عرض مشاركة واحدة
قديم 10-17-2010, 11:05 PM
المشاركة 22
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
وانه ليتحدث صادقا عن ولائه العظيم لمسؤولياته كمسلم بايع الرسول، وسار تحت راية الاسلام فيقول:

" لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا قط الا كنت حاضره..

ولم يبايع بيعة قط الا كنت حاضرها..

ولا يسر سرية قط. الا كنت حاضرها..

ولا غزا غزاة قط، أوّل الزمان وآخره، الا منت فيها عن يمينه أو شماله..

وما خاف المسلمون أمامهم قط، الا كنت أمامهم..

ولا خافوا وراءهم الا كنت وراءهم..

وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين العدوّ أبدا حتى لقي ربه"..!!

هذه صورة باهرة، لايمان فذ وولاء عظيم..

ولقد كان صهيب رضي الله عنه وعن اخوانه أجمعين،
أهلا لهذا الايمان المتفوق من أول يوم استقبل فيه نور الله، ووضع يمينه في يكين الرسول..

يومئذ أخذت علاقاته بالناس، وبالدنيا، بل وبنفسه، طابعا جديدا. يومئذ. امتشق نفسا صلبة، زاهدة متفانية.
وراح يستقبل بها الأحداث فيطوّعها. والأهوال فيروّعها.

ولقد مضى يواجه تبعاته في اقدام وجسور.
فلا يتخلف عن مشهد ولا عن خطر.. منصرفا ولعه وشغفه عن الغنائم الى المغارم.. وعن شهوة الحياة،
الى عشق الخطر وحب الموت..


ولقد افتتح أيام نضاله النبيل وولائه الجليل بيوم هجرته،
ففي ذلك اليوم تخلى عن كل ثروته وجميع ذهبه الذي أفاءته عليه تجارته الرابحة خلال سنوات كثيرة قضاها في مكة..
تخلى عن كل هذه الثروة وهي كل ما يملك في لحظة لم يشب جلالها تردد ولا نكوص.

فعندما همّ الرسول بالهجرة، علم صهيب بها، وكان المفروض أن يكون ثالث ثلاثة، هم الرسول.. وأبو بكر.. وصهيب..

بيد أن القرشيين كانوا قد بيتوا أمرهم لمنع هجرة الرسول..

ووقع صهيب في بعض فخاخهم، فعوّق عن الهجرة بعض الوقت بينما كان الرسول وصاحبه قد اتخذا سبيلهما على بركة الله..

وحاور صهيب وداور، حتى استطاع أن يفلت من شانئيه، وامتطى ظهر ناقته، وانطلق بها الصحراء وثبا..

بيد أن قريشا أرسلت في أثره قناصتها فأدركوه .. ولم يكد صهيب يراهم ويواجههم من قريب حتى صاح فيهم قائلا:

" يا معشر قريش..

لقد علمتم أني من أرماكم رجلا ..
وأيم والله لا تصلون اليّ حتى ارمي كبل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي حتى لا يبقى في يدي منه شيء،
فأقدموا ان شئتم..

وان شئتم دللتكم على مالي، وتتركوني وشاني"..


ولقد استاموا لأنفسهم، وقبلوا أن يأخذوا ماله قائلين له:

أتيتنا صعلوكا فقيرا، فكثر مالك عندنا، وبلغت بيننا ما بلغت، والآن تنطلق بنفسك وبمالك..؟؟

فدلهم على المكان الذي خبأ فيه ثروته، وتركوه وشأنه،
وقفلوا الى مكة راجعين..


.....يتبع