عرض مشاركة واحدة
قديم 04-26-2017, 04:13 AM
المشاركة 28
الأمين عمر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
نهلة وعبد الوهاب...
نهلة القدسي (أم عمر) زوجة الشاعر والديبلوماسي والسياسي الأردني عبد المنعم الرفاعي الشخصية المشهورة ورئيس وزراء الأردن في فترات سابقة فقد صادف أن كانت في عام 1957 في زيارة مع زوجها الى بيروت ونزلا في فندق البريستول في بيروت في نفس الوقت الذي كان عبد الوهاب نزيلا فيه... . وحدث أن كان عبد الوهاب مريضا وأرادت بعض السيدات من صديقات نهلة زيارته فرافقتهم في تلك الزيارة . ولإخفاء شخصيتها وضعت نهلة نظارات سوداء على عينيها.
ولقد انتفض عبد الوهاب مشاكس النساء واقفا حين رآها طالبا منها خلع نظاراتها لكنها رفضت فقال لها : هو انت حولاء... فردت عليه : وأنت قليل الأدب... وهنا مس تيار الحب محمد عبد الوهاب وأصر على معرفتها وقام بزيارة عبد المنعم الرفاعي في جناحه في الفندق وبالطبع تعرف شخصيا إلى نهلة القدسي وبدأت الاتصالات الهاتفية بينهما فوقعت نهلة في حب موسيقار الأجيال وقررت ترك زوجها والزواج بعبد الوهاب بعدما اتفقا على ذلك.... ولكن كيف السبيل ؟؟؟ فزوجها شخصية مرموقة وستتخلى عن ابنها لأن زوجها حتى إن وافق على طلاقها فلن يوافق على ترك حضانة أولاده... لكن الزوج لم يعطها حريتها وله كل الحق في ذلك فأول ما سينشأ عن الطلاق الضجة الإعلامية الكبيرة فالزوج شخصية مشهورة ومحمد عبد الوهاب شخصية مشهورة وتفوقه شهرة فما الحل؟
في ذلك العام أي 1958 كانت أجواء قيام الوحدة على أشدها بين سوريا ومصر والعداء على أشده بينهما وبين الأردن وكان ذلك من حظ محمد عبد الوهاب ونهلة فاتفق معها على الهروب واللقاء في دمشق... .وقدم الموسيقار ونزل في فندق سمير أميس في دمشق وعلمت نهلة بقدومه فاتصلت به حيث لا يمكنه هو ذلك صباح يوم اثنين على وجه التحديد قائلة: سأكون عندك يوم الأربعاء... وأمضى محمد عبد الوهاب أطول 48 ساعة في حياته... .كان يخرج من غرفته إلى الصالون وهو يفرك يديه... ماذا لو اكتشف الزوج أن زوجته ستهرب إلى دمشق وماذا لو غيرت هي رأيها؟ ليلة الثلاثاء لم يعرف النوم وكان يتصل بعامل الهاتف بين اللحظة والأخرى ليسأله : هل من اتصال لي ؟ ومع استغراب الجميع في إدارة الفندق لم يكن أحد منهم يعلم بالأمر... فكانوا يقولون مستغربين : ماذا جرى لعبد الوهاب فهذه ليست زيارته الأولى لهم فهو نزيل الفندق لـمرات عديدة ولم يتصرف أبدا على هذا النحو .
قلق فوق الوصف
صباح الثلاثاء اتصل عبد الوهاب بمجدي العمروسي محاميه هاتفيا يسأله : أنت جهزت كل حاجة يا مجدي... ويجيبه «اطمن يا فندم كل حاجة جاهزة !..».
كان الجميع يشعر بقلقه ولكن لم يكن أحد يعرف لم هذا القلق؟ ومر النهار عليه طويلا ثقيلا ومرت الليلة كسابقتها... صباح الأربعاء كان من ينظر إلى الموسيقار لا يرى ذلك الرجل الأنيق دائما والنضارة تملأ محياه فقد بدا هزيلا شاحبا يركض نحو النافذة ويرقب السيارات القادمة وكان السير في دمشق في تلك الأيام قليلا جدا بل نادر ويفصل نهر بردى الفندق عن الشارع الرئيسي...ويبقى شارع ضيق بين الفندق وضفة النهر لم يرفع محمد عبدالوهاب عينيه عنه منذ سطوع ضوء الفجر... قرابة العاشرة توقفت سيارة عامة ونزلت منها سيدة تلف رأسها ومعظم وجهها «بإيشارب» كبير وتضع النظارة السوداء على عينيها وقبل أن تصل مكتب استعلامات الفندق كان عبد الوهاب قد وصله قبلها ودخل الاثنان في عناق وسط ذهول الجميع .
وخلال ساعات كان الاثنان في الطائرة في طريقهما إلى القاهرة... وعندما بثت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية النبأ كان عبد المنعم الرفاعي يعلن أنه وزوجته نهلة القدسي قد توصلا إلى الطلاق لتفادي الإحراج الذي وقع فيه... .فقد استطاعت زوجته الهروب إلى الحبيب حبيب الملايين الذي بدا كمراهق طائش في نهاية الخمسينات من عمره ..وهل يفرق الحب الكبير السن عن الشاب... . هربت وبمساعدة المخابرات المصرية في القاهرة كان لابد من انتظار وصول أوراق الطلاق وانتظار مرور أيام العدة الشرعية
وتم عقد القران وبدأت مرحلة جديدة في حياة محمد عبد الوهاب وهي مرحلة نهلة القدسي

عن صحيفة الشروق