عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2015, 11:37 AM
المشاركة 15
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
يقول الأخ ياسر علي :

الإسلام دين متكامل كمبادئ عامة ، و الثقافة الغربية متناغمة إلى حد بعيد كأسس للحياة الكريمة . فالإسلام كمنهاج نظري متكامل ، و المسلمون متخلفون جدا في ابتكار آليات التنزيل ، التي فلح الغرب في ابتكارها وتأسيسها . وتنزيلها على الوجه الأمثل و رغم ذلك لا زالوا يبحثون عن أساليب التطوير ، أما نحن فقد اكتفينا بالمبادئ العامة نجترها دون أن نتزحزح قيد أنملة في آليات التنزيل .

أقول :
قولك الإسلام متكامل كمبادئ عامة والثقافة الغربية متناغمة إلى حد بعيد كأسس للحياة الكريمة ألا يعد هذا انتقاص للإسلام إذ ان اللازم من كلامك أن الإسلام لم يأتي بأسس للحياة الكريمة .. مجرد أطر عامة لاتملك بمجردها التأسيس لحياة كريمة ..إلا بالعودة للغرب.. وأنا لا ألزمك بلازم قولك بل أبين لك مغبته فانتبه..
ولاتنس أننا حينما نتكلم عن الإسلام فنحن نتكلم عن دين .. لا عن الطب والهندسة بل عن ( عقيدة وعبادات ومعاملات وأخلاق)
ودعني أسالك لو كان الغرب كما تدعي يملك ألية التنزيل فمالذي منعهم أن يكونوا مسلمين أفضل منا علماً وعملاً وتنزيلاً ؟..
لأن الأمر يبنى أولاً على صحة المعتقد .. وقولك أننا اكتفينا بالمبادئ
العامة فهذا صحيح بالنسبة لدعاة الليبرالية.. هم لا يريدون إلا المبادئ العامة التي لا تفرق بين إسلام ونصرانية ويهودية .. أما أهل الحق
يلحون في تطبيق الإسلام بكل تفاصيله أصوله وفروعه وشعارهم قوله تعالى (( ادخلوا في السلم كافة)) و ((أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض))..
هل تعتقد أن الإسلام أنزل علينا أحاجي وألغاز وتركنا لنبتكر أليات فك شفرتها وتنزيلها على الواقع ونحن قصرنا ولم نقم بمايجب؟! ..
الإسلام الذي علم الناس كيف يتخلون .. وكيف يتطهرون .. تركهم
هكذا بمجرد المبادئ العامة التي لا تختلف عليها الأديان..
ماهو الإسلام إذن ؟..

يقول :
سنأخذ أمثلة عينية ، عندما سألتك من يفتي لم تتردد في القول العالم التقي الورع العارف بأمور الدين ، وجاء على لسانك هكذا بسرعة ، وأعتقد اعتقادا جازما أن هذا نابع من نظرتنا العامة إلى الأمور ، نحن لازلنا في زمن نعتبر فيه الفرد قادرا على حل كل المعضلات و هذا زمن متجاوز كلية أستاذي الكريم ، و هذه هي ذهنية التخلف بالتمام والكمال

أقول :
كان الجواب العام على سؤال عام ..(من الذي يفتي في الدين؟)
فإذا أردت جواباً تفصيليلاً لأجبتك .. ولعلي فعلت دون التعريج على مسألة التخصص لأنها منتهية عند أهل العلم .. وفرق كبير بين الفتاوى الشرعية والمعضلات الاقتصادية والسياسية .. أنا لن أذهب
لأستفتي عالم حديث عن كيفية الزراعة وتربية الماشية مثلاً ..
لكن دعني أخبرك عن أمر عملي .. كلنا يمر به .. الفرد فينا حينما يمرض ماذا يفعل ؟.. لن يذهب للسباك طبعاً!.. سيختار طبيباً جيداً ويستفتيه..
وسيأخذ بكلامه.. وهو مجرد فرد واحد .. لكن حينما تكون هناك مسألة قومية متعلقة بصحة المواطنين .. لا شك سيجتمع لها أكبر المتخصصين الرسميين وغيرهم لحلها ولن نكتفي بالذهاب لطبيبك الخاص .. هل عرفت الفرق الذي جعلك تقيس مع الفارق ..
هذا والله مستفاد من ديننا الحنيف..
((وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا )).
أما ذهنية التخلف فدعني أوضحها لك .. في كلمتين ..
المتخلف الحقيقي هو ذلك الذي اخترع في دين الله واتبع في الدنيا ..
والمتحضر الحقيقي ( المسلم الحق).. هو ذلك الذي اتبع في الدين واخترع في الدنيا..
ديننا يحثنا على الإبداع في الدنيا لا مجرد أن تكون مستهلكاً لاختراعات غيرك تابعاً لهم.. وأن تكون في الدين متبعاً ..فكم بين دعوة الدين الحق .. ودعوة التغريبيين ..

يقول :
لا يوجد على الأرض شخص قادر على الإفتاء اليوم و أظن أن هذه المسألة ستصدمك كثيرا . لو أخذنا مثال الطّب الذي هو علم من العلوم ، فالأطباء فيه كل واختصاصه ، فلا يمكن لطبيب العيون
أن يداوي الأنف أو أمراض الجهاز الهضمي ...


أقول :
الصدمة ليست في المعلومة الصدمة هي في تناقضك..
فأنت تزعم أنه لا يوجد شخص قادر على الفتيا اليوم .. وهذه منك
ـ لو تدري ـ فتيا.. فكيف تنكر القدرة على الفتيا .. بفتوة منك ..
فهل هذا القول منك نابع من دراسة ما .. فأسلوب الحصر والقصر هذا لا يليق بمن هو مثلك الذين لا يسلمون إلا بالفتاوى المؤسسة على العمل الجماعي المنظم الخاضع للنظم الغربية .. فكيف نقبل كلامك
لو طبقنا عليه قواعدك ..
ثم لاتترد في رمي العلماء بعدم الاهتمام بالتخصص في العلوم الشرعية وهى أشياء يعرفها حتى العوام .. التخصصات الشرعية موجودة ويمكنك التخصص فيها لو أردت لتنفع بها العوام .. لكنك تنكرها .. وهذا لم ينكره حتى المستشرقون.. بل لدينا من التخصصات ما يثير العجب والدهشة ..
فلم يخدم قوم دينهم كما خدم أهل السنة دينهم حتى أنك تستطيع التحديث بحديث تسنده بنفسك عن شيخك حتى تصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. وغيرك لا يرقى حديثهم لأضعف حديث عندك ..

بسبب ذلك العلم الفذ الوعر .. علم الحديث .. وداخله علوم أخرى أدق وأكثر تخصصاًُ وصعوبة .. صاغ قواعدها جهابذة الحفاظ ..


يقول :

و نحن نعلم علم اليقين مدى الأنانية التي يحس بها علماؤنا و عدم قدرتهم على قول لا أعلم ، بل من هب ودب يفتي في كل شيء ، ثم أضف إلى ذلك

أقول :

أسأل الله لك التوبة من تلك المقالة قبل فوات الأوان..
فحينما تأتي هكذا على كل العلماء وتصمهم بالأنانية والكبر من أين ستأخذ دينك .. من المؤسسات الغربية!
ألم تسمع بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة
وأن الله يبعث على رأس كل مئة عام من يجدد للأمة دينها .. وأن العلماء ورثة الأنبياء .. وان لحوم العلماء مسمومة..
وان الله أمرنا بسؤال أهل الذكر .. فإذا لم يوجد أهل الذكر فقد أمرنا
الله بما لا نطيق وهذا محال .. وأن ذهاب العلم بذهاب العلماء فإذا رفع العلم بقبض العلماء قامت القيامة وهى لا تقوم إلا على شرار الخلق.. فهل ترى أننا في زمن شرار الخلق ..
بل مدح الله الذين أوتو العلم ورفع
درجتهم .. ومن هنا جاءت عبارة لحوم العلماء مسمومة.. لقد خضت في لحم مسموم.. فتب إلى ربك قبل فوات الأوان..
لو كنت تريد الإنصاف فلا تعمم .. والتعميم هكذا مذموم فيمن لا يرضيهم التوقف عند العمومات من أمثالك.. ولو كان مستندك في الكلام الشرع الأغر لما قلت ما قلت .. فنعم قد كثر الجهل وقل العلم وكثر علماء السوء.. لكن هذا لا ينفي وجود أهل العلم الراسخين..
وليس ذنبهم أنك لا تعرفهم ..

يقول :

الاختراع والابتكار في الطب لم يعد من اختصاص الفرد ، بل دائما نجد فريقا تابعا لمؤسسة ، وهنا ضع تحت المؤسسة أكثر من خط ، فالابداع و الابتكار هو نابع من مؤسسة ، فكذلك الافتاء ، لو أردنا تحويله إلى علم الافتاء ، يبتكر الحلول الحقيقية ، فلابد أن يسند إلى مؤسسات ، ولو كنا في مرتبة الدول الغربية حضاريا لما أنصتنا بعد إلى المفتي المتسرع يقول رأيه فنعتبره قانونا نسير على منواله . فكل الفتاوى التي تصدر من الأشخاص هي مجرد آراء لأنها لا تخضع للعلمية . فما هي العلمية في الفتوى

أقول :
وما ذنبنا إذا كنت تنظر إلينا بمنظار غربي .. فيجعلك تنكر ما هو موجود بالفعل .. مع وجود الخلل فى الموجود لا شك ..
لكنه أمر غير مرفوض
والمطلوب تحسين الوضع لا مجرد التعالي عليه.. فأنت صاحب المبدأ
أن علينا الرفق بمن يخوض في ثوابت الدين وعدم إصدار الأحكام مع التعالي عليه ..
لو كنت تنظر بمنظار أسلافك العظام لرأيت عمر يجمع الصحابة أكابر الصحابة لاستشارتهم في المستجدات من الحوادث التي تحتاج
لحكم شرعي وتعم بها البلوى ..
لكن لو اجمتع الخلق وصح الأثر عن رسول الله فلا عبرة بأحد ولاميزان
إلا ميزان قال الله قال الرسول قال الصحابة ..
ودعك من الخلط المستمر بين أمور الدين والدنيا فقد ذكرت لك القاعدة التي قعدها أهل العلم .. ان الأصل في الأشياء الإباحة مالم يوجد دليل على التحريم .. والأصل في الدين المنع حتى يوجد دليل
على الإباحة..
فانطلق بارك الله فيك في دنياك وأرنا إنجازاتك في الدنيا ولا تكتفي باتباع الغرب ..بل طور واخترع .. واتبع سلفك الصالحين في العقيدة والعمل فيسلم لك الدين وتطيب لك الدنيا ..
لن أقول لك أذهب لعملك على فرس لو كنت تخشى هذا !
بل أركب ما شئت ما دام حلالاً وقل دعاء الركوب ..
وتبقى الخيل معقود في نواصيها الخير .. هى رمز لماضي نحن إليه....
ولا نحتقره ..
فكم بيننا ..