عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2011, 12:45 AM
المشاركة 3
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




دانته:

دانته ألياري (Dante Alighieri) أعظم شعراء إيطاليا وأحد أهم أعلام الأدب العالمي. ولد في العام 1265، وخلّد اسمه بملحمته الشعرية (الكوميديا الإلهية) التي وصف فيها طبقات الجحيم والمَطْهَر والفردوس، في رحلة وهمية قام بها بقيادة فرجيليوس وحبيبته بياتريس.


وقد أثار دانته إعجاب الناس بكتابه هذا، وبهرهم بمنظومة رائعة غير متوقعة، فحاز على شهرة ومجد غير متوقع. وقد توفي دانته عام 1321.



بالاثيوس:


في أوائل القرن العشرين، كان راهب مستشرق إسباني هو ميغيل آسين بالاثيوس (Miguel Asin Palacios) يدرس الفلسفة الإسلامية في هدوء الرهبان وصبر أهل العلم، وقد استوقف ابن عربي اهتمامه فمضى يدرسه بصبر. فإذا هو يقرأ في صفحات (الفتوحات المكية)، فلفتت انتباهه صور ومشاهد تذكر أنه قرأها قبل ذلك عند دانته.

وكان بالاثيوس رجلاً موسوعياً قرأ فأوعى، وعندما وصل إلى الجزء الثالث من الفتوحات وجد صورة للمعراج الإسلامي لم يشك لحظتها أن هذه لا بد أن تكون أصلاً من أصول دانته في (الكوميديا الإلهية).


وهنا تجرّد الراهب العالِم للعمل بمنهج أهل العلم الدقيق، فأخذ يجمع كل ما ورد في الأصول العربية عن (المعراج) بادئاً بتفاسير القرآن الكريم، ثم بالأحاديث النبوية.


وتبين له أن هذه الأحاديث تنقسم إلى أطوار ثلاث للتطور العام لقصة المعراج، وفي كل طور منها صور مختلفة تميزها عما سبقها:


ففي الطور الأول: وجد أن قصة المعراج تقتصر على الإسراء فحسب، فهي تحكي الحكاية كلها وكأنها وضعتة على الأرض بعد وصول النبي محمد صلى الله عليه وسلّم.


وفي الطور الثاني: العروج إلى السماء وما صادف النبي محمد صلى الله عليه وسلم أثناءه.


وفي الطور الثالث: تصبح قصة المعراج عروجاً كلها، إلى قصة الرحلة خلال السموات والمرور بالجنة والنار والأعراف.


ثم أخذ بالاثيوس تفاصيل صور الجنّة والنار والأعراف الواردة في القصص الإسلامي كله، صورة صورة، ومضى يقارنها بأطوار (الكوميديا الإلهية)، فوجد أن المطابقة لا تقتصر على الصور العامة فحسب، بل تتعدى ذلك إلى التفاصيل الصغيرة، بل هناك كلمات وتعبيرات عربية دخلت ملحمة دانته بمقابلاتها الإيطالية الدقيقة.




يتبع
.
.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)