عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-2013, 08:57 PM
المشاركة 3
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بيبي لونغ ستوكينغز.. الطفلة الملهمة المتمردة
صعب ان انتقي قصه من القصص التي امر بها وتمر بي خلال هذه الاجازه الصيفيه غير التقليديه باجوائها البارده في غالب الاحيان، واعلم صعوبه الحديث عن هذه الاجواء في ظل ارتفاع الحراره المرافق لانقطاعات التيار الكهربائي في احياء كثيره من مدن المملكه بما فيها الرياض. لكني ارغب في مشاركتكم في الامر لاسيما وان هذه التجارب تقل الاشاره اليها لدي الحديث عن بلد مثل السويد او مثل امريكا بولاياتها المتعدده. لابدا من حيث بدات، بالسويد، واتناول قصه ليست خلافيه تزعج السامعين.. قصه احدي الاطفال التي تناولتها رائده كتابه قصص الاطفال السويديه الاديبه استريد ليندجرينAstrid Lindgren (1907- 2002)، وهي قصه الطفله "بيبي لونغ ستوكينغز" Pippi Longstockings او بيبي ذات الجوارب الطويله. وسبب بدئي بها ان في نفسي وفي نفس اولادي شيئا من روح هذه الطفله المتمرده والمسالمه في ان مما يجعلني لا استطيع الانتقال الي موضوع اخر قبل اشفاء الغليل من مداعباتها الذكيه.
علي الرغم من ان كتابات ليندجرين مترجمه الي معظم لغات العالم وتعد الكاتبه الثامنه عشره في ترجمه اعمالها علي مستوي العالم وبيعت من كتبها حوالي 145 مليون نسخه من قصص اشهرها بيبي لونغ ستوكينغز التي ترجمت الي 60 لغه، بالاضافه الي كارلسون علي السطح، واطفال بولبيري السته او الاطفال السته المزعجين وغيرها. ولسبب او لاخر انتشرت شخصيه معينه في بلاد دون اخري لسبب يعود الي استحسان تلك الشعوب لها، فعلي سبيل المثال اعتبر كارلسون الشخصيه الكارتونيه والقصصيه رقم واحد في الاتحاد السوفييتي السابق ودول شرق اوروبا، بينما شاعت قصه بيبي في بقيه انحاء العالم. اما العالم العربي فلم يعرف هذه الكاتبه او قصصها الا في حدود ضيقه، فلم اجد لبيبي لونغ ستوكينغز الا ترجمه دار المني تحت اسم "جنان ذات الجورب الطويل". وقليل هو ما يعرف عن هذه الكاتبه الفذه وتاثيرها علي ادب الطفل في العالم العربي. ربما للموقف النقدي من كتابات ليندجرين التي تجعل البعض يتحرج من قبولها وربما لبعض الشقه بين العالم العربي والعالم الاسكندنافي، او هكذا نتصور. فما هي قصه استريد او قصه بيبي واخواتها من قصصها الاخري؟
تعتبر استريد كاتبه الهمت ملايين الاطفال حول العالم ليفكروا بطريقه مختلفه، ليفكروا لانفسهم وليسعدوا بالطبيعه ويبحثوا عن الامان فيها. يعتبرها نقادها محرضه للتمرد علي سلطه الكبار وسلطه التربيه التقليديه والتعليم والمجتمع لتصويرها شخصيه بيبي في صوره فتاه يتيمه الام في التاسعه تعيش في فترات طويله بمفردها في بيت يسمي "فيلا فيلاكولا" في قريه ريفيه هادئه مع حصانها الابيض المنقط بالاسود وقردها "السيد نيلسون". والدها بحار جاب المحيطات وجابتها معه في فترات متفرقه وفي فترات اخري كانا يقيمان في هذا المنزل. وهي تُصور كطفله تستطيع تدبر امرها وهي تعيش مما اثار استياء التربويين والجيران في القريه واخذ كل يريد ان ينقل بيبي الي دار لرعايه الاطفال وهي تصر ان بيتها هو بيت اطفال نظراً لانها طفله وتعيش فيه ثم انها ليست بمفردها فمعها حصانها وقردها ولا تحتاج احداً ان نقصت عليها مؤونه فلديها صندوق من القطع الذهبيه الذي تركه لها والدها من سفرياته البحريه فتصرف جنيهاً كلما رغبت في شراء شيء، وهو ما جعلها عرضه لطمع بعض اللصوص الذين تعاملت معهم بكل تسامح ومحبه وجعلتهم يحتارون في امرها، وهذا في طابع مرح. ويشارك بيبي في القصه صديقاها في البيت المجاور، تومي وانيكا اللذان يشاركانها مغامراتها ويستمتعان بجراتها وقدراتها الخارقه ويندهشان لمعرفتها بالعالم وشعوبه التي زارتها. لذلك فتمثل بيبي الشخصيه المتمرده علي السلطه المجتمعيه وسلطه الكبار وسلطه التربيه التقليديه، فهي لا تذهب الي المدرسه وتكتسب تعليمها من والدها وخبره السفر فحسب. وتتميز بيبي بانها حره الروح، شديده التفاؤل، منطلقه التعبير والتصرف، تحسن الظن في الجميع مع حس عال بالعداله والانصاف، وما يثير الهام الاطفال بالاضافه الي ذلك هي قوتها الخارقه فهي تستطيع ان تحمل حصانها بيد واحده، وفي قصه تحدت اقوي رجل في العالم في سيرك مر بقريتها بان حملته باثقاله علي اصبع واحده وهي تقول ان كان هو اقوي رجل في العالم فانا اقوي فتاه في العالم، واصبحت لازمه من مقولاتها التي تتناقلها الفتيات.
وبيبي ليست الشخصيه الوحيده لدي استريد التي تمثل الخروج علي السلطه العامه فهناك ايضاً شخصيه كارلسون في قصصه الثلاثه وغيره من الشخصيات التي وان كانت محبوبه الا انها تنحو الي الاستقلاليه وابداء الراي الحر. كما تحمل شخصيات استريد ليندجرين افاقاً من الخيال المتناهي والذي يردد صدي خيال الاطفال المنطلق، وتعزز انطلاقه بهذه الشخصيات التي لا تخضع لقوانين البشر وانما لقوانين الطبيعه في بيئتها المسالمه والعادله.
كنت قلقه من هذه القصه التي غزت بيتنا وانا ابحث في ثقافه السويد قبل السفر اليها وابحث عما يناسب الاطفال حتي تعرفت علي استريد وبيبي، ووجدت لها فيلماً كرتونياً طويلاً بالانجليزيه محكم الصنع والاخراج والالحان التي جعلت من زين الشرف تتسمر امام الكومبيوتر وكلما انتهي الفلم تطلب اعادته وبعد قليل انضم اليها اجواد ايضاً وقد ظننت ان قصه الطفله لن تلفت نظره لكن هناك من التفاصيل ما شده كذلك وقد اخذا يحفظان كلمات الاغاني ويرددانها وهي تقول "انا ملك نفسي، هناك سحر في كل شيء، ماذا سافعل اليوم يا تري؟" وهي تتنقل علي ظهر السفينه تساعد طاقمها ووالدها في كل تفاصيل الرحله كما تحاول انقاذ والدها بعد ان سقط في البحر.