عرض مشاركة واحدة
قديم 10-20-2010, 09:24 PM
المشاركة 27
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


(4)
سهيل بن عمرو




هو سهيل بن عمرو بن عبد شمس،
من عمالقة الصيد في الجاهلية، ومن أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين في صدر الإسلام،
حارب الإسلام بيده ولسانه، ووقف في كثير من المواقف صلباً متشدداً لا يلين.
نشأ بجوار الكعبة ينحر بيده الذبائح لأصنامها ويستقبل
الحجيج إليها وهم يأتون زرافات ووحدانا.
سهيل هذا عرفه التاريخ عندما وقف مع أهل قريش يستمعون إلى الرسول(صلى الله عليه وسلم)،
وهو ينادي عليهم أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم؟ أكنتم مصدقيّ؟
قالوا: نعم.
قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد.

عندها جلس سهيل مع شيوخ قريش يتشاورون في أمر محمد، الذي جاء بدين جديد لا يعرفه الآباء ولا الأجداد.
وعندما فشلت الحرب الباردة وقررت قريش أن تعلن الحرب على محمد وصحبه،
كان سهيل بن عمرو في طليعة الداعين إليها والمستنفرين لرجالها والمشاركين في أتونها في غزوة بدر،
ويسأل الرسول (صلى الله عليه وسلم)
عندما علم بخروج قريش لحربه من فيهم من أشراف قريش؟
قالوا: عتبة وشيبة ابنا ربيعة، وأبو البختري بن هشام،
وحكيم بن حزام، والحرث بن عامر، وطعيمة بن عدي،
والنضر بن الحارث، وزمعة بن الأسود، وسهيل بن عمرو،
وأبو جهل بن هشام، وأمية بن خلف، وعمر بن عبد ود.
فأقبل الرسول (صلى الله عليه وسلم) على أصحابه
وقال: “هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ أكبادها”.
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
أشيروا عليّ أيها الناس.. فقال له سعد بن معاذ: لكأنك تريدنا يا رسول الله؟
قال: أجل.
قال: قد آمنا بك وصدقناك، وأعطيناك عهودنا فامض يا رسول الله لما أمرت به،
فوالذي بعثك بالحق إن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لنخوضنه معك،
وما نكره أن تكون تلقى العدو بنا غداً إنا لصبر عند الحرب،
صدق عند اللقاء،
لعل الله يريك منا ما قرّ به عينك فسر بنا على بركة الله.
فسار الرسول (صلى الله عليه وسلم) والتقى الجمعان وتساقط القتلى
من قريش ووقع الكثير من الأسرى ومنهم سهيل بن عمرو أسره مالك بن الدخشم الأنصاري.
عندما وقع أسيراً بأيدي المسلمين
في “غزوة بدر” اقترب “عمر بن الخطاب” من رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) وقال: “يا رسول الله.
دعني أنزع ثنيتي
سهيل بن عمرو حتى لا يقوم عليك خطيباً بعد اليوم”..

فأجابه الرسول العظيم: “كلا يا عمر.. لا أمثل بأحد،
فيمثل الله بي، وإن كنت نبياً”!ثم أدنى عمر منه،
وقال (صلى الله عليه وسلم):
“يا عمر.. لعل سهيلاً يقف غداً موقفاً يسرك”!


....يتبع