد دفعه إلى أبيه ،
فقال : ما صنعت يا عشمة ؟ وهل للغلام أب
غيرك ؟ وجمع إليه بني أخيه ، وسار إلى الأحرز
ليأخذ سعداً ، فوجده مع أبيه ومولىً له ، فاقتتلوا
فَخَذَلَهُ مولاهُ بالتنحِّي عنه ، فقال له الأحرز : يا
بنيّ ، ألا تعينني على حنيفة ؟ فكعّ الغلام عنه ،
فقال الأحرزُ : ابْنُكَ ابنُ بوحك ، الذي يشرب
من صَبُوحك ، فذهبت مثلاً ، فضرب حنيفة
الأحرز فَجَذَمه بالسيف ، فيومئذ سمي جَذِيمة ،
وضرب الأحرز حنيفة على رجله فحَنَفَهَا ، فسميّ
حنيفة ، وكان اسمه أثال بن لجيم ، فلما رأى مولى
الأحرز ما أصاب الأحرز وقع عليه الضراط فمات ،
فقال حنيفة : هذا هو المنزوف ضرطا ، فذهبت
مثلاً ، وأخذ حنيفة سعداً فردَّه إلى عجل ، فإلى
اليوم ينسب إلى عجل .
ووجه آخر ، زعموا أن المنزوف ضرطاً دابة بين
الكلب والذئب ، إذا صِيحَ بها وَقَعَ عليها الضراط
من الجُبْن .